في مارس الماضي، أطلق ناشطون فلسطينيون عريضة افتراضية تطالب شركة غوغل بإعادة اسم فلسطين إلى تطبيق الخرائط الشهير "غوغل مابس". نُسيت العريضة في مجاهل الانترنت لأشهر، وعادت لتصدّر المشهد الإعلامي الأسبوع الماضي، لكنها لم تصل إلى 313 ألف توقيع (من أصل نصف مليون توقيع مطلوب)، إلا بعدما استعادها "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" في بيان صدر في 3 أغسطس الجاري. واتّهم المنتدى الشركة العالمية بالتواطؤ مع إسرائيل، وبإزالة اسم فلسطين عن خرائطها، لمحوها من ذاكرة الأجيال المقبلة، وترسيخ دولة إسرائيل كأنها الكيان الوحيد في المنطقة.
وتزامناً مع البيان، انطلقت حملة على تويتر عبر هاشتاغ #PalestineIsHere. نشط الهاشتاغ على نطاق واسع، وتحوّل إلى حملة عالمية، ما جعل شركة غوغل تخرج عن صمتها حيال القضية، لتعلن أنّ فلسطين لم تكن موجودة على الخرائط أصلاً، قائلةً إنّ الأمر لا يقتصر على فلسطين وحدها، بل يندرج ضمن سياستها لكلّ الأراضي المتنازع عليها.
الضفة الغربية وقطاع غزة
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، تصريحاً لشركة غوغل تقول فيه إن اسم فلسطين لم يكن موجوداً أصلاً على تطبيق الخرائط، وأنّ "فيروساً غير معروف المصدر، قد تسبّب بإزالة كلمتي الضفة الغربية وقطاع غزة من خرائط التطبيق"، وأنّها ستعمل على إعادة الكلمتين إلى التطبيق بأسرع وقت. ذلك لم يمنع الناشطين من مواصلة الحملة، والمطالبة بإضافة اسم فلسطين إلى الخريطة. وفي بريد إلكتروني متبادل بين "نيويورك تايمز" والمتحدثة باسم شركة غوغل ايليزابيث دافيدوف، توضح الأخيرة أن الشركة لم تستخدم يوماً كلمة "الأراضي الفلسطينية"، بل اكتفت بعبارتي "الضفة الغربية وقطاع عزّة"، يفصلهما عن "الأراضي الاسرائيلية خط منقّط للإشارة إلى أن الحدود بين المنطقتين ليست حدوداً مقرة بشكل رسمي عالمياً"، بحسب تعبيرها. وأضافت أنّ الشركة لم تبذل أيّ جهود لإزالة فلسطين عن الخريطة، أو أيّ شيء من هذا القبيل، مشيرة إلى أنّ الصورة المتحرّكة التي انتشرت على تويتر موضحة الفرق بين "خرائط غوغل" قبل إزالة فلسطين وبعدها، هي صورة مزيّفة. أما المختصة في الشأن الاجتماعي في جامعة "يال" كيت كلونيك، فتقول أنّ السبب في انتشار العريضة من دون التأكد من صحتها، هو أن الناس جاهزون لتصديق أمور مماثلة عاطفياً لا منطقياً، لأنّها إثبات للأفكار الراسخة في عقولهم الباطنية، حول أنّ هناك محاولة عالمية لمحو فلسطين عن الخريطة. وتضيف : "في جميع الأحوال، لن يخفف من غضب المطالبين بإعادة فلسطين إلى الخريطة، إذا ما عرفوا أنه لم يتم إزالتها، بل لم تكن موجودة أصلاً".أراضٍ متنازع عليها
في مقال مفصّل، فندّت صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية تعاطي خرائط غوغل مع الأراضي والمناطق المتنازع عليها. فالأمر لا يتعلق بتواطؤ شركة غوغل مع عملية التطهير العرقي الذي تقوم به اسرائيل ضدّ الفلسطينيين كما أشار بيان "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين". يرتبط الأمر أكثر بحسب الصحيفة البريطانيّة بطريقة عرض الشركة للمناطق المتنازع عليها. إذ إنّها تضع خطوطاً منقّطة حول الأراضي المتنازع عليها، كما أنّها تظهر خرائط مختلفة لأناس مختلفين، فما يظهر لكم إذا كنتم في الولايات المتحدة، فسيختلف عما يظهر إذا كنتم في روسيا مثلاً، خصوصاً المناطق التي تختلف حولها وجهات النظر السياسية الدولية بشكل عام.مناطق أخرى
يشرح موقع Disputed territories (الأراضي المتنازع عليها)، طريقة عمل غوغل في إخفاء مناطق أو إظهار مناطق أخرى، حسب وجهات النظر الجيوسياسية. وهناك طرق مختلفة لـغوغل في التعبير عن مشكلة معينة في منطقة ما. فإلى جانب استخدام الخطوط المنقطة على حدود مختلف عليها ضمن دولة كبرى، هناك أيضاً ما يقارب 30 دولة لا يمكن البحث عن حدودها في خدمة "غوغل مابس". فإذا ما بحثت عن تلك الدول من خارجها، فسيظهر لك التطبيق نقطة في مركز البلاد، من دون إظهار أيّ حدود لها. وعلى الرغم من أن الموقع لم يُحدّث منذ يونيو 2014، فهو يعرض مجموعة من أهم نقاط العالم المتنازع عليها، ومنها:شبه جزيرة القرم
على موقع maps.google.com تظهر حدود شبه جزيرة القرم منقّطة كمنطقة محتلة، حسب وجهة النظر الأميركية. أما في روسيا على موقع maps.google.Ru فستظهر الحدود خطاً متصلاً، بما أن روسيا ضمتها رسمياً إلى أراضيها عام 2014.آزاد كشمير/ جامو وكشمير
آزاد كشمير هي مقاطعة مستقلة إدارياً في باكستان، وقد كانت مع جيلجيت باكستان، مدينتين تابعتين لولاية جامو وكشمير الأميرية التي انحلت في حرب كشمير الأولى بين الهند وباكستان العام 1947. وفي حين تتبع آزاد كشمير الآن لباكستان إدراياً، تتبع جامو وكشمير للهند، لكنّ سكّانها يعتبرون أنّهم محتلّون من قبل الهند.وديان بوتان الشمالية الغربية
تتبع منطقة شومبي الحدودية بين الصين وبوتان، لإدارة بوتان حالياً، ولكن تطالب بها الصين كجزء من أراضيها. وهناك حوالي 269 كيلومتراً من الحدود قيد المناقشات بين الطرفين.ديمشوك
على الحدود الفاصلة بين الهند والصين، تقع قرية ديمشوك ونقطة عسكرية، وتتبع اليوم للإدارة الهندية، ولكن تطالب بها الصين كقطعة من أراضيها، إذ يفصل القرية عن قرية صينية أخرى تحمل الاسم نفسه، أقل من كيلومتر.جزر سينكاكو
هي مجموعة من الجزر غير المأهولة تابعة لليابان شرق بحر الصين. تقع إلى شرق الصين، وشمال شرق تايوان، ما يجعلها منطقة متنازع عليها، وقضية ساخنة في العلاقات الدولية بين الصين واليابان، وبين تايوان واليابان.أروناجل برديش
هي واحدة من مقاطعات الهند الـ29، تقع في شمال شرق البلاد، وتحدها الصين من الشمال. وتقول الصين إن هذه المنطقة جزء من التيبت، ما يجعل لها الحق الأكبر في إدارتها.أكساي تشين
هي واحدة من أكبر منطقتين حدوديتين متنازع عليهما بين الهند والصين، وخيضت حرب العام 1962 بين البلدين للسيطرة عليها. وفي عامي 1993 و1996 وقعت الجهات معاهدتين لاحترام الحدود.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...