"سوداء على المحتل الصهيوني. سوداء على ترامب. سوداء على من يخذل فلسطين. سوداء على يحاصر غزة. سوداء على كل شيطان أخرس"... لم يكن ما كتبه أحد المتظاهرين الفلسطينيين بالأمس ذات معنى مجازي فحسب. لقد غطى اللون الأسود سماء غزة اليوم، ومعها كل فلسطين في ما سُمّي بـ"جمعة الكاوتشوك" التي تأتي استكمالاً لما بدأه الفلسطينيون الجمعة الماضية في "يوم الأرض" ووعدوا بالاستمرار به حتى ذكرى النكبة في 15 مايو. على مدار الأسبوع المنصرم، كانت مألوفة رؤية الغزيين يسيرون حاملين إطار السيارات القديمة، أو محملين إياها في "توك توك" استعداداً لهذا اليوم. فكان أن ظهرت آلاف الإطارات التي خطّط المتظاهرون لإشعالها كي يحجبوا الرؤية عن القناصة الإسرائيليين الذي قتلوا 16 متظاهراً الأسبوع الماضي. ومع توالي المشاهد الآتية من غزة، كان العالم يستعيد أساليب المقاومة البدائية التي استخدمها الفلسطينيون ضدّ إسرائيل، من الحجر إلى المقلاع والسواتر الترابية والقناني الحارقة… بينما انشغل آخرون بنقاش بيئي - صحي كانت طبقة الأوزون جزءاً أساسياً فيه. وبينما كان الفلسطينيون يحتفلون بقدرتهم على الصمود بكافة الوسائل و"تلوين الاحتلال بلونه الحقيقي"، كان الأخير مستنفراً كحاله في الأيام الماضية، بينما لجأ إلى الرصاص الحيّ، مصيباً أكثر من 80 فلسطينياً بينما أفادت الأنباء عن سقوط شهيد في خان يونس، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
غزة تشعل الكاوتشوك.. والاحتلال يرد بالمراوح
أظهرت الصور المنشورة على تويتر استعدادات الفلسطينيين لهذا اليوم من خلال نقل الإطارات وكانت هذه الصور خير تعبير عن السحابة السوداء التي أعمت الاحتلال في المقابل، أطلقت قوات الاحتلال رصاصها ليصيب العشرات حتى اللحظة، برغم مطالبات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لها بعدم استخدام القوة المفرطة ضدهم."جمعة الكاوتشوك"... المقاومة الفلسطينية تجذب أنظار العالم بإطارات السيارات بينما يمعن الاحتلال في استهداف المتظاهرين، فما هي أبرز أجواء هذا اليوم ؟وأمام دخان الكاوتشوك، استخدم الاحتلال مراوح كبيرة الحجم، ضمها لصفوف قواته، للتغلب على انعدام الرؤية.
"اليوم سأعبر الحدود"
روى مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، قصة الشاب أحمد أبو غالي ( 20 عاماً) الذي هرب من المستشفى، صباح اليوم، للمشاركة في التظاهرات. وكان أحمد أصيب في بطنه الجمعة الماضية برصاص الاحتلال، وقال خلال اتكائه على عكاز في إحدى نقاط الاحتجاج: "اليوم سأعبر الحدود".وسائل بدائية... وأمهات على خط المواجهات
يسميه الفلسطينيون "النبيطة" ويُعرف بالمقلاع، وقد أظهرت لقطات مصورة أشخاصاً يجهزون مقاليع يضعون عليها قطعاً من الحجارة لقذفها وحاول آخرون صنع أقنعة لوقايتهم من دخان قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي أطلقها الاحتلال، فيما وقفت أمهات في الخلفية لمساعدتهم في تفادي آثار ذلك"لوثوا البيئة، اخرقوا الأوزون والعنوا العالم"
على هامش التظاهرات، شغل نقاش طبقة الأوزون وتأثير اشتعال الإطارات متابعي المشهد. كتب المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جونان جوناثان على حسابه على تويتر عن الأمر، مبدياً "حرصه" على صحة الغزيين. في المقابل، ذكّر آخرون بأن الوسائل على اختلافها مشروعة للمقاومة الفلسطينية، معترضين على العالم الذي لم يتحرك إلا عندما وصل الأمر إلى طبقة الأوزون وتابعت التدوينات ساخرة من ردود فعل العالم حين كانت تمطر إسرائيل سكان القطاع بالقنابل الفسفورية طوال السنوات الماضية، وقال أحدهم "اليوم نخرق الأوزون، ولعوا كوشوك، ولوثوا البيئة واخرقوا الأوزون والعنوا عرض العالم كله"حرق صور بن سلمان
وسجلت الكاميرات كذلك مشهد متظاهرين يحرقون صوراً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان والملك سلمان بن عبد العزيز. وكان ولي العهد قال قبل أيام، خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ، إن الشعب اليهودي له الحق في امتلاك "أرض خاصة به"، في ظل تقارب سعودي - إسرائيلي في الفترة الأخيرة. وأوضح غولدبيرغ "تحدث معي ولي العهد السعودي عن إسرائيل، أخبرني أنه يعترف بحق الشعب اليهودي في أن تكون له دولة قومية خاصة به إلى جانب دولة فلسطينية... لم يعترف أي زعيم عربي بهذا الحق أبداً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...