شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"أشرف المتحرش زعلان"... فتيات يركبن الدراجات النارية ولا حاجة للـ"توك توك"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الثلاثاء 6 ديسمبر 202202:30 م

لن تنسى ليلى اليوم الذي وجهت فيه عدة لكمات لشاب عشريني على وجهه داخل سيارة ميكروباص، بعدما لمس جسدها عن قصد أثناء عودتها من عملها، كانت تلك لحظة حاسمة، اتخذت بعدها قراراً شكّل كل الفرق في حياتها اليومية في القاهرة.

قبل 7 سنوات قررت ليلى حسين (36 عاماً) والمقيمة في منطقة المعادي تعلم قيادة الدراجة النارية، بحثاً عن الاستقلالية وللتخلص من كابوس المواصلات العامة في القاهرة، فوجدت ضالتها واشترت "سكوتر".

كانت ليلى الموظفة في أحد البنوك تستقل أربع وسائل مواصلات بشكل يومي للذهاب إلى عملها، من "توك توك" يخرجها من الشارع الذي تسكن فيه، ثم "ميكروباص" إلى منطقة صقر قريش، وآخر إلى السيدة عائشة، حتى تصل عملها في الهضبة الوسطى.

تقول: "من أول سواق التوك توك لحد سواق الميكروباص أغلبهم مش في وعيهم، بسمع شتايم وتحرش لفظي، لكن لما واحد لمس جسمي وأنا راجعة من الشغل، مكانش قدامي غير إني أضربه".

بعد الموقف السابق طلبت ليلى من شقيقها أن يعلمها قيادة الدراجة النارية، وتصف شعورها بعد أن استغنت عن المواصلات العامة بالخروج من الكابوس، بعد أن تخلصت من كل المشاكل دفعة واحدة، إرهاق انتظار المواصلات، والتحرش، والتأخر عن العمل.

تضيف: "وأنا راكبة السكوتر بيكون في تحرش لفظي أحياناً، بس بتخطى الشخص وبطنشه، المهم إني مش شايفاه وإنه مش لازق جنبي على كرسي ميكروباص، مبقاش في خوف زي الأول، كمان بقيت أشارك مع البنات البايكرز في فعاليات ومهرجانات وحسيت بالأمان وسطهم".

استجمعي شجاعتك واشتري "سكوتر"

تقول رضوى باسم (31عاماً) إنها اقتحمت عالم البايكرز عن طريق صديقاتها قائدات الدراجات النارية عالية السرعة للهروب من جحيم مواصلات القاهرة، الفتاة التي كانت تعمل مديرة لأحد فروع محال الحلويات أرادت قبل عامين شراء سكوتر من نوع "sym14" بعد أن تعلمت القيادة على يد صديقتها، لكنها واجهت رفض عائلتها في البداية، بسبب تخوفهم من أن تتعرض لحادثة، لكنهم عادوا ورضخوا لرغبتها نظراً لمعاناتها، وهي تركب دراجتها عالية السرعة منذ عامين. تقول: "المواصلات تحرش ومضيعة للوقت والفلوس، كنت بتحرك كل يوم ثلاث مواصلات شفت فيهم الويل.. لدرجة إني فكرت أسيب شغلي كذا مرة".

بعد تعرضها لتحرش جسدي طلبت ليلى من شقيقها أن يعلمها قيادة الـ"سكوتر"،  فتخلصتْ من كل المشاكل دفعة واحدة، الإرهاق، انتظار المواصلات، التحرش، والتأخر عن العمل

ورغم شعورها بالأمان إلا أنها لا زالت تواجه المضايقات، تقول لرصيف22: "التحرش موجود في الحالتين بس وأنا راكبة البايك وحاطة الخوذة بقيت حرة، حتى لما أسمع تريقة من نوع إنتِ فاكرة نفسك ولد، البايك بالنسبة لي صديق ورفيق".

مبادرة "سيدات على الطريق"

أسست رحمة محمد (33 عاماً) مبادرة دعت من خلالها الفتيات لشراء الـ"موتوسيكلات" وقيادتها، بحيث تمكنها من الذهاب إلى عملها أو جامعتها بشكل آمن، تقول لرصيف22: "أسست المبادرة من شهور، وبحاول كمان أوفر للبنت شغل مع شركات الشحن اللي بتطلب مندوبين مبيعات باستمرار، الحملة هدفها في الأساس مواجهة المضايقات والتحرش وحالة الخوف اللي بتمر بيها السيدات في المواصلات العامة".

ليلى: وأنا راكبة البايك وحاطة الخوذة بقيت حرة، حتى لما أسمع تريقة من نوع إنتِ فاكرة نفسك ولد

وتضم المبادرة اليوم عشرات الفتيات اللواتي رغبن في الابتعاد عن المواصلات، لنفس الأسباب التي ذكرت في التقرير.

وتقول غالية محمد (27 عاماً) المقيمة في القاهرة أن أسعار الـ"سكوتر" تتفاوت بحسب سرعاتها وإمكانياتها، فهناك تصنيف عالٍ وتصنيف منخفض، وتبدأ أسعاره من 25000 جنيه (1000 دولار) وقد تصل إلى 150 ألف جنيه (6100 دولار).

وتشير إلى أن عمليات البيع والشراء والترخيص لا تختلف عن طبيعتها في السيارات، إضافة إلى أن الـ"سكوترات" متوفرة بالأقساط، وأن بعض الفتيات متوفرات لتعليم القيادة، مع التركيز أن احتمالية السرقة ضعيفة جداً لأن قطع الغيار الخاصة بالأمن وخاصة أجهزة الإنذار متوفرة.

وتطالب غالية الحكومة المصرية بتوفير طرق خاصة بالـ"سكوتر" على طريقة مشروع "كايرو بايك" وهو مشروع الدراجات الهوائية الذي خصصت له الدولة طرقاً خاصة.

أشرف المتحرش..."بشغّل أفلام سكس على الواطي"

يعتبر أشرف عبد السلام (27 عاماً) وهو اسم مستعار لسائق مواصلات عامة في منطقة البساتين بالقاهرة أن كبته الجنسي هو السبب في إقدامه على التحرش، الذي يمارسه منذ سنوات مستغلاً ركوب الفتيات معه في أوقات مختلفة.

يقول لرصيف22:"ع الدوغري كده إنت بتكون خلاص جايب ناهية وعايز أي شقطاية وخلاص، والبنات الشمال بقوا كتير، هي بتبقى لحظة شيطان، يعني مش دايماً إنت عايز تدخل على واحدة وتجيب معاها سكة".

أسست رحمة مبادرة "سيدات على الطريق" لتشجيع الفتيات على اقتناء الـ"سكوتر" والاستغناء عن المواصلات العامة وخطر التحرش، المبادرة تساعد الفتاة أيضاً في العثور على عمل كمندوبة مبيعات أو في الشحن

ويقول أشرف المتحرش أنه تعلّم أصول التحرش من جاره الذي كان أيضا سائقاً الـ"توك توك" منذ 6 سنوات، وأنه لا يتحرش بفتاة تقرأ المصحف، ويختار ضحاياه بناء على اللباس، تحديداً إذا كانت "العباية ضيقة" على حد تعبيره.

بنبرة صوت منخفضة يكمل حديثه لرصيف22:"زمان كان معايا توك توك، كنت لما أوصل وحدة لوحدها بالليل وأحسها شمال، بسند الموبايل، وأطفى أنوار السقف وأروح مشغل فيلم سكس عالآهات بصوت واطي".

وحول ضحاياه فهو غير متشرط، يقول: "بنات مدارس، وساعات ستات كبيرة" مع اعترافه أن هذه الأساليب لا تنجح معظم الوقت، وأن معدل نجاحها هو "كل كم أسبوع مرة" بينما ترفض أغلبية الإناث محاولاته: "أغلبهم بيقوللي نزلني، وفي ستات بتعمل مش واخدة بالها زي لما يكون كان معاها إبنها، و مرة واحدة نزلت وصرخت أول ما سمعت صوت فيلم السكس، وأنا لفيت وهربت على طول".

ويختم: "بكون وسط الناس ولو حصل أي حوار هتبقى فضيحة وهتمسك مسكة حرامي". وهو بهذا المثال يعتبر أنه أفضل من "الحرامي".

علم النفس: المتحرش يدرس رد فعل الفتاة، ولو سكتت سيتمادى، وقد يصل به الأمر إلى الاغتصاب، يجب أن يكون رد فعل الأنثى عنيفاً وحاسماً في الرفض

يُعلّق الاستشاري النفسي الدكتور جمال فرويز على ميول أشرف المتحرش المرضية، قائلاً إنه في الغالب يعاني من اضطراب الشخصية السيكوباتية، ويقول في حديثه مع رصيف22: "لو كان شخصاً طبيعياً ويبحث عن الجنس، لن يفعلها بهذه الطريقة المبتذلة، هذا السلوك حيواني، أحد مرضاي السابقين وهو سائق تاكسي كان لا يقاوم رغبته بفتح بنطاله مع كل امرأة تركب معه في السيارة العمومية، وكان يتسبب لنفسه دائماً بفضائح ومشاكل قانونية".

يؤكد فرويز أن سكوت السيدات عن المتحرش يزيده طمأنينة ويشجعه على الاستمرار في أفعاله، ناصحاً بعدم السكوت أبداً على التحرشات الصغيرة، فبرأيه المهني التغاضي عن تشغيل فيلم إباحي مثلاً يشجع هذا النوع من الشخصيات على التمادي إلى التحرش الجسدي وصولاً إلى الاغتصاب.

ويؤكد من منظوره المهني أن المتحرش بطبيعته جبان، ويدرس ردود الفعل ويتحرك بناء عليها، فإذا كان رد فعل السيدة أو الفتاة سلبياً سيتمادى أكثر، لذا يشجع على ردود فعل حاسمة وقوية.

أشرف المتحرش: "أغلبهم بيقوللي نزلني، وفي ستات بتعمل مش واخدة بالها زي لما يكون كان معاها إبنها، و مرة واحدة نزلت وصرخت أول ما سمعت صوت فيلم السكس، لفيت وهربت على طول".

من وجهة نظر أستاذ الاجتماع الدكتور طه أبو الحسن فإن لظاهرة التحرش في المواصلات العامة علاقة طردية مع الإنغلاق، وأن أخلاقيات المواصلات العامة تتغير إلى الأسوأ، يقول :"هنالك حالة من العدائية نحو السيدات من قبل المتحرشين ومتطرفي السلوك، فهو لا يراها إلا كفريسة". مشيراً إلى أن فكرة الاستقلالية في المواصلات جيدة لأنها تبتعد بالفتاة عن المرمى البصري والحركي للمتحرشين من أمثال أشرف، إلا إنها لا تقدم حلاً جذرياً برأيه كالذي يقدمه إصلاح النمط التربوي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard