كذّب سائق الحافلة السياحية المصرية التي تعرضت الجمعة، لعملية تفجير عبوة بدائية الصنع في منطقة قريبة من الأهرامات، الروايةَ الرسمية عن الحادث التي نقلها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بإعلانه أن الحافلة خرجت "عن المسار المؤمن من جانب قوات الأمن دون الإبلاغ عن هذا التغيير".
وقال السائق لوسائل إعلام محلية إنه التزم بالطريق المعتاد للحافلات السياحية، ولم يخرج عن المسار المؤمن، مضيفاً أن حافلات شركات السياحة في مصر ليس لها خط سير محدد، وأن الشرط الوحيد هو عدم السير في طرق مهجورة أو بعيدة عن الطرق العمومية.
وكان رئيس الوزراء المصري قد ذكر في تصريحات لفضائية إكسترا نيوز المصرية الخاصة، المقربة من النظام المصري، أن الحافلة خرجت عن مسارها المؤمن من قبل قوات الأمن المصرية دون أن يبلغ سائقها السلطات المختصة عن هذا التغيير.
وكشف السائق المصري في مقطع مصور عن اللحظات الأولى التي أعقبت الواقعة التي ذهب ضحيتها ثلاثة سياح فيتناميين ومرشد سياحي مصري، بينما أصيب ما لا يقل عن عشرة أشخاص آخرين.
وذكر السائق أنه أثناء قيادته للحافلة بشارع اللبيني، أحد شوارع منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، انفجرت العبوة الناسفة، ولم يدرك ما حدث بعد ذلك، لأنه فقد وعيه.
وأضاف السائق أنه استفاق بعد فترة قصيرة ولم ير شيئاً سوى الظلمة، بعدها نهض من مقعده، في محاولة منه لفتح الباب لكنه لم يستطع نتيجة قوة التفجير.
وأضاف السائق أن أحد المارة ساعده، فيما تجمع الأهالي محاولين إنقاذ المصابين.
تصريحات السائق تحدثت عن تأخر السلطات المصرية في الوصول إلى مقر الحادث، لافتاً إلى أن مواطنين عاديين قاموا بمساعدة السياح بعد الانفجار، حتى وصلت السلطات إلى مكان الحادث.
وبحسب بيانات رسمية فإن تسعة سياح فيتناميين على الأقل أصيبوا في الانفجار إضافة إلى السائق المصري، وذكرت وزارة الداخلية أن عبوة بدائية الصنع كانت مخبأة قرب سور بشارع المريوطية بالجيزة انفجرت أثناء مرور الحافلة السياحية حوالي الساعة السادسة والربع مساء بالتوقيت المحلي للقاهرة، وقالت الوزارة إن 14 سائحاً فيتنامياً كانوا على متن الحافلة.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن السائحة "لان لي" (41 عاماً) التي كانت في الحافلة، لكن لم تصب بأذى، قولها إن السياح كانوا في طريقهم إلى عرض بالصوت والضوء في الأهرامات التي زاروها في وقت سابق من نهار الجمعة.
وأضافت السائحة الموجودة حالياً في مستشفى الهرم الذي نُقل إليه المصابون: "كنا في طريقنا إلى عرض الصوت والضوء وفجأة سمعنا صوت قنبلة، لقد كان أمراً مرعباً وكان الناس يصرخون".
ولا يوجد في مصر سوى طريق واحدة تؤدي إلى عروض الصوت والضوء المجاورة للأهرامات، وعادة ما توجد في محيطها عربات تابعة للشرطة المصرية.
هذا أول هجوم دامٍ يتعرض له سياح أجانب في مصر منذ أكثر من عام، يأتي في وقت شهد فيه قطاع السياحة، المصدر الحيوي للعملة الأجنبية، تعافياً منذ التراجع الشديد في أعداد الزائرين الأجانب بعد ثورة يناير 2011.
تصريحات السائق تحدثت عن تأخر السلطات المصرية في الوصول إلى مقر الحادث، لافتاً إلى أن مواطنين عاديين قاموا بمساعدة السياح بعد الانفجار، حتى وصلت السلطات إلى مكان الحادث.
أول هجوم ضد سياح منذ عام
ويعد هذا أول هجوم دام يتعرض له سياح أجانب في مصر منذ أكثر من عام، ويأتي في وقت شهد فيه قطاع السياحة، المصدر الحيوي للعملة الأجنبية، تعافياً منذ التراجع الشديد في أعداد الزائرين الأجانب بعد ثورة يناير 2011.
وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن ينشط إسلاميون متطرفون، بعضهم على صلة بتنظيم داعش، في عدة مناطق في مصر وسبق أن استهدفوا الأجانب في الماضي حسب بيانات تبنت تلك العمليات.
وآخر هجوم على السياح الأجانب في مصر كان في يوليو من العام 2017 عندما قُتلت سائحتان ألمانيتان طعناً في الغردقة على ساحل البحر الأحمر.
وقالت وزارة الداخلية المصرية اليوم السبت إن قوات الأمن قتلت 40 "إرهابياً" في محافظتي الجيزة وشمال سيناء، وبحسب ما نقلته رويترز عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية فإن القتلى سقطوا في "تبادل لإطلاق النار".
لكن لم تحدد الوزارة توقيت العملية الإرهابية كما لم تحدد إن كانت لأي من القتلى صلة بالهجوم على الحافلة السياحية في الهرم أم لا.
مواجهات مع إرهابيين أم تصفية؟
يتكرر قتل ما تقول السلطات المصرية إنهم "إرهابيون" بعد كل عملية إرهابية تتعرض لها البلاد، لكن منظمات حقوقية تصف القتل بأنه يتم خارج إطار القانون في ما يشبه “عمليات التصفية” دون تحقيقات في الجريمة ودون أن تثبت وجود صلة بين من تم قتلهم وبين العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر في السنوات الأخيرة.
وبدأت القوات المسلحة المصرية قبل أشهر حملة واسعة ضد المتشددين تركزت في شمال سيناء لكنها شملت أيضاً مناطق حدودية مع ليبيا والسودان.
وتقول مصر إن محاربة المتشددين تمثل أولوية لها للحفاظ على تماسك الدولة واستعادة الاستقرار بعد الفوضى التي أعقبت ثورة يناير 2011 على حد تعبير السلطات الحالية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...