عملية جرد للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة تحت واقٍ يسمى “الديمقراطية الإسرائيلية” قامت بها صحيفة الغارديان البريطانية في نسختها الرقمية الأربعاء 23 يناير، وقالت الصحيفة في افتتاحية اليوم إن إسرائيل التي تدعي الديمقراطية، قتلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال، خلال الاحتجاجات التي خرجت في الأشهر التسعة الأخيرة من العام 2018، دون أن تتعرض إلى أي مساءلة قانونية أو عقاب من أي نوع، ما اعتبرته الصحيفة البريطانية سياسةً إسرائيليةً غير أخلاقية وغير قانونية حيال الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن الدولة العبرية تقتل فلسطينياً كل يوم، بحسب ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة، وعملياتُ القتل هذه تجري أثناء مشاركة الفلسطينيين في الاحتجاجات على طول السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة مطالبين بحقهم في العودة إلى ديار أجدادهم، من بينهم مسعفون وصحفيون.
معظم القتلى غير مسلحين ولا يشكلون أي خطر على أي شخص، تؤكد الغارديان، فالمتظاهرون يحملون فقط بعض الحجارة في أياديهم مرددين بعض الشعارات ورغم ذلك سمحت سياسة إسرائيل غير الأخلاقية وغير القانونية لجنودها بمواجهة تلك الاحتجاجات بالرصاص الحي وقنابل الغاز والقصف فكانت نتيجته قتل المحتجين بمن فيهم أولئك الذين لا يشكلون أي تهديد حقيقي.
تحدثت الغارديان عن المستشفيات في غزة، فقالت إن المشافي هناك تعاني من الحصار الإسرائيلي المصري وتوشك على الانهيار وماعادت تستجيب لجموع المرضى الذين تم نقلهم من الاحتجاجات، مضيفة أن دبلوماسيي إسرائيل يلقون باللائمة دائماً على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، التي تصفها الغارديان بأنها جماعة إسلامية متشددة تسيطر على غزة، زاعمين أنها منظمة "إرهابية"، تنظم مظاهرات في "منطقة حرب".
واعتبرت افتتاحية الغارديان أن إسرئيل ترغب بشن حرب إعلامية وحرب عسكرية على الأرض ضد الفلسطينيين، مضيفة أن التجاهل الفاضح لسقوط قتلى في صفوف أهل غزة وعدم مساءلة إسرائيل عما اقترفته يداها يعكسان حقيقة أنها قد أمنت من المحاسبة، وأنها تكذب دون الخوف من العواقب أو تحمل المسؤولية.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن إسرائيل دولةٌ متناقضةٌ في سياساتها، تتدعي ظاهرياً أنها دولة ترعى الديمقراطية وتسعى إلى محاسبة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على خلفية اتهامات له تتعلق بالفساد وتلقي الرشى، لكنها من ناحية أخرى تقمع الفلسطينيين وتقتلهم لمجرد خروجهم في مظاهرات احتجاجية لا تشكل خطراً، كما أنها احتجاجات خالية من مظاهر العنف، المتظاهرون يحمل بعضهم حجراً فيما يكون الجنود الإسرائيليون مدججين بالسلاح.
ولفترة طويلة امتنع الإعلام العالمي عن استخدام لهجة حازمة تجاه السياسات الإسرائيلية، لأن لإسرائيل لوبي دولي قوي يسيطر على العديد من وسائل الإعلام في الغرب، لكن يبدو أن سقوط المزيد من القتلى من الفلسطينيين في السنوات الأخيرة وعدم التكافئ البيّن بين فلسطين وإسرائيل إلى جانب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي قدمت إعلاماً بديلاً، قد ساهمت جميعها في نقل صورة حقيقية ومختلفة عما كانت تروجه إسرائيل في خطابها الموجه للغرب.
عملية جرد للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة تحت واقٍ يسمى “الديمقراطية الإسرائيلية” قامت بها صحيفة الغارديان البريطانية في نسختها الرقمية الأربعاء 23 يناير، منتقدةً بشدة إفلات إسرائيل من المساءلة والعقاب.
اعتبرت الغارديان أن إسرائيل دولة متناقضة في سياساتها، تتدعي ظاهرياً أنها دولة ترعى الديمقراطية وتسعى إلى محاسبة نتنياهو على خلفية اتهامات له تتعلق بالفساد لكنها من ناحية أخرى تقمع الفلسطينيين وتقتلهم لمجرد خروجهم في مظاهرات احتجاجية لا تشكل خطراً.
الغارديان: إسرائيل التي تدعي الديمقراطية، قتلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال، خلال الاحتجاجات التي خرجت في 2018، دون أن تتعرض إلى أي مساءلة قانونية.
حين يتغير الخطاب الإعلامي في الغرب
وتأتي افتتاحية الغارديان بعد أيام قليلة من مقال رأي وصفه الكثيرون بالشجاع نشرته صحيفة نيويورك تايمز، السبت الماضي، تناول الطريقةَ التي تُرهب بها إسرائيل منتقديها من طلاب الجامعات والنشطاء في العالم عن طريق وضعهم على قوائم سوداء تؤدي إلى منعهم من دخول إسرائيل في المستقبل، وتعرضهم لمشاكل في حياتهم المهنية وتقلص فرصَ حصولهم على وظائفَ بعد التخرج.
واعتبر المقال أنه "حان وقت كسر جدار الصمت في فلسطين" ويجب على الجميع إدانة تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، ومنها انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، واستمرار احتلال الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وغزة، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وطالبت الكاتبة باتخاذ موقف من معاملة الفلسطينيين عند نقاط التفتيش وعمليات التفتيش الروتينية لمنازلهم والقيود المفروضة على تحركاتهم وصعوبة الحصول على السكن اللائق والمدارس والغذاء والمستشفيات والمياه النظيفة.
وطالب المقال الجميع بعدم التسامح مع رفض إسرائيل مناقشة حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، على النحو المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة، وقالت الكاتبة إن الوقت قد حان لطرح سؤال حول أموال الحكومة الأمريكية التي دعمت أعمالاً عدائية متعددة ضد فلسطين وخلفت آلاف الضحايا المدنيين في غزة.
افتتاحية الغارديان اليوم تزامنت مع ندوة عن عنصرية إسرائيل أقامها البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، وناقش النواب فيها قانون الدولة اليهودية المثير للجدل.
وطالب نواب أوروبيون في الندوة التي عقدها منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني ومقره لندن بتفعيل دور الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الممارسات الإسرائيلية العنصرية ضد الفلسطينيين.
وناقش النواب في الندوة التي حضرها عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمتضامنين مع القضية الفلسطينية، تأثيرَ قانون الدولة اليهودية على فرص التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعلى مستقبل السلام في الشرق الأوسط، وكذلك على مستقبل علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...