في خضم التوتر القائم في فنزويلا، عقب إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد حظي على إثره وفي وقت وجيز باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمت فلسطين إلى غمار المواقف الدولية المتابينة من الأحداث في فنزويلا، وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مساء الأربعاء عن قلقها إزاء ما تشهده جمهورية فنزويلا البوليفارية من أحداث، منددةً بتدخل "بعض الدول” في الشؤون الداخلية لفنزويلا عقب اعتراف بعض الدول بغوايدو رئيساً.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية في بيانها أنها تدين تدخلَ بعض الدول الخارجية المباشر في الشأن الداخلي الفنزويلي من خلال "دعم محاولة انقلاب ضد الرئيس الحالي والمنتخب شرعياً نيكولاس مادورو" على حد وصفها.
وشدد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) على أن "دولةَ فلسطين تجدد موقفها الداعي لاحترام مبدأ سيادة الدول وأنظمتها الداخلية، وتؤكد تضامنها مع تطلعات فنزويلا المشروعة للمزيد من الاستقرار والوحدة والازدهار من خلال حوار وطني سلمي شامل، في ظل نظام إقليميٍ ودولي يحترم القانونَ الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتعايش السلمي بين الدول".
ولفت البيان إلى أن: "دولةَ فلسطين تؤكد عمقَ تقديرها للمواقف المناصرة لفلسطين والدعم الذي تقدمه فنزويلا ورئيسها الشرعي نيكولاس مادورو والحكومة والشعب الصديق، لقضية الشعب الفلسطيني العادلة في كل المحافل الدولية".
ماذا يحدث في فنزويلا؟
بالتزامن مع الذكرى الـ 61 لسقوط الدكتاتورية (نظام ماركوس بيريز خيميمنيز) في 23 كانون الثاني/يناير 1958، نزل الآلافُ من الفنزويليين إلى الشوارع لأسبابٍ مختلفة. المعارضون لمادورو ارتدوا الأبيض مطالبين بحكومة انتقالية وانتخاباتٍ جديدة، فيما احتشد أنصار الرئيس بملابس حمراء دعماً له رافضين مطالبَ المعارضة واعتبروها "محاولةَ انقلابٍ من تدبير واشنطن".
وأمام آلاف من أنصاره، أعلن خوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه "رئيساً بالوكالة" للبلاد، ما أسفر عن مواجهاتٍ بين قوات الأمن وأنصار المعارضة في العاصمة كراكاس.
وقال غوايدو (35 عاماً) "أقسم أن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة".
هذا الإعلان يأتي ذلك بعد إعلان المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في فنزويلا توجيهَهَا بإجراء تحقيقٍ جزائي ضد أعضاء البرلمان متهمةً إياهم بالسعي لاغتصاب صلاحيات الرئيس مادورو، عقب أيام قليلة على تمرد قصير لـ 27 عسكرياً تحصنوا ساعاتٍ قليلة في ثكنة شمال كراكاس مطلقين دعوات للتمرد، لكن سرعان ما تمّ إخمادها.
وأكد المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية المعارض لسياسات مادورو، مقتلَ 13 شخصاً في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الفنزويلية على مدار الأيام القليلة الماضية.
وتحتج المعارضة، وواشنطن والاتحاد الأوروبي وعدة دول من أمريكا اللاتينية، على تولي الرئيس الفنزويلي فترةً رئاسيةً ثانية بدايةً من 10 يناير/كانون الثاني الجاري. وتطالب المعارضة الجيش بعدم دعم مادورو بل أيّدَ نوابُ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة العفو عن أفراد وقياداتِ الجيش الرافضين ولايةَ مادورو الثانية.
لكن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أكد، الأربعاء، أن الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد. وكتب عبر تويتر: "اليأس والتعصب يقوِضان سلامَ الأمة. نحن جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية".
مواقف خارجية متباينة
عقب دقائق من إعلان غوايدو، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغوايدو رئيساً لفنزويلا قائلاً في بيان: “أعترف رسمياً اليوم برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا بالوكالة". ما دفع الرئيس نيكولاس مادورو إلى إعلان قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع "حكومة الولايات المتحدة الامبريالية" على حد قوله.
وفي حين أمهل مادورو الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة كاراكاس، رفضت الولايات المتحدة قرار مادورو قطع العلاقات بحجة أنه "لم يعد رئيساً"، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "سوف نواصل علاقاتنا مع فنزويلا من خلال حكومة الرئيس المؤقت غوايدو الذي دعا بعثتنا إلى البقاء في البلاد".
وانضمت كولومبيا والبرازيل حليفتا واشنطن إلى الموقف الأميركي المؤيد لغوايدو، بالإضافة إلى الأرجنتين وتشيلي وباراغواي وكذلك كولومبيا وبيرو وكندا. كما هنأ لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية ومقرها واشنطن، رئيسَ البرلمان الفنزويلي.
أما الاتحاد الاوروبي فدعا، الأربعاء، إلى الإنصات لصوت الشعب الفنزويلي، مطالباً بإجراء انتخابات "حرة وذاتِ مصداقية”.
بدوره اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تويتر لينشر موقفه فقال في تغريدة نشرها الخميس إن انتخابَ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "غير شرعي، مشيداً "بشجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين السائرين نحو حريتهم".
في المقابل، دعمت موسكو مادورو و انتقدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، مواقفَ الدول الغربية بشأن الأزمة في فنزويلا، معتبرةً دعمَ غوايدو “موقفاً من القانون الدولي"، بعد اعتراف الولايات المتحدة وعدد من حلفائها بالمعارض خوان غوايدو رئيساً موقتاً.
وكتبت على حسابها في فيسبوك "الأحداث التي تجري حالياً في فنزويلا تكشف بشكل واضح موقفَ الأسرة الدولية التقدمي حيال القانون الدولي والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد تسعى إلى تغيير السلطة فيه".
وأعلن متحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الخميس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو وأكد له دعم بلاده للسلطة الشرعية في البلاد بعد إعلان زعيم المعارضة الفنزويلية نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد.
وكتب كالين على تويتر "اتصل رئيسنا معبراً عن مساندة تركيا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو انهض، نحن بجانبك".
وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل دعمه مادورو و"السلطات المنتخبة بحسب الدستور الفنزويلي"، كما أعربت الحكومة الكوبية عن "دعمها الحازم" للرئيس الفنزويلي.
في خضم التوتر القائم في فنزويلا، عقب إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة حظي على إثره وفي وقت وجيز باعتراف ترامب، انضمت فلسطين إلى غمار المواقف الدولية المتابينة من الأحداث في فنزويلا.
ماذا يحدث في فنزويلا؟ وما علاقة بفلسطين بذلك؟
لم تنسَ فلسطين الموقفَ الفنزويلي الداعمَ لقضيتها المدين لسياسات الاحتلال خاصةً إبان فترة حكم الرئيس هوغو شافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي مرتين تعاطفاً مع أهل غزة، واصفاً قصف القطاع المحاصر بأنه “فعل أبشع من المحرقة".
فلسطين ترد الجميل..
لم تنسَ فلسطين الموقفَ الفنزويلي الداعمَ لقضيتها المدين لسياسات الاحتلال خاصةً إبان فترة حكم الرئيس هوغو شافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي مرتين تعاطفاً مع أهل غزة، واصفاً قصف القطاع المحاصر بأنه “فعل أبشع من المحرقة".
وأصبحت فنزويلا ثانيَ دولة في أمريكا الجنوبية تعترف رسمياً بدولة فلسطين، في عام 2009. و كانت واحدة من بين 138 دولة صوتت لصالح تغيير صفة فلسطين من صفة مراقب إلى دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة في 2012.
صوتت فنزويلا أيضاً لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو واشنطن إلى سحب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل وكانت واحدة من بين 100 دولة تحدت ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2017.
لم تقتصر مواقف فنزويلا الداعمة لفلسطين عند هذا الحد، بل تكفلت بإقامة مستشفى العيون في ترمسعيا شمال رام الله بقيمة 15 مليون دولار.
وفي أغسطس/آب 2017، سيرت السلطة الفلسطينية شاحنات دواء مساعدةً منها للشعب الفنزويلي، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وقتذاك: "إن قرار عباس بالتبرع إلى فنزويلا جاء استجابة لنداء وجهته الحكومة الفنزويلية، بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ومحاولات اليمين المتطرف الانقلاب على نظام الحكم" مؤكداً أن بلاده تسعى لرد ولو قدرٍ يسير من المساعدات الفنزويلية على مر السنين.
وتَعدُّ فنزويلا حوالي 600،000 من الفنزويليين من أصل عربي، معظمهم من لبنان وسوريا وفلسطين من بينهم 80 ألف فنزويلي من أصل فلسطيني. وتعتبر فنزويلا واحدة من أضخم التجمعات السكانية العربية في الأمريكتين. وتعود هجرة الفلسطينيين إلى فنزويلا إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وأثّر الفلسطينيون في الثقافة الفنزويلية في الغناء والمطبخ الذي تشبّع بالمزّات الفلسطينية والسورية واللبنانية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين