شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مستقبل الأزياء العربية بعد تحررها من رأس المال الديني

مستقبل الأزياء العربية بعد تحررها من رأس المال الديني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الجمعة 11 أغسطس 202305:42 م

هذا المقال جزء من ملفّ "على رصيف المستقبل"، بمناسبة عيد ميلاد رصيف22 العاشر.



لم تكن الملابس يوماً مجرد إضافات تجميلية، بل وجدت لهدف وظيفي هو التغطية والحماية والتدفئة، ومساعدة الجسم على البقاء على قيد الحياة. ثم تدخلت العديد من العوامل لاحقاً لتحديد هوية اللباس، كالأديان والطبقات الاجتماعية والهويات الجنسانية والأدوار الاجتماعية والشخصية. ومع التقدم الكبير الحاصل في كافة المجالات على مدى قرون عديدة، أصبحت خيارات الملابس كثيرة، وتطورت أهدافها لتصبح علامة اجتماعية تستخدم للتعبير والتواصل لتأثيرها الكبير على الطريقة التي نقدم بها أنفسنا ونعكس بها شخصياتنا ووضعنا الاجتماعي بين الأفراد والجماعات.

يعتقد الكثيرون أن الحجاب والعباءة هما الملابس العربية التقليدية الوحيدة التي ترتديها النساء. إنما وعلى عكس الرأي السائد، فإن الدول العربية والمناطق المختلفة لها ملابسها الخاصة، وما زالت شعوب بعض الدول العربية خصوصاً في منطقة الخليج العربي ملتزمة بالأزياء التقليدية على الرغم من ثورة الموضة التي تشهدها المنطقة.

الملابس العربية هي أكثر من مجرد قطعة أزياء بارزة، فهي وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والتراث لمختلف الدول العربية، مع تنوع كبير في المقاسات والألوان وأنواع الزخارف، يعتبر الثوب العربي قطعة فنية بحد ذاتها.

وعلى الرغم من اختلاف تفاصيل الأزياء التقليدية العربية وفقاً للاختلاف الجغرافي لكل منطقة، إلا أن الحشمة ودقة التفاصيل والألوان النابضة هي صفات أساسية وثابتة مشتركة في الأزياء المتنوعة في المناطق العربية. فالشكل العام للزي التقليدي للمرأة مرتبط بعادات الشعوب وتقاليدها وأخلاقياتها، وأيضاً بالعوامل البيئية.

الأزياء التراثية كأداة للمقاومة

بالرجوع إلى أصول وعناصر التراث الشعبي، وما تمثله، ثم التعامل معها بشكل عصري، ستختفي أية مشكلات متعلقة بالجدل حول مواصفات الملابس النسائية سواء من كانت هذه التحفظات من منطلق ديني أم منطلق اجتماعي. ورغم أن أبسط قواعد الحرية تقول إننا لسنا مضطرين كأشخاص إلى الالتزام بما يسمى بقواعد اللباس، لكن في حال رغبنا بذلك فالتنوع الهائل في الملابس التقليدية النسائية العربية يأتي بحسب التنوع في المناطق والتغير في الزمن، كما أن ثراءها هو من اشتمالها على أكثر من قطعة، وأن نوعية الأقمشة وتفاصيل التصميم تعبر عن المكانة الاجتماعية للمرأة التي ترتديها. 

الحشمة ودقة التفاصيل والألوان النابضة هي ثلاث صفات أساسية ومشتركة في أزياء جميع المناطق العربية.

يقول عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بالقاهرة وأستاذ أرشفة الفولكلور مصطفى جاد جميع الأزياء التراثية النسائية في العالم العربي: "الملابس ابنة بيئتها، وهي تحمل ذكاءً فطرياً في نسيجها وتصميمها يجعلها منسجمة تماماً مع المناطق التي نشأت فيها، بالتالي فإنها طوال الوقت مرنة للتماشي مع التطورات في عالم الموضة من دون تفريغها من أصولها، كما أنها على الدوام حائط صد في وجه تيارات تحاول فرض ثقافة في الملبس مغايرة وغير ملائمة للمجتمعات العربية، قوامها الألوان القاتمة والموديلات الحديثة التي تفتقر إلى الحيوية".

غزو الملابس الإسلامية

يشهد للأزياء النسائية التراثية العربية أنها صمدت  أمام ثورات وتغيرات الموضة العالمية وما حملته معها لمختلف المجتمعات، لكن يبقى السؤال إن استطاعت أن تصمد أمام أمام التغيرات التي جاءت من داخلها من خلال رأس المال المؤدلج؟ 

لا أحد يملك جواياً دقيقاُ على السؤال السابق، لكن ما تعرفه بالتأكيد هو أن الأزياء التقليدية العربية من أثواب وقفاطين وعباءات وأغطية للرأس عادت إلى مشهد الموضة العالمي وليس فقط العربي بقوة،  بعد غيابها لعدة عقود والذي سببه غزو الملابس الإسلامية ذات اللون الواحد وارتباطها الوثيق بالترويج لاحتشام وعفة المرأة. 

عاد الزي التراثي وتفوّق على الزي الإسلامي "الجلباب" لكونه أداة للمقاومة وتكريس الهوية، لذا شهدنا عودة قوية للعباءات الخليجية والقفاطين والأثواب المطرزة وانحساراً للزي الإسلامي الذي روّجه رأس المال الديني في العقود الأخيرة 

أحد أهم أسباب انتصار الثوب التراثي على الزي الإسلامي الجديد "الجلباب" ليس أنه لا يقل عنه احتشاماً فقط، بل أن هذه الأزياء هي أداة حقيقة لتكريس الهوية، ولمواجهة الاحتلال والأيدولوجيات الجديدة لما تحمله من دليل عميق على وجودنا الأزلي، ولتصبح الأثواب التقليدية المطرزة أحد أهم أشكال المقاومة بحفاظها على ترسيخ الثقافة والإرث العربي في وجه التجهيل أو الاحتلال.

التأثير التركي على الحجاب العربي  

في بدايات الحركات الإسلامية، كان نمط الحجاب واللباس صارماً، ولم يكن ملوناً أو موسوماً بإحدى العلامات التجارية الفاخرة، ثم بالتدريج مع ظهور رجال الأعمال المسلمين ورؤوس الأموال العابرة للقارات، ظهر نمط جديد يعكس مرحلة جديدة من الرفاهية، حيث دخلت الألوان مع دخول أسلوب الحجاب التركي، كما ظهرت متاجر جديدة وفاخرة لبيع الأزياء العصرية التي تناسب الحجاب، وتتوافق مع أذواق الفئة الأصغر عمراً من الشابات المحجبات.

يخضع مشهد الملابس الإسلامية لتغيرات وفقاً للإيقاعات المختلفة. فقد نقل مفهوم الحجاب إلى سياق المستهلكة التي تتأثر  بقيمه ومعاييره، وهو ما نلاحظه بوضوح في تركيا، لأنه نتيجة لترابط حقيقتين؛ الأولى هي اندماج تركيا في اقتصاد السوق المفتوح من جهة، والثانية هي الظهور المتزامن لانفتاح تركيا على السوق العالمي مع ظهور طبقة إسلامية فوق المتوسطة في بلد علماني، ما أدى إلى تحول في تفضيلات المستهلكات الشخصية ليتجاوز الحجاب الجديد مفهوم الاحتشام إلى مفهوم الأناقة والجمال والقوة والحضور المستمر في الحياة العامة. 

اندماج تركيا في اقتصاد السوق المفتوح، مع ظهور طبقة إسلامية فوق متوسطة في بلد علماني، غيّر تفضيلات المستهلكات، ليتجاوز الحجاب الجديد مفهوم الاحتشام إلى مفهوم الأناقة والقوة والحضور في الحياة العامة

وفي نفس السياق صارت المحجبات أكثر اهتماماً بالبحث عن الحجاب عن علامة دار الأزياء وإظهار مكانتهن الاجتماعية من خلالها، حيث انتشر في تركيا في البداية، ثم أصبح ظاهرة تؤثر على العالم الإسلامي بأسره. فسواء كان الحجاب مستورداً من تركيا أو مستوحى من التراث التقليدي الباكستانية أو الإيراني. 

لم يعد الحجاب يعبر عن انتماء ثقافي معين، بل أصبح يخضع للمنطق التجاري باعتباره منتج محلي ذو قيمة اجتماعية، وهنا تحديداً يمكننا القول إننا عايشنا بداية تحرّر الحجاب وهو ما سنرى المزيد منه في السنوات القادمة بالتأكيد، لأن هذه هي فقط البداية.   

ثورة البوركيني

جاءت فكرة البوركيني عام 2004 لإعطاء المرأة الحرية، وليس لسلبها منها، "عندما أرادت ابنة أختي لعب كرة الشبكة كان من الصعب  عليها الانضمام إلى الفريق لارتدائها الحجاب، ولهذا السبب منعت". هكذا شرحت عاهدة زناتي فكرة ابتكارها للبوركيني.

لقد أرادت أن تجد لباساً يتكيف مع نمط الحياة الأسترالي والملابس الغربية ولكن في نفس الوقت يلبي احتياجات الفتاة المسلمة في مجتمع حديث ومنفتح ومتنوع. كان الأمر يتعلق بالاندماج والقبول والمساواة وعدم الحكم، وليس فيه أي دلالة دينية تشير إلى الإسلام. باختصار، هو مجرد لباس يناسب أي سيدة لا ترغب بكشف جسدها وبغض النظر عن أسبابها كأن تعاني من أمراض الجلد، أو لا تريد ارتداء زي السباحة التقليدي.

لتأتي بعدها [سنوات مصممة الأزياء هادية غالب وقد راقبت لفترة طويلة فجوة الموضة المتزايدة في سوق ملابس السباحة بين النساء المحجبات وغير المحجبات، خصوصاً مع وجود متاجر وتصميمات منفصلة، ابتكرت خط ملابس سباحة ذكي ومحتشم لجميع النساء، يمكنهن من التحكم بكشف أجسادهن بالقدر الذي يشعرهن بالراحة المطلقة، وبالتالي سد فجوة ملابس السباحة للنساء من جميع الثقافات والأديان وأنماط الحياة، وإحداث التغيير التي تشتد الحاجة إليها في صناعة ملابس السباحة تحديداً. 

البوركيني لا يزال جديداً مقارنة بأعمار الملابس الأخرى، ويُتوقّع في السنوات المقبلة ظهور تحديثات عليه ليجمع أكثر بين جانبيه الوظيفي والجمالي

فكرة "ملابس السباحة للجميع" لم تكن مجرد تطوير تقليدي لمنتج البوركيني، بل جاءت على أساس عدم فصل النساء المحجبات وغير المحجبات عن طريق أنماط ملابس السباحة الخاصة بهن، ولتكون أكثر شمولية بوجود المسلمات في قلب العلامة التجارية لهادية غالب، وإبراز تنوع وجمال المرأة العربية. فقد صممت ملابس السباحة لتوفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ولمنح الجفاف السريع، ولتحقيق الرفاهية التي تسعى إليها بعض النساء عند الذهاب في إجازة، أو لمجرد الاسترخاء بجانب المسبح في يوم مشمس.

من الضروري استعادة اتجاه البوركيني كأحد أنماط الملابس بالرغم من جميع الشوائب والدلالات السلبية المحيطة به، عدا عن وصم ونبذ أي محجبة ترتديه. ففئة ملابس السباحة للنساء المحجبات والمعروفة أيضاً باسم البوركيني، غالباً ما تركز فقط على الوظائف العملية ولا تقدم حلولاً أنيقة أو عصرية للنساء اللواتي يرتدينها.

البوركيني أيضاً لا يزال جديداً جداّ مقارنة بأعمار واستخدامات الملابس الأخرى، وبالتالي نتوقع في السنوات المقبلة ظهور العديد من التحديثات والتطويرات عليه ليجمع أكثر بين جانبه الوظيفي وجانبه الجمالي.

عواصم الأناقة العربية

لدى الحديث عن مستقبل الأزياء العربية لا بد من التحدث عن دبي كوجهة عالمية للموضة تحدت جميع  الأعراف التقليدية، واكتسبت الاعتراف على الصعيدين المحلي والدولي، يجب الحديث عن دبي قبل وبعد وباء كوفيد-١٩. فقد تأثرت دبي، الإمارة المعروفة بترفها وفخامتها، إلى حد كبير بمجلات الموضة الراقية. فقد لعبت هذه المنشورات دوراً مهماً في تشكيل صناعة الأزياء في دبي، حيث عرضت أحدث الاتجاهات والأساليب لسكان هذه المدينة، لتصبح دبي مركزاً أساسياً لمصوري التجميل وعشاق الموضة.

أما دبي ما بعد الوباء، فقد تمكنت من جذب العلامات التجارية الفاخرة نحوها لقوتها الشرائية وبنيتها التحتية المذهلة للبيع بالتجزئة وللأمان الذي توفره، في الوقت الذي حد فيه الوباء من كيفية تفاعل العلامات التجارية مع العملاء.

أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في صعود دبي كوجهة للأزياء هو مكانتها كمركز للإبداع والابتكار. أدى تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على رعاية ودعم الصناعات الإبداعية إلى ظهور مشهد أزياء محلي نابض بالحياة، ليستمد المصممون الإلهام من التراث الثقافي الفريد للمدينة والتأثيرات العالمية المتنوعة، حيث يصنعون قطعاً معاصرة ومتجذرة في التقاليد. هذا وأصبحت دبي أيضاً مركزاً لأحداث الموضة العالمية، حيث يجذب أسبوع الموضة في دبي وأسبوع الموضة العربي اهتماماً عالمياً. أسبوع الموضة في دبي هو حدث نصف سنوي يعرض أحدث اتجاهات الموضة الفاخرة، في حين أن أسبوع الموضة العربي هو منصة للمصممين الناشئين من جميع أنحاء المنطقة. 

هيئة الأزياء السعودية هي جزء من جهد على مستوى الدولة لتكثيف الإنتاج الفني والثقافي في المملكة ضمن مشروع ضخم طويل الأجل يسمى الرؤية السعودية 2030 لتنمية وتنويع اقتصاد الدولة 

أما بخصوص مشهد الموضة السعودي فله خصوصية لا مثيل لها حقاً، فهو يجمع بين أصالة البلد وتراثها التقليدي والمعاصر وحب الشعب المتجذر للفخامة والبذخ، خصوصاً بعد مشاركة سعودية بارزة على أهم المنصات العالمية في أسابيع الموضة في باريس وميلانو. لتأتي هيئة الأزياء السعودية، وهي جزء من جهد على مستوى الدولة لتكثيف الإنتاج الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية، فتصبح جزءاً من مشروع ضخم طويل الأجل يسمى الرؤية السعودية 2030 لتنمية وتنويع اقتصاد دولة بها عدد سكان صغير للغاية مقارنة بمساحة البلد.

ووفقاً للهيئة، فإن صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية تمتلك أكبر معدلات نمو متوقعة مقارنة بأي سوق آخر كبير مرتفع الدخل، مستشهدة بتقرير "حالة الموضة في المملكة 2023". وبالتالي فإن وضع المملكة السعودية على خارطة الموضة لتكون الوجهة العالمية التالية للأزياء، يعتبر بالأمر المهم جداً خصوصاً وأن الشباب السعودي طموح جداً، وهم يتبنون كل الفرص التي توفرها لهم رؤية 2030. 

هذا الانفتاح الكبير في صناعة الأزياء العربية وارتباطها الوثيق والعصري بملامح الهوية العربية للباس قد يترك أثراً مستقبلياً على الذائقة العامة للباس لا يقل عن الأثر الذي تركه الانفتاح في الحجاب التركي في السنوات السابقة، وربما يتخطاه بحكم كون السعودية دولة عربية وذات تأثير جغرافي أقرب.   

هل تحرّرت الأزياء العربية من التأثيرين الديني والغربي؟ 

خلاصة القول، لقد نجح مشهد الموضة العربي يتفوق بتوظيف إرثه واتجاهاته من خلال تبنيه لخطاب عالمي معاصر، ساهم وإلى حد كبير بخطف الأنظار من لندن وميلان ونيويورك وباريس، وتوجيهها نحو دبي والرياض.

خلال العشر أو العشرين عاماً القادمة، لا يسعنا إلا أن نتخيل ما ستكون عليه اتجاهات الموضة المستقبلية وكيف ستبدو ملابسنا. الحقيقة التي لا يجب أن نغفل عنا أن التكنولوجيا ستلعب دوراً رئيسياً في صناعة الملابس من خلال الاستدامة وإضفاء الطابع الشخصي والأتمتة والرقمنة، لكننا لن نكون قادرين تماماً على تصوير كيف سيكون المجتمع آنذاك. ستتغير الاتجاهات باستمرار وستنمو التكنولوجيا ولكن بشكل عام ، يمكننا أن نضمن أن صناعة الأزياء ستحدث تأثيراً فريداً وجريئاً رقمياً مع الملابس.

لذلك فإن التنبؤ بمستقبل الموضة سيشكل تحدياً دائماً على الرغم من أن هناك بعض الاتجاهات والابتكارات التي من المحتمل أن تشكل فرقاً في صناعة الأزياء خلال العقود القادمة. ستكون الاستدامة أولوية قصوى، ومن المرجح أن تواصل صناعة الأزياء تحولها نحو الاستدامة، مع اعتماد المزيد من العلامات التجارية لممارسات ومواد صديقة للبيئة. وسوف تلعب الرقمنة والتكنولوجيا دوراً أكبر لتصبح أكثر اندماجاً في صناعة الأزياء، وبالتالي يتضمن ذلك استخدام الواقع المعزز رقمياً والواقع الافتراضي لإنشاء تجارب تسوق تفاعلية.

النقلة النوعية ستحدث عندما يصبح التخصيص وإضفاء الطابع الشخصي أكثر شيوعاً، نظراً لأن التكنولوجيا تتيح منتجات أكثر مصممة خصيصاً بحسب الطوابع الشخصية للأفراد، سيطلب المستهلكون بشكل متزايد الملابس التي تناسب تفضيلاتهم واحتياجاتهم الفردية. ولن يكون ملفتاً أن تصبح الأزياء المحايدة غير المحددة للجنس أكثر شمولية وانتشاراً، خصوصاً وأن انتشارها عالمياً ما زال يخطو خطواته الأولى، وهذا يعني الابتعاد عن الأعراف الجنسانية التقليدية وإنشاء مجموعات أكثر شمولاً وتنوعاً خصوصاً فيما يتعلق بحريات الجسد. وبالعودة للاستدامة، سوف تصبح الأزياء المستعملة أو التي المستأجرة أكثر شيوعاً، نظراً لأن المستهلكين أصبحوا أكثر وعياً بالبيئة وأكثر وبالتكاليف الإنتاجية، فمن المرجح أن تصبح الأزياء المستعملة أوالتي يتم تأجيرها أكثر شعبية وتقبلاً خصوصاً في الطبقات فوق المتوسطة والعليا.

دخولنا حقبة الذكاء الاصطناعي، سيزيد من التوقعات حول بروز اتجاهات جديدة في الموضة ستعيد تشكيل هوياتنا الفردية والمجتمعية، خصوصاً وأن البشر لا زالوا بحاجة إلى ارتداء الملابس، لذلك سنرى تحولاً في الطريقة التي نصل بها إلى الملابس في المستقبل. وعلى الجانب الآخر، فإن هذا الدخول سيزيد من أعباء بقاء الموضة عبدة للرأسمالية والأيدولوجيات المجتمعية.



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard