شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
فلسطينيات يستبسلن في الدفاع عن طفل من قبضة الاحتلال

فلسطينيات يستبسلن في الدفاع عن طفل من قبضة الاحتلال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 19 يناير 201904:28 م

استماتت مجموعة من الفلسطينيات أمام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالذخيرة الحية والرشاشات، في الدفاع عن طفل حتى لا يقبض عليه جنود الاحتلال خلال مداهمتهم قرية كفرقدوم شرق محافظة قلقيلية، الجمعة، في مشهد يثبت كما جرت العادة شجاعة المرأة الفلسطينية في الذود عن الأرض وعن أصحاب الأرض، دون أن تحمل سلاحاً واحداً بوجه الترسانة الإسرائيلية.

وأقدم جنود الاحتلال على قمع المسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والداعمة للقيادة الفلسطينية في جهودها السياسية في المحافل الدولية والتي خرج بها شباب ورجال القرية الجمعة.

بسالة فلسطينية

أسفر اعتداء جيش الاحتلال عن إصابة شابين بالرصاص المطاطي، واعتقال طفل من عائلة شتيوي، حسب ما أكد منسق المقاومة الشعبية في القرية مراد شتيوي لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقال شتيوي إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص المعدني أحدهما في الصدر والآخر في القدم.

وأوضح أن "الشابين نقلا إلى مستشفى رفيديا في نابلس لتلقي العلاج" مضيفاً أن "جنود الاحتلال اقتحموا منزل المواطن نصفت شتيوي بعد إطلاق الرصاص الحي على أبوابه الخارجية وجدرانه الداخلية، وحطموا محتوياته".

كما أشار إلى أن "الجنود الإسرائيليين اعتدوا على النساء والأطفال، واعتقلوا الطفل طارق حكمت شتيوي (14 عاماً)".

لكن النسوة الفلسطينيات لم ترهبهن أصوات الرصاص ولا شكل البنادق التي تسلح بها جنود الاحتلال، ووسط دوي الرصاص تعالت صرخاتهن وبكاء أطفالهن، حتى انسحاب الجنود رفقة الطفل.

وأكدت عائلة شتيوي عبر حسابها الرسمي على تويتر أن جيش الاحتلال داهم منزل حكمت محمود عقل شتيوي وأصابوا أخاه (نصفت) واعتقلوا ابنه ودمروا منزل أخيه وسيارته خلال وجودهم بالقرية.

عهد التميمي أنموذجاً

يعيد مشهد النساء الفلسطينيات وهن يحاولن منع جنود الاحتلال من اعتقال الطفل إلى الأذهان موقف "الطفلة" عهد التميمي وهي تعض يد جندي إسرائيلي حتى لا يقبض على أخيها الطفل. كانت عهد حينها في عمر الرابعة عشر وجاب العالم شريط مصور لها وهي تصرخ وتشد ذراع جندي ثم تعضه حتى يتراجع ولا يقبض على أخيها وتحولت إلى أيقونة جديدة للنضال والمقاومة الفلسطينية.

في الفيديو، تظهر عهد ووالدتها ونساء من عائلة التميمي وهن يضربن جندياً إسرائيلياً يسعى لاعتقال طفل (شقيق عهد) يستغيث الجندي عندما "تعضه" عهد بشراسة فيركض الجندي مبتعداً عن شقيقها في حين تتبعه هي لتكمل ما بدأت، وينهي الجنود المذعورون من بسالة الطفلة وعائلتها الموقف بقنبلة مسيلة للدموع.

عهد التي ولدت في 31 يناير/كانون ثاني عام 2001 في الضفة الغربية، ظهرت لأول مرة في مقطع فيديو تهدد جندياً إسرائيلياً باللكم وكانت لا تزال في الحادية عشر من العمر.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، ظهرت عهد في فيديو وهي تصفع جندياً إسرائيلياً، ما دفع سلطات الاحتلال لاعتقالها ومحاكمتها، قبل أن تضطر للإفراج عنها عقب 8 أشهر عقب ضغوط دولية، حيث وقّع 1,7 مليون شخص على التماس لإطلاق سراحها.

وأكدت منظمات إنسانية عدة أن قضية التميمي سلطت الضوء على "التعامل الإسرائيلي القاسي مع الأطفال والقصّر الفلسطينيين".

في مشهد يثبت شجاعة المرأة الفلسطينية في الذود عن الأرض وعن أصحاب الأرض، دون أن تحمل سلاحاً واحداً بوجه الترسانة الإسرائيلية، فلسطينيات يستبسلن في الدفاع عن طفل حتى لا يقع في قبضة جنود الاحتلال.
يقبع في سجون ومراكز الاحتلال الإسرائيلي 300 طفل فلسطيني، من بينهم ثلاثة يقضون أحكاماً إدارية، حسب العفو الدولية، في حين تؤكد الأمم المتحدة أن العدد ارتفع إلى 440 طفلاً في أحدث إحصاء لها عام 2018.

الاحتلال يستهدف الأطفال

ويقبع في سجون ومراكز توقيف وتحقيق الاحتلال الإسرائيلي 300 طفل فلسطيني، من بينهم ثلاثة يقضون أحكاماً إدارية، حسبما تؤكد منظمة العفو الدولية، في حين تؤكد الأمم المتحدة أن العدد ارتفع إلى 440 طفلاً في أحدث إحصاء لها صدر عام 2018.

في حين تقر قوات الجيش الإسرائيلي بأن نحو 1400 فلسطينياً دون السن القانونية مثلوا أمام محكمة عسكرية خاصة بالأحداث، خلال السنوات الثلاث الماضية، والتهم الموجهة لهم يتعلق أغلبها بالمشاركة بعمليات طعن أو إلقاء الحجارة على جنود إسرائيليين.

ومن بين 61 معتقلة فلسطينية بالسجون الإسرائيلية، توجد 13 طفلة تحت سن الثامنة عشرة يحتجزها  الاحتلال، من جملة المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم قرابة 6000 شخص.

وفي 2017، أشارت منظمات حقوقية دولية إلى أن الاستهداف الإسرائيلي للأطفال القصر يتزايد مصحوباً بسوء معاملة ملحوظ وانتهاك للحقوق.

وقال قدروة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني لرويترز: " حين نتحدث عن أطفال نتحدث عن أعمار 11 و12 و13 و15 سنة إلى 18 سنة ولكن الغالبية هم من أعمار 13 و14 و15" لافتاً إلى أن هناك " سياسة إسرائيلية واضحة لإرهاب الأطفال الفلسطينيين سواء كان ذلك من حيث عدد حالات الاعتقال المرتفع أو الأحكام المتشددة المسلطة عليهم".

وفي يوليو/ تموز 2018، طالب زيد رعد الحسين المفوض السامي السابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إسرائيل بالإفراج عن جميع الأطفال الفلسطينيين الذين تعتقلهم أو محاكمتهم "بشكل فوري"، مشيراً إلى أن "مئات الأطفال الفلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، بعضهم من دون توجيه اتهام بموجب نظام الاعتقال الإداري، في انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية" الأمر الذي تؤكده روايات الأطفال المعتقلين وذويهم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image