شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
موعدٌ مؤجل مع المنطقة الخضراء في بغداد… قصة منطقة مسيّجة من صنع الاحتلال 

موعدٌ مؤجل مع المنطقة الخضراء في بغداد… قصة منطقة مسيّجة من صنع الاحتلال 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 25 نوفمبر 201806:00 م

موعد مؤجل… على سكان بغداد الانتظار أكثر، لاكتشاف المنطقة الخضراء التي كان من المقرر إعادة فتح جزء منها الأحد، بعد أن بقيت منطقة مغلقة بوجه المواطنين لـ 15 عاماً منذ أن أحدثها الاحتلال الأمريكي. إذ أعلنت السلطات العراقية الأحد أنها أجلت إعادة افتتاح المنطقة "الراقية" في قلب بغداد، بحسب ما كشفه مسؤول حكومي عراقي لوكالة الأنباء الفرنسية، بدعوى استمرار الأعمال في الجيب الأمني الذي يضم مقاراً رسمية وسفارات حيوية.

وكانت القوات الأمنية العراقية قد شرعت –استعداداً للخطوة المعلن عنها قبل أيام بمساعدة أمانة بغداد- برفع الكتل الإسمنتية المحيطة بالمنطقة الخضراء التي أصبحت لسنوات جيباً من الإسمنت المسلح والأسلاك الشائكة على ضفتي نهر دجلة، مع نقاط تفتيش لا يسمح بتجاوزها لمعظم العراقيين.

ولم يحدد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، موعداً مؤكداً للإجراء الذي يترقبه سكان بغداد منذ سنوات، لتيسير السيولة المرورية، لكنه قال: "الافتتاح لن يتم قبل يومين، أو حتى نهاية الأسبوع"، وأردف بقوله: “طريق رئيسية ستُفتح، لكن يجب تأمين الطرق الفرعية المؤدية إليها من داخل المنطقة الخضراء، والفرق الهندسية تعمل على ذلك”. ولفت المصدر إلى أن التأجيل جاء بناءً على "تعليمات من قيادات أمنية عليا"، مؤكداً أن "عمليات رفع الحواجز الإسمنتية من بعض الشوارع في المنطقة الخضراء مستمرة".

ما هي المنطقة الخضراء؟

أطلق الأمريكيون تسمية المنطقة الدولية على المنطقة الخضراء لأنها تضم مقر بعثة الأمم المتحدة وأغلب السفارات الأجنبية، وكثيراً من المنشآت الحيوية بالعراق، فور الغزو الأميركي عام 2003، لشدة تحصينها.

يحيط بالمنطقة الخضراء سورٌ من الإسمنت الصلب بارتفاع 17 قدماً وسماكة قدم، تعلوه الأسلاك الشائكة، ويمتد عدة كيلومترات، كما أن لها أربعة منافذ، وتتولى حمايتها قوات خاصة.

أما أصل تسميتها بالمنطقة الخضراء فيعود لفخامة مناطقها وكثرة أشجارها الخضراء وجودة البنية التحتية بها وتوفرها على العديد من الخدمات بخلاف الكثير من مناطق العاصمة، ويقف ذلك خلف غضب الكثير من البغداديين الذين احتجوا كثيراً لإعادة فتحها.

وتقع المنطقة –التي تمتد لعشرة كيلومترات مربعة في قلب بغداد- على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ، والذي يقسم وسط مدينة بغداد إلى قسمين، وتمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غرباً، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب.

وتتمثل أهميتها في ما تضمه من منشآت حيوية مثل: وزارة الدفاع العراقية، والمفوضية العليا للانتخابات، وقوس النصر الذي يجسد قبضة الرئيس الراحل صدام حسين ويعد أحد أبرز معالم ساحة الاحتفالات الكبرى، ونصب الجندي المجهول، وقصر السلام والقصر الجمهوري، وقصر المؤتمرات الذي بات بناية لمجلس النواب العراقي.

موعد مؤجل… على سكان بغداد الانتظار أكثر، لاكتشاف المنطقة الخضراء التي كان من المقرر إعادة فتح جزء منها الأحد، بعد أن بقيت منطقة مغلقة بوجه المواطنين لـ 15 عاماً منذ أن أحدثها الاحتلال الأمريكي.

بالإضافة إلى الجسر المعلق، وفندق الرشيد، ومستشفى ابن سينا، وساعة بغداد التي كانت مقراً لمحكمة صدام حسين ومعاونيه، ومنها صدر حكم الإعدام بحقه ونفذ يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2006.

تضم المنطقة الخضراء كذلك عدداً من السفارات والمنظمات الدولية، ومقار رئاسة الوزراء والبرلمان وبعض الوزارات والهيئات المستقلة، إضافة إلى منازل مسؤولين وسياسيين بارزين في الحكومة العراقية، ترجح بعض المصادر عددهم حاليا بـ 3 آلاف شخصية صحبة أسرها، ما أدى لاستهدافها وتعرضها لخروق أمنية عديدة والقصف بالهاون وأكثر من هجوم انتحاري.

واتخذت قوات الاحتلال الأميركي من المنطقة الخضراء مركزاً لسلطاتها التي تولى قيادتها، بول بريمر، ولم يكن يسمح بدخولها إلا من خلال هويات تعريفية تمنح عادة للعاملين داخلها الذين وصل عددهم في تلك الفترة إلى نحو 5000 موظف.

وعود متكررة دون تنفيذ

ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات العراقية افتتاح المنطقة، حيث أمر رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، في آب/أغسطس 2015، بإعادة فتحها، غير أن الأمر لم يدم سوى أياماً قليلة قبل إعادة إغلاقها أمام المارة.

وأشيع وقتها أن السبب في إعادة الإغلاق، هو اعتراض السفارة الأميركية التي تتخذ إجراءات أمنية مشددة لحماية موظفيها، حتى داخل المنطقة الخضراء، بجانب تزايد تحذيرات الأمم المتحدة والسفارة البريطانية إلى موظفيهما، بشأن ما وصفوه بـ "التهديد الإرهابي المرتفع."

ولم يعد ذلك قائماً إذ تعيش العاصمة بغداد فترة هدوء أمني نسبي، منذ إعلان السلطات العراقية تحرير البلاد من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كانون الأول/ديسمبر 2017.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image