شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
السيسي:

السيسي: "ما دمتُ في السلطة، لن يكون هناك أيُّ دور للإخوان"… قصةُ عداوة مفاجئة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 13 أكتوبر 201804:03 م
"طالما أنا موجودٌ في السلطة لن يكون هناك أيُّ دورٍ للإخوان"، قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حوارٍ مع صحيفة "الشاهد" الكويتية، نُشر الجمعة 12 أكتوبر، في ردٍّ على سؤال حول دورٍ محتمل للإخوان في مصر مستقبلاً، مشدداً على أن "الشعبَّ المصري لن يقبلَ عودةَ الإخوان للسلطة، لأن فكرَهم غيرُ قابلٍ للحياة ويتصادم معها". ويقول مراقبون إن السيسي يصادر بتصريحه حقَّ عددٍ غير قليل من المصريين اختاروا طوعاً الانتماء فكرياً لجماعة الإخوان التي تعتبرها الحكومةُ المصرية "إرهابيةً"، بينما تنفي الجماعة أيَّة علاقةٍ لها بالإرهاب. لقيت تصريحاتُ الرئيس المصري ترحيباً لدى أنصاره، الذين يعتبرُ أغلبُهم أن الإخوان "جماعةٌ متطرفة تسببت في مشاكلَ عدة للشعب المصري"، فيما رفضها معارضوه، معتبرين أن التشبثَ بإقصاء الإخوان "مصادرةٌ حقَّ المصريين في المشاركة السياسية على خلفية الانتماء الفكري". وعقِبَ أحداث الربيع العربي نجحت جماعةُ الإخوان المسلمين في الحصول على نسبةٍ كبيرةٍ من أصوات المصريين في انتخابات مجلس الشورى ومجلس النواب والانتخابات الرئاسية.

"مصر خرجت بسلام من فوضى الربيع العربي"

في حواره مع "الشاهد"، اعتبر السيسي أن "الربيع العربي جاء بسبب واقعٍ خاطئٍ بمعالجة خاطئة"، مضيفاً أن "تلك الفوضى الخلّاقة خلّفت الدمارَ والخرابَ في العديد من الدول العربية"، وأن "مصرَ خرجت بسلامٍ من تلك الفوضى بسبب رسوخ مؤسساتِ الدولة في وجدان الشعب المصري الذي آثر المحافظةَ عليها وعلى تاريخها المشرف" حسب قوله. وقال السيسي إن قادةَ جماعة الإخوان كانوا وراءَ الفوضى التي دمرت العديدَ من الدول العربية، كاليمن وليبيا، مضيفاً أن سوريا بدأت تتعافى من الأزمة التي مرّت بها، وهي تحتاجُ إلى بذل الجهود لإعادة الإعمار من جديد، بحسب قوله. كما جدّد الرئيسُ المصري دعوتَه لتجديد الخطاب الديني، مؤكداً أن الدينَ لا يتعارض مع الحياة "لأن من خلق الدينَ والحياةَ هو رب العالمين"، يضيف "لكن المشكلةَ تقع بسبب الفهم الخاطئ للنصوص وإسقاطِها في غيرِ موضعها". وكثيراً ما يتهمُ السيسي جماعاتِ الإسلام السياسي، ضمنها جماعة الإخوان بالفهم الخاطىء للدين.

السيسي من وزير دفاعٍ تحت حكم الإخوان إلى عدوٍّ لدود

لا يمكن القول إن السيسي كان ضدَّ جماعة الإخوان منذ البداية، حيث كشف كتابٌ حديث للصحافي الأمريكي ديفيد كيركباتريك بعنوان "في أيدي العساكر"، أنه عام 2005 حين وصلَ عبد الفتاح السيسي إلى ولاية بنسلفانيا الأمريكية، كان حينها ضابطاً بالجيش المصري في منتصف العمر، لحضور محاضراتٍ في الكلية الحربية للجيش الأمريكي، بدا عليه أنه مسلمٌ متدين، يؤدي أحياناً صلاةَ الجمعة في المسجد المحلّي للولاية. يضيف الكتاب أنه خلال مناظراتٍ داخلَ الحرم الجامعي، اختلف هذا الضابط مع الزاعمين أن الإسلامَ السياسي لا يتوافقُ مع الديمقراطية، وقبل تخرجه مباشرة، قال إن الديمقراطياتِ العربيةَ يجب أن تشملَ الإسلاميين، حتى "المتشددين" منهم. كما يظهر الكتابُ الذي جاء في 384 صفحةً كيف فازَ الإخوان في أول انتخاباتٍ حرّةٍ ونزيهة في مصر بعد احتجاجات يناير 2011، وكيف بدا الضابط عبد الفتاح السيسي حريصاً على العمل مع الجماعة، حيث أصبح وزيراً للدفاع في عهدهم، وسرعان ما اكتسب ثقةَ الرئيس الجديد آنذاك، محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان. ويتطرّقُ الكتاب إلى "عزْل السيسي مرسي، وذبْحِ المئات من أتباعه، وسجنِ ما تبقى من قيادات الإخوان". لفهم التغيير الذي طرأ "فجأةً" في العلاقة بين السيسي والإخوان نعودُ إلى الحوارات معه بعد عزل الجيش المصري لمرسي مباشرةً، وهي أقربُ إلى النقاشات الساخنة، تمَّت في الكواليس أثناء حكم الإخوان بين قياداتٍ من الجيش وأخرى من الجماعة أبرزها رجلُ الأعمال البارز المنتمي لجماعة الإخوان خيرت الشاطر. وكرّر السيسي في أكثر من حوارٍ أن جماعة الإخوان هددت الجيشَ بنزول أنصارهم إلى الشوارع، وفي أحد الحوارات زعم السيسي أنه انفجر في الشاطر قائلاً له "أنتم عايزين يا تحكمونا.. يا تموتونا". وبحسب السيسي، فإنه قبل عزل مرسي مباشرةً، تلقى اتصالاتٍ من أحد قيادات الإخوان هو الدكتور سعد الكتاتني، الذي طلب الجلوسَ مع السيسي وخيرت الشاطر "وفعلاً التقيتُ بهما واستمعت إليهما، وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمالٍ إرهابيةٍ وأعمال عنف وقتل من جانب جماعاتٍ إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودةٌ في سيناء وفي الوادي، وبعضُها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق زناد بندقية" على حد قول السيسي. أضاف السيسي أن الشاطرَ أخبره، أنه إذا ترك الرئيس منصبَه، فستنطلق هذه الجماعات لتضربَ وتقتل، ولن يستطيعَ أحدٌ السيطرة عليها، ما يعني "الاقتتالَ الشديد"، قائلاً إن كلامَ الشاطر استفزَّه بشكلٍ غيرِ مسبوق في حياته "لأنه كان يعبّر عن أحد أشكال الاستعلاء والتجبر في الأرض".
"الشعبُّ المصري لن يقبلَ عودةَ الإخوان للسلطة، لأن فكرَهم غيرُ قابلٍ للحياة ويتصادم معها" كيف تحوَّل السيسي من وزير دفاعٍ تحت حكم الإخوان إلى عدوٍّ لدود لهم؟
"في حرم الكلية الحربية للجيش الأمريكي، قبل تخرجه مباشرةً قال السيسي إن الديمقراطياتِ العربيةَ يجب أن تشملَ الإسلاميين، حتى المتشددين منهم" بحسب كتاب لديفيد كيركباتريك، بينما يقول الآن "ما دمتُ في السلطة، لن يكون هناك أيُّ دور للإخوان"
يربطُ مراقبون بين تهديداتِ قياداتِ الإخوان المزعومة للجيش المصري وبين قرارِ عزل مرسي، فيما يقول آخرون إن الجيشَ بصفةٍ عامة كان ضد أن يحكم شخصٌ مدني من خارج المؤسسة العسكرية مصرَ، وأن الجيشَ كان سينقلبُ في كلّ الحالات على أي رئيسٍ مدنيّ.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image