ملف 12 سنةً على رصيف22… وما زلنا نقول

كانت السنة الماضية هي الثانية من عمر حرب لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تطول إلى هذا الحدّ، فتوسعت أخبار الموت، واشتعل الجنوب اللبناني بالقصف الإسرائيلي، وامتدّت الحرب وتكاثرت أخبار الموت.

ومع سقوط نظام الأسد، بدا واضحاً أنّ التاريخ يقلب صفحته، لكن المجازر التي حدثت في ساحل سوريا وجنوبها، علّمتنا -رغماً عنّا- أن نتأنى قبل أن نحتفل، وأن نفكر مليّاً قبل أن نكتب عناوين تستشرف المستقبل.

كانت مهمتنا الأولى خلال السنة الماضية، أن نبقي على كلمة "لا" كبيرةً وصارخةً في وجه كل أنواع الظلم والاضطهاد، أياً كان مرتكبو الجرائم، وفي أي مكان في البلاد العربية.

لكن التحدي الأهم الذي واجهناه، هو أن نحارب "التخدير الإعلامي" الذي يسعى إلى تطبيع علاقتنا مع القتل اليومي، ومستويات العنف المرتفعة، أي عدم الاعتياد على أخبار الحرب، والركون إلى أنّ هذه هي بلادنا وهكذا يجب أن نتقبلها.

بلادنا جميلة، متنوعة، ومليئة بالسحر والألوان والاحتمالات السعيدة، والحرية تليق بنا أكثر مما تليق بنا القنابل، والتشاؤم ليس خياراً في رصيف22، ولا الحقيقة المجتزأة أو المخفّفة.

قواعد اللعبة في العالم العربي على وشك أن تتغير، لكن لصالح من؟ لا نعرف بعد، فالأمور لم تأخذ شكلها الأخير. لكن ما نعرفه أننا ما زلنا نؤمن بما كنّا نؤمن به دائماً: الحق في الحرية، والتنوع، ورفض الخوف بأشكاله كلها.

Website by WhiteBeard
Popup Image