تناول أحد أشهر مخرجي السينما الإيرانية مسعود كِيميائي، في أحدث أفلامه (Killing a Traitor) أي قتل الخائن، جانباً من حياة صديقه القديم، الملقب بـ"أرسين لوبين إيران"، مهدي بَليغ.
كان وما زال مهدي، أشهر اللصوص الذين تحدث عنهم التاريخ الإيراني المعاصر، فحياته مليئة بالدراما والتفاصيل المثيرة للاهتمام، قد تطرقت لها الصحافة في منتصف القرن الماضي، حتى أطلق عليه تسمية "رجل الألف وجه".
ولد مهدي بليغ عام 1918، في أسرة فقيرة جداً، وكان طالباً ذكياً في المدرسة، تعلم العربية والإنكليزية، وقيل الفرنسية أيضاً، وبعد اجتياز مرحلة الدبلوم بمعدل عال، حرمه الفقر من دخول الجامعة، فسرعان ما توظف في الدائرة المالية، كموظف بسيط.
لم يكف راتبه الشهري لسد حاجة عائلته، فضغوط الحياة جعلته أن يفكر بتجربة طرق أخرى كي يزيد من مدخوله المالي. وبما أنه كان أذكى الطلاب دراسةً، فقام يتمرّن كيفية توقيع مدراء الدائرة، حتى أتقنها وقام بتزوير المستندات الضريبية للمواطنين، مقابل أجور معينة.
لُقب بـ"أرسين لوبين إيران"، وكان وما زال أشهر اللصوص الذين تحدث عنهم التاريخ الإيراني المعاصر وأطلق عليه تسمية "رجل الألف وجه"، من هو مهدي بليغ؟
ثم دخل مجال تزوير الأوراق الحكومية لتراخيص العملات الأجنبية في أربعينيات القرن الماضي، فاستشعر حينها طعم المال ولذة الثراء، وتعرف على المخضرمين في هذا المجال.
شرح الصحافي الإيراني المخضرم محمد بُلوري، أن كبار مجال تزوير الوثائق، اقترحوا على مهدي العمل معهم في عمليات احتيال كبرى بعدما شاهدوا دقته في التزوير.
اعتقل على إثر تزوير المستمسكات، وحكم عليه بالسجن، وهناك قام بتنمية قدراته وخبراته، فتعلم كيف يخطط للسرقات، وطريقة فتح الخزانات الآمنة، وتدرب على إطلاق النار بالمسدس.
ثم قرر أن يشكل لنفسه فريقاً محترفاً للفترة القادمة، فانضم إليه في السجن مهدي نظري، ضابط عسكري كان يسرق الطلقات من ثكنات الجيش، ثم يبيعها في السوق السوداء، ورجل آخر يسمى "هُوشَنْك مُجتبائي"، وهو رجل محتال له باع طويل في تزوير الوثائق وإنشاء بيوت الدعارة.
وبعد ما أطلق سراح الثلاث، اجتمعوا لتخطيط سرقات أكبر، كانت البداية مع سرقة الملفات والوثائق الحكومية من المؤسسات وبيعها على المعنيين. ثم قرر مهدي أن يفتح مكتباً دائماً لفريقه بغية التخطيط لسرقات أضخم.
صفوف الرقص
كان لص حكايتنا أنيقاً إلى جانب ذكائه، ففتتح مكتب تعليم الرقص عام 1950، كي لا يشتبه في أمره، كما كان له غاية أخرى وهي التعرف على عوائل هواة الرقص من الأثرياء، ليسرق منازلهم.
انتقلت تخطيطات السرقات من المقاهي والمنازل، إلى قلب الجمال والتسلية والغناء والرقص. ثم طاب له أن يخطب فتاة أحبها كثيراً واسمها "هُما".
وهنا يروي رفيق اللص، الصحافي محمد بلوري الذي طالما قام بتغطية أحداثه ومحاكمته، أن مهدي بليغ ذهب مع خطيبته يبحث عن خاتم الزواج، فرأت الفتاة قلادة وأحبتها لكن سعرها باهظ، عاد بها إلى المنزل ثم اجتمع بفريقه حتی سرق تلك القلادة ووضعها في قطعة قماش مخملية فهداها لعشيقته.
بدأ مسلسل سرقة محال بيع المجوهرات، حتى أنه نفذ 10 سرقات من متاجر الذهب في ليلة واحدة أثار فيها استغراب الجميع، وكأنها رواية إيرانية بطلها مهدي الذي سطع نجمه وقتذاك.
زرع الخوف في قلوب أصحاب الذهب، وأشهر سرقاته كانت حكايتها غريبة، قيل إن هناك متجراً واحداً في العاصمة طهران أثناء منتصف القرن المنصرم، لم يستطع أحد التسلل إليه.
فخطط مهدي وفريقه المحترف، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، فأمامهم رجل ذكي كان متجره عبارة عن خزان آمن. بعد أيام ولربما أسابيع من التفكير نضجت الفكرة، فذهبوا قبل الغروب إلى صاحب المتجر وطلبوا منه أن يساعدهم في حماية خزانهم الذي ابتاعوه من طهران وهم قد قدموا من مدينة بعيدة، ريثما يحل الصباح ويأخذونه معهم.
قَبِل التاجر بعد أن اطمأن من أن الخزان مقفل ومؤمّن، فوضعه في متجره، ثم قفل الدكان وذهب. هنا خرج مهدي بليغ من داخل الخزان ليجد نفسه وسط أكثر متاجر العاصمة أمناً. باشر بعمله بهدوء تام، ثمّ وضع نفسه في المخزن مجدداً بشكل غريب، وعند الصباح جاء رفاقه واستلموا الأمانة من صاحب المتجر وغادروا بالمجوهرات.
احتيال على التاجر اللبناني
جاء تاجر لبناني لتسويق مجوهراته في طهران، وقبل أن يصل إيران عرف مهدي بالأمر، فباشر خطته. كان اللص يتمتع بخصال وملامح مميزة كالعينين الملونتين، والأناقة وإتقان اللغات، الذي كان يؤهله لأداء دور السائح الفرنسي.
جهز نفسه على نفس الطريقة ودخل فندق "ريتز"، مع مجموعة من أصحابه، فحجز غرفتين لفترة أسبوع، ثم أرسل شخصاً ليخبر التاجر اللبناني أن سائحاً فرنسياً يعشق المجوهرات وجاء إلى إيران لشراء بعض ما يشتهيه، ويود لقاءه.
في هذه الأثناء عمل الفريق على إيجاد حفرة بين الغرفتين، دون علم أحد. جاء اللبناني إلى الفندق، ونجح مهدي في جلب رأيه، ثم قرر أن يشتري ما لديه وهم جالسون في الغرفة الواسعة التي استأجرها اللص، حينها استأذنه السائح الفرنسي كي يضع المجوهرات في الخزانة ويأتي له بالفرنك.
فتح مهدي خزانة الفندق الكبيرة ودخلها، ليخرج إلى الغرفة المجاورة عبر الحفرة، ثم أقفلوا باب الغرفتين وخرجوا واحداً تلو الآخر بهدوء من الفندق.
سرقة على ضوء كسوف الشمس
نضيف إلى صفات لص الحكاية، أنه كان رجلاً كثير القراءة، وله شخصية قومية ووطنية، وحينما أعلن رئيس الوزراء محمد مصدق أن مشروع تأميم النفط وإخراج البريطانيين من اقتصاد البلاد سبّب عجزاً كبيراً في الميزانية، وناشد مناشدة وطنية لشراء سندات بنكية لدعم الحكومة عام 1953، قرر مهدي أن يساهم في تلك المناشدة.
أضفت نتائج اجتماع فريقه بسرقة البنك الوطني، حينها جاء الإعلان بأن طهران ستشهد كسوف الشمس عند الساعة 12 ظهراً لفترة دقيقة ونصف الدقيقة. فاستغل مهدي الفرصة وكان سكان البلد البسطاء يتخوفون من الكسوف فتعم الفوضى الشوارع وقتذاك.
غطى ظلام جزئي المدينةَ عند ساعة الكسوف، فدخل اللصوص البنك، وأفرقوا الخزانة من الأموال، ثم بعد فترة ذهبوا لشراء السندات. لربما تفاصيل القصة لم تكن كلها حقيقية، حيث أن من صفات لصنا أنه رجل بارع في الحديث، ولكن ليس هناك ريب في أصل قصة سرقة البنك دعماً لحكومة مصدق.
قصر المحكمة
كان للص أعوان ورفاق من المحتالين وغيرهم في العاصمة، وفي يوم من الأيام جاء الخبر بأن رجلاً أمياً ثرياً قد باع ما يملك في قريته لشراء منزل وسيارة، فتربص له مهدي، وخطط له خطة حقيقية، لكنها كانت أشبه بالمزحة.
دعى مهدي الرجلَ الساذج إلى فندق ليجتمع به، وأخبره بأن له مبنى فاخراً يريد بيعه بسعر مناسب، وبالإمكان رؤيته صباح الجمعة، وهي العطلة الرسمية في البلاد.
حكاية مهدي بليغ كانت أشبه بمسلسل "من الأفضل الاتصال بسول"، والفقر كان عمود حياته إذ جاهد لمكافحته، بيد أنه مات فقيراً كما بدأ حياته.
قبل الموعد، قدم اللّص الرّشاوى إلى حراس مبنى المحكمة وإلى أحد السكرتيرة، ثم أرسل سائقاً بسيارة فخمة كان قد استأجرها ليأتي بالرجل. رحب به مهدي عند الباب، ثم راح يشرح له تفاصيل القصر ووصل إلى غرفة وزير العدل، ففتحها وجلس هناك مستكملاً المحادثات حول السعر النهائي، ثم دخل السكرتير ليطلب من التاجر المتحايل أن الحكومة تريد شهراً إضافياً لإفراغ المبنى.
كان قد شرح مهدي سابقاً للقروي بأن المبنى مستأجر من قبل الحكومة وستفرغه في غضون أسبوع، وهنا وافق صاحب الملك والزبون على طلب الحكومة.
حينها ذهبا معاً نحو مكتب العقارات، واستلم التاجر الأموال واستلم الزبونُ مستمسكات المبنى، ولم يعرف الرجل أنها كانت خدعة إلا بعد شهر حينما راجع قصر المحكمة وطلب منها أن تفرغ ملكه. وبرغم كثرة أعماله الغريبة، إلا أن قصة بيع قصر المحكمة ما زالت أبرز قصص مهدي بليغ، حتى أنه عرف واشتهر بها.
من جديد تم اعتقاله بسبب تزوير أوراق تراخيص العملات الأجنبية، وكان القرار بين الرفاق الثلاث، أن على المسجون منهم أن لا يفضح أصحابه، وعلى أصحابه أن يبيعوا الأموال لتوظيف محامياً بغية إطلاق سراح السجين.
خيانة الفريق
فاتت الأيام والأسابيع والأشهر ولا خبر جاء من أصحاب اللص الشهير، حتى زاره يوماً ذلك الضابط المطرود من الجيش مهدي نظري، ليخبره بأن ثالثهم هوشَنك مجتبايي، قد فرّ بالأموال إلى فرنسا.
لم يكن أمام مهدي بليغ سوى تحمل عقوبة السجن، وبعد خروجه للمرة الثانية عَلِم بخيانة زوجته "هُما" مع صاحبه الهارب "هوشَنك"، بيد أن هما بقيت في منزلها ولم تذهب معه إلى باريس، فطلّقها، وراح يبحث عن العضو الثالث مهدي نظري لينتقم منه.
عاش اللص مجدداً أياماً صعبة مليئة بالفقر، حتى وجد رفيقه وقتله. وبعد أشهر قبضت الشرطة على مهدي، حيث كان المشتبه به بعملية سرقة جديدة من إحدى متاجر المجوهرات، بيد أنه لم يكن هو السارق، إلا أن سمعته السيئة في هذا المجال جعلته أول المتهمين دائماً.
أثناء ذلك عرفوا أن جنازة رفيقه القديم مهدي نظري في منزله، فبقي بالسجن، بيد أنه لم يعترف بالقتل، واعتبرها تهمة لا أكثر، أما المحكمة فلم تستطع إثبات أن المجرم هو المشتبه به.
الهروب إلى الكويت والزواج من عربية
في صباح يوم مشمس وصل اللص والجندي إلى المحكمة، فدعى اللصِّ الجنديَّ إلى أحد المقاهي القريبة لتناول الفطور ريثما يصل موعد جلسة المحاكمة، حينها هرب مهدي من نافذة المَرافق. ثم تنكر بملابس عربية، وذهب إلى الأهواز الواقعة جنوب غرب إيران، ليعبر عبر البوارج إلى الكويت. عاش في الكويت ما يقارب العام، إلا أنه اعتقل في نهاية الأمر، وأعيد عبر البحر إلى الأراضي الإيرانية.
من جديد هرب اللص مستغلاً ظلام الليل، فقفز من البارجة ليصل إلى ساحل جزيرة لم يعرف موقعها. وجده صياد عربي فأخذه معه إلى منزله وأكرمه، وهنا جرب اللص قصة حب أخرى مع ابنة الصياد.
تزوج مهدي من "سعيدة"، وبات يعمل مع والدها في الصيد، وأصبح لديهما طفل، بيد أن الشرطة لم تتخلّ عن ملاحقته، فقرر أن يذهب مع أسرته إلى بغداد، ظناً منه أن في الزحام لا يمكن العثور عليه.
بعد فترة من العيش هناك، تم اعتقاله في سوق بغداد، وهذه المرة نجحت الشرطة في إيصاله إلى طهران، فتمت محاكمته بتهمة القتل والسرقات والهروب من السجن.
الحياة في بيروت وإنتاج الهيروين
تم تكثيف الإجراءات في انتقاله من السجن إلى جلسات المحكمة، ولكن هذه المرة أيضاً هرب من الطابق الثاني في مبنى المحكمة، ليصل بنفسه إلى بيروت.
لم يذهب إلى بغداد، فزوجته سعيدة وطفله كانا قد ماتا إثر حادث سير، وكان قد علم بالأمر عندما كان في سجن طهران. عمل في لبنان في مجال إنتاج مادة الهيروين، ثم بدأ رحلاته إلى تركيا وبعض الدول العربية لشراء المواد الخام.
وفي إحدى هذه الرحلات، وصل إلى طهران بهوية مزورة، وهنا علم أيضاً أن زوجته السابقة هُما، تلك التي سرق من أجلها أجمل العقود الثمينة، قد أصبحت صديقة لأحد رفاقه القدماء، فذهب نحو الاثنين وهما في سرير النوم، ولكن لم يقتلهما، بل كانت محاولته لزرع الخوف في داخلهما فحسب.
عاد إلى بيروت التي وجد فيها حياته السعيدة الضائعة منذ سنوات، فعاش فيها تاجراً، وفعل ما طاب لنفسه. وفي ليلة من الليالي حينما وصل إلى مطعمه المفضل وجلس ليتناول طعامه، وجد رجلاً يراقبه وهو "حسن عرب"، رجل من سكان مدينة عبادان، إحدى المدن العربية في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران. كان حسن عرب عميلاً حكومياً وله ملهى وصحيفة في مسقط رأسه.
شعر مهدي بخطورة الأمر، فراح إلى المطبخ ليرتدي زي الطهاة كي يغادر المطعم بأمان، وعلى الفور وصل غرفته في الفندق وجمع أمواله ليهرب من جديد، بيد أن الشرطة هذه المرة كانت أسرع منه، ليعود إلى السجن بعد ثلاث سنوات.
مستشار قانوني في المعتقل
من جديد بدأت المحاكمات، وفي تلك الفترة تحول مهدي إلى مستشار قانوني يكتب للسجناء مشروع قانون الدفاع، فكان ضالعاً في القوانين الجزائية في البلاد. سرعان ما تحول مهدي إلى نجم السجن، تتوافد عليه جموع السجناء لبراعته في سرد القصص ومعلوماته الهائلة وحياته المثيرة وذكرياته الكثيرة وإشرافه على الوضع السياسي لمصاحبته السجناء السياسيين في تلك الحقبة التي شهدتها البلاد قبل ثورة 1979.
مع ذلك لم يتخل اللص المخضرم عن تزوير الوثائق والمعاملات الافتراضية، كما أنه كان ينتج مادة الهيروين في زنزانته. عثر عليه الضباط، فبدأت محاكمة له بتهمة جديدة.
هنا يبرز لنا مدى ذكاء وإتقان اللص لقوانين البلاد، فعقوبة القتل هي الإعدام ويمكن تخفيضها إلى السجن المؤبد، بيد أن عقوبة إنتاج المخدرات، الإعدام دون أي تخفيض في الحكم.
اعترف مهدي بقتل رفيقه واعتبر إنتاج الهيروين مؤامرة من أعدائه، وهكذا لم يُحكم عليه بعقوبة الإعدام مرّتين، بل نجا من كلتيهما، وقد كانت التهم التي تلاحقه تصل إلى 21 تهمة في مجالات عدة.
كيف وصفه محاميه؟
في رده على سؤال عن أهم ذكرياته أثناء 5 عقود من العمل في المحاماة، قام المحامي الأرميني الإيراني المخضرم ألبيرت برناردي، بشرح جزء من قصة حياة مهدي بليغ:
"أجمل ذكرياتي تعود إلى ملف أشهر رجل عصابة إيراني، استلمته في المحكمة الجنائية عام 1960. أستخدم مفردة 'Gangster'، لأن الرجل لم يكن لصاً جاهلاً أو مجرماً كغيره، بل كان رجلاً أنيقاً ومتعلماً ويتقن عدة لغات... ما زلت أحتفظ برسائله التي كان يرسلها لي من السجون (في محافظات عدة) خلال فترة 20 عاماً. الرسائل مكتوبة بخط فارسي جميل جداً وتحتوي على نقاط واعية. فكِّروا قليلاً أن سجيناً يتحدث معكم عن جان جاك روسو، ومونتسكيو، ويذكر لكم شرحاً حقوقياً حول البنود القانونية في الدستور".
حينما أعلن رئيس الوزراء محمد مصدق أن مشروع تأميم النفط وإخراج البريطانيين من اقتصاد البلاد سبّب عجزاً كبيراً في الميزانية، وناشد مناشدة وطنية لشراء سندات بنكية لدعم الحكومة عام 1953، قرر مهدي أن يساهم في تلك المناشدة
لص الحكاية، كان رجلاً كثير القراءة، وله شخصية قومية ووطنية، وحينما أعلن رئيس الوزراء محمد مصدق أن مشروع تأميم النفط وإخراج البريطانيين من اقتصاد البلاد سبّب عجزاً كبيراً في الميزانية، وناشد مناشدة وطنية لشراء سندات بنكية لدعم الحكومة عام 1953، قرر مهدي أن يساهم في تلك المناشدة.
في أواخر عمر النظام الملكي، ووفقاً لمادة تنص على إطلاق سراح المعتقلين بعد قضاء 20 سنة من فترة عقوبتهم، تم فك سراح مهدي بليغ، وهو في الستين من عمره.
نهاية حزينة
حين خرج من السجن كان فقيراً معوزاً كما بدأ حياته، فقام يبحث عن فرصة عمل بعيدة عن خلفياته، وقد تردد على مكتب محاميه ليطلعه على وضعه، عير أن تقدمه في العمر والأوضاع الثورية ضد النظام الملكي ثم انتصار الثورة مطلع عام 1979، خيبت آماله.
اضطر مهدي أن يجازف مرة أخرى في ارتكاب الجرائم، فباشر ببيع المخدرات، حتى وقع في خدعة الشرطة، واعتقل في النظام الجديد، وبما أن الأجواء كانت لم تزل ثورية، فحوكم محاكمة ميدانية وأُعدم في الشارع عام 1981.
حكاية مهدي بليغ كانت أشبه بمسلسل "من الأفضل الاتصال بسول"، والفقر كان عمود حياته إذ جاهد لمكافحته، بيد أنه مات فقيراً كما بدأ حياته.
أما فيلم "Killing a Traitor" الإيراني، الذي تناول حكاية سرقة البنك الوطني من أجل دعم الحكومة الوطنية عام 1953، فلم يعرض بعد، إلا أن المخرج يستعرض لنا مأساة لصّ نبيل، متمتع بذكاء عال وأساليب مذهلة في السرقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع