شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

ملف على رصيف المستقبل

في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات، كانت الأرض دافئةً من أثر البراكين التي تفجرت غضباً في البلاد العربية، بسبب الظلم والقمع والانتهاكات التي طالت حياة الإنسان فيها، كلّ إنسان، سواء كان عربياً أو كردياً أو أرمنياً أو أمازيغياً، أو امرأةً أو مثليّ/ ة الجنس، أو أي شخص ينتمي إلى أقلية إثنية أو دينية أو جندرية مسحوقة.

لم يمرّ وقت طويل حتى يُسرَق هذا "الدفء"، وتحوّل أنظمتنا وكل من يساندها، هذه الأرض إلى صحراء جافة وباردة، يحاول من بقي فيها أن يبتكر طرقاً متنوعةً للنجاة. ومن عرف باباً للمغادرة، اتجه إليه، أو أرسل أبناءه وبناته من خلاله، علماً بأن الضفة الثانية مجهولة وبعيدة ومليئة بالأشواك. لكنها لكثرٍ بدت أكثر أماناً من البيوت.

في أثناء المجهود العميق الذي بذله حكّامنا لتجفيف الأرض، مجازاً وحقيقةً، نجح البعض، رجالاً ونساءً أو غير منصاعين/ ات للثنائية الجندرية، في إخفاء بعض واحات المياه عن عيونهم، للحفاظ عليها، وحمايتها، ولكي تبقى مساحةً للّقاءات والأحاديث، خاصةً تلك الممنوعة في الشوارع أو المدارس أو حتى البيوت. ومنها، أي من تلك الواحات، تقول الحكاية إن بصيص أمل كان يخرج.

يحتفل رصيف22، هذه الأيام، بذكرى تأسيسه العاشرة، أو كما نحبّ أن نقول: عيد ميلاد رصيف22 العاشر، بما في المصطلح من سعادة. وبهذه المناسبة، وفي ظلّ انشغالنا بالماضي والحاضر، أردنا التركيز على واحات المياه هذه، لما تحمله من بصيص أمل ومستقبل، برغم إدراكنا أن التفكير في المستقبل بتفاؤل، يبدو مهمةً شبه مستحيلة اليوم. لكننا نريد أن نحاول، كما حاولنا في الماضي وسوف نحاول غداً.

تحضيراً لهذه الاحتفالية، طلبنا من بعض كتّاب رصيف22 وكاتباته، أن يكتبوا/ يكتبن موضوعاً له علاقة بالمستقبل، أياً كانت الفكرة التي تشغلهم/ نّ، وقد اشتركت أيضاً مجموعة من محرري/ ات رصيف22، في هذه المهمّة، فصدر عن هذا الطلب ملفّ أطلقنا عليه "على رصيف المستقبل"، تجدون/ تجدن فيه مواضيع متنوعةً ومختلفةً، من الخوف من المستقبل إلى أسئلة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة، مروراً بأسئلة حول الشباب العربي ومستقبل الأزياء العربية والمرأة الإيرانية، وصولاً إلى مستقبل الإسلام السياسي في بلادنا...

وأملُنا أن يبقى رصيف22 في السنوات القادمة واحة مياه طيّبة.

Website by WhiteBeard
Popup Image