ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني أخبر قادة منظمات يهودية أمريكية بأنه ليس لديه أي فكرة عما تحويه خطة السلام لتسوية القضية الفلسطينية، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروفة بـ"صفقة القرن". علمًا أن  صحيفة "هآرتس" قالت إن الملك عبدالله اعتبر التقارير التي تفيد بأن الدول العربية تؤيد خطة البيت الأبيض "سابقة لأوانها، لأنها لا تعرف ما ستتضمنه". وتواجه "صفقة القرن" العديد من الانتقادات كونها ستُجبر الفلسطينيين على تقديم تنازلات لمصلحة إسرائيل، من شأنها تهديد وضع القدس الشرقية المحتلة وإهدار حق عودة اللاجئين، في وقت لم تُعلن ملامح الخطة بعد.

"مضيعة للوقت"

في لقاء دام ساعة بحضور وزير خارجيته أيمن الصفدي، قابل ملك الأردن ممثلي المنظمات اليهودية الأمريكية في نيويورك على هامش مشاركته  في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت "هآرتس" عن مصادر أن الملك لم يوجه انتقادات بشكل مباشر إلى سياسة إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، لكنه كرر القول إن الدول العربية لن تكون قادرة على دعم خطة تسقط صيغة حل الدولتين التي تم التوصل إليها قبل عقود طويلة. وقال العاهل الأردني إن أي مناقشة للبدائل الأخرى، مثل إقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية أو منطقة فلسطينية تتمتع بالحكم الذاتي، هي بمثابة "مضيعة للوقت". وفي مطلع سبتمبر الجاري، أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس نشطاء حركة "السلام الآن" الإسرائيلية على اقتراح مسؤولين أمريكيين إقامة كونفدرالية مع الأردن، معلنًا عدم قبوله الفكرة، إلا إذا كانت إسرائيل جزءًا منها.

قال العاهل الأردني إن أي مناقشة للبدائل الأخرى، مثل إقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية أو منطقة فلسطينية تتمتع بالحكم الذاتي، هي بمثابة "مضيعة للوقت"

مشاعر من الإحباط والغضب تسود الدوائر المُقربة من ترامب نتيجة العراقيل التي تؤخر إعلان "صفقة القرن" رسميًا، وتقارب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأثناء حديثه مع قادة المنظمات، أعرب الملك عبد الله عن مخاوفه من التخفيضات الكبيرة التي طرحتها إدارة ترامب بشأن المساعدات المُقدمة إلى الفلسطينيين. وتساءل عمّا سيفعله الشركاء إذا لم تتمكن الأونروا (وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين)، من تشغيل مدارسها في الضفة الغربية وغزة بسبب تخفيضات موازنة ترامب. وذكر أنه يتفهم رغبة الرئيس الأمريكي في إصلاح الأونروا، وأبدى استعداده لمناقشة التحسينات المُمكنة للوكالة، لكن الأردن مع ذلك قلق بشأن تأثيرات تخفيضات الموازنة على الأرض. وحينذاك لم يعترض على كلامه حول هذه النقطة أي من المشاركين في اللقاء. وبحسب مصدر تحدث إلى الصحيفة، قال الملك عبدالله إن هذه أسئلة يجب أن تزعج أيضًا مسؤولي الأمن الإسرائيليين.

"توبيخ" محتمل من ترامب لنتنياهو لإحباطه "صفقة القرن"

والأحد الماضي، قالت صحيفة "معاريف" إن مشاعر من الإحباط والغضب تسود الدوائر المُقربة من ترامب نتيجة العراقيل التي تؤخر إعلان "صفقة القرن" رسميًا، وتقارب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتوقعت الصحيفة أن "يوبخ" ترامب نتنياهو عندما يلتقيان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.