شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل تؤثر تقلّبات المناخ على دورتكِ الشهرية؟ إليكِ بعض النصائح

هل تؤثر تقلّبات المناخ على دورتكِ الشهرية؟ إليكِ بعض النصائح

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بيئة ومناخ نحن والبيئة

الأحد 11 سبتمبر 202203:47 م

تبلغ أميمة محمد من العمر 21 عاماً، وهي على وشك دخول عامها الأخير في جامعة القاهرة. تحكي الفتاة لرصيف22، عن معاناتها اليومية في أثناء السفر من محافظة الشرقية إلى القاهرة، لأربعة أيام متتالية في الأسبوع، ولمسافة لا تقل عن 100 كيلومتر، لرفض والدها أن تسكن في المدينة الجامعية.

"خلال العام الماضي، كان الصيف شديد الحرارة، وبسبب المسافة الطويلة بين المحافظتين كان السفر متعباً لي"، تقول، وتضيف أنها في إحدى المرات أتتها الدورة الشهرية صباحاً وهي ذاهبة إلى الجامعة، فتمالكت نفسها قدر الإمكان، ولكن كانت الصدمة في أثناء عودتها من المحاضرات، إذ وقفت عند الساعة الثانية بعد الظهر تنتظر الحافلة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وإذ بها تقع في الأرض مغشياً عليها. وعندما عجز المارة عن التعامل معها، نقلوها إلى المستشفى على الفور لتجد نفسها قد دخلت في حالة فقر دم حادة.

أصبحت الدورة الشهرية تتأثر بالارتفاع المتطرف لدرجات الحرارة، والتعرض للشمس لفترات طويلة.

لم تكن تلك المرة الأولى التي تعاني فيها أميمة، من الأمر، حسب قولها، فقد أوضحت أنها خلال العامين الفائتين، أصبحت تعاني من غزارة الدورة الشهرية صيفاً من دون وجود مشكلات طبية نسائية لديها، وقد فسر الأطباء ما يحدث معها بأنه نتيجة تعرضها للشمس لفترات طويلة، وهو ما يزيد من كمية السائل كل شهر، ويتسبب في نقص المعادن والفيتامينات في جسمها.

وحول ما إذا كانت تحاول إيجاد حل للأمر، أوضحت أنه أصبح أمامها خياران لا ثالث لهما، الأول أن يوصلها والدها بسيارته إلى الجامعة خلال فترة الدورة الشهرية، وإن تعذر الأمر ليس لها إلا أن تغيب عن بعض المحاضرات.

التأقلم مع الجو الحار

بدأت أميرة أحمد (40 عاماً)، وهي سيدة تعيش في محافظة أسوان، حديثها إلى رصيف22، معبّرةً عن الصدمة التي شعرت بها عندما أبلغتها ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات ونصف، بأنها شاهدت قطرات من الدماء على ملابسها الداخلية. "لم يكن ذلك جرحاً أو حادثاً عابراً بل أتتها الدورة الشهرية وهي في المرحلة الابتدائية"، تقول.

على الفور، أخذت أميرة ابنتها إلى أحد الأطباء للاطمئنان عليها، ومن وجهة نظره فإن ارتفاع درجات الحرارة من الأسباب المساعدة على بلوغ ابنتها المبكر، بزيادة النشاط الهرموني لديها، خاصةً أنها لم تكن تعاني من أي أمراض أو أعراض أخرى مرتبطة بالدورة الشهرية. وتشير السيدة إلى أنها انتقلت مع عائلتها من الإسكندرية للسكن في أسوان قبل عام واحد فقط، بسبب ظروف عمل زوجها مرشداً سياحياً.

أما أميرة نفسها، فلم تستطع التأقلم مع الجو الحار الذي لم تعتد عليه في حياتها، إذ إنها وُلدت وعاشت في محافظة الشرقية، وبعد زواجها انتقلت إلى الإسكندرية، والطقس في كلتيهما مختلف عن الصعيد، لذا عاشت مدةً طويلةً في حالة نفسية سيئة.

خلال العامين الفائتين، أصبحت أميمة تعاني من غزارة الدورة الشهرية صيفاً من دون وجود مشكلات طبية نسائية لديها، وقد فسر الأطباء ما يحدث معها بأنه نتيجة تعرضها للشمس لفترات طويلة، وهو ما يزيد من كمية السائل كل شهر، ويتسبب في نقص المعادن والفيتامينات في جسمها

وتشير إلى أن دورتها أصبحت غير منتظمة منذ انتقالها إلى حياتها الجديدة، فانقطعت لمدة شهرين متتاليين، وجاءت لمدة يوم واحد في الشهر الثالث، هذا بالإضافة إلى التعب والتوتر والاكتئاب التي تعرضت لها، مما سبب ظهور بعض البثور والحبوب في وجهها بسبب اضطراب الدورة، وأضافت أنها لم تتعرض لمثل هذا الأمر في حياتها إلا عندما انتقلت إلى الصعيد.

وتشير دراسة نشرها موقع OnlyMyHealth الطبي، إلى أن الدورة الشهرية أصبحت تتأثر بالارتفاع المتطرف لدرجات الحرارة، والتعرض للشمس لفترات طويلة، ولوحظ الأمر عند انتقال السيدات من المناطق الباردة إلى الأشد حرارةً، إذ تواجه أجسادهن صعوبةً في التأقلم مع الطقس الجديد، وبالتبعية تتأثر دوراتهن الشهرية وتطرأ عليها تغييرات عدة مثل زيادة مدتها أو نقصانها عن المعتاد وغزارة الدم أو نقصانه أو انقطاع الدورة.

كما أكدت دراسة أجراها باحثون من جامعتي بوسطن وهارفرد، على عيّنة شملت 34،000 امرأة، أن دورتهن الشهرية تأثرت بتلوث الهواء، والبعض منهن أصيب باضطرابات الدورة وتأخر الحمل، وطبقاً لهذه الدراسة فإن هرمونات الدورة الشهرية تتأثر بتلوث الهواء بشكل مباشر.

الدورة أصبحت أطول

في الشأن نفسه، أوضحت داليا عماد (27 عاماً)، وتعيش في محافظة القاهرة، أن حياتها انقلبت رأساً على عقب منذ الصيف الماضي، فبعد أن كانت مدة دورتها ثلاثة أيام شهرياً، أصبحت تصل إلى سبعة أيام وأكثر، وهو أمر أثّر على سير يومها بالكامل، سواء في المنزل أو في العمل.

وتشير داليا لرصيف22، إلى أنها ذهبت إلى طبيب نسائي، وأجرت كافة التحاليل والأشعة اللازمة للتأكد من سلامة الرحم والمبيضين والتعرف على هذا التغير الطارئ في دورتها، إلا أن كافة التحاليل كانت سليمةً، ولم يرَ الطبيب سبباً واضحاً للتغيرات التي تعاني منها، وبالتطرق إلى حياتها الشخصية، ربط تلك التغيرات ببداية عملها مراسلةً ميدانيةً في إحدى الصحف العام الماضي، وهو يتطلب الخروج إلى الشارع كثيراً خلال النهار.

وفي حديثه إلى رصيف22، يؤكد يحيى السايس، طبيب نساء وتوليد، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على الدورة الشهرية لعدد كبير من السيدات، إذ إن التعرض للشمس مطولاً يزيد من نسبة فيتامين "د" في الجسم، مما يرفع من نسبة هرمون الأستروجين وهو هرمون الأنوثة، ويزيد نشاط المبيضين، لذلك تصبح فترات الدورة طويلةً في الصيف وأكثر غزارةً، ويحدث عكس ذلك في فصل الشتاء، فقلة التعرض للشمس تقلل من نسبة فيتامين د، وتالياً من نشاط المبيضين.

من المهم خلال فصل الصيف ارتداء الملابس الداخلية القطنية، التي تمتص العرق وتقلل من فرص حدوث الالتهابات

ويضيف: "الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فطول فترة الدورة وغزارتها يمكن أن يدخلا المرأة في حالة هبوط عام، ويزيدا من مخاطر إصابتها بفقر الدم، نظراً إلى فقدان الجسم الكثير من الفيتامينات والمعادن".

الحياة تنقلب

انتقلت إيمان محمد، وهي سيدة ثلاثينية، للعيش في إحدى المدن الصحراوية في مصر، بعد أن كانت تسكن في مدينة طنطا. تقول في لقاء مع رصيف22، إن منزلها الجديد لا يطاق من شدة الحرارة صيفاً، ويختلف تماماً عن شقتها في طنطا.

"الدورة أصبحت تأتي بغزارة، إلى درجة أن الفوط الصحية الاعتيادية لم تعد تنفع، وأضطر إلى استخدام حفاضات الأطفال بدلاً منها"، تقول السيدة. وحول تأثير ذلك على حياتها عامةً، تشير إلى أنها أصبحت تتجنب الخروج في فترات الدورة، خاصةً بعد إصابتها بفطريات مهبلية، حين اضطرت في الصيف ما قبل الماضي إلى الخروج نهاراً يومياً لمدة شهر كامل لتدريب ابنتها، وكان الجو شديد الحرارة، وتسبب في حدوث تأخير بدورتها.

الثياب القطنية والإكثار من المياه

بالعودة إلى السايس، أوضح أن فصل الصيف هو أرض خصبة للفطريات والبكتيريا التي يمكن أن تصيب المرأة، خاصةً إن كانت تخرج كثيراً، فكثرة العرق بسبب التعرض للشمس لمدة طويلة تؤدي إلى ظهور فطر الخميرة المهبلي، الذي يصيب عدداً كبيراً من النساء، ويتسبب لهن بالحكة والتهيج، وقد يصل الأمر إلى ظهور طفح جلدي واحمرار، وتغيّر الإفرازات المهبلية، حينها لا بد من التوجه إلى طبيب لتلقّي العلاج وإلا ستتأثر الدورة الشهرية. وينبّه إلى أن تلك ليست دعوةً لجلوس السيدات في المنزل، ولا يعني أيضاً أنهن كلهن معرضات للإصابة بالفطريات، ولكن يجب أخذ الحيطة والحذر.

التعرض للشمس مطولاً يزيد من نسبة فيتامين "د" في الجسم، مما يرفع من نسبة هرمون الأستروجين وهو هرمون الأنوثة، ويزيد نشاط المبيضين، لذلك تصبح فترات الدورة طويلةً في الصيف وأكثر غزارةً، ويحدث عكس ذلك في فصل الشتاء

وأعطى السايس، نصائح للسيدات بعدم التعرض لأشعة الشمس كثيراً خاصةً وقت الظهيرة، والإكثار من تناول العصائر والمشروبات الباردة خلال فترة الدورة، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة، والطعام المالح الذي قد يؤدي إلى احتباس المياه. وينبّه كذلك إلى أهمية ارتداء الملابس الداخلية القطنية، التي تمتص العرق وتقلل من فرص حدوث الالتهابات.

ومن النصائح الإضافية التي يمكن أن تساعد في تنظيم الدورة الشهرية والتقليل من تأثرها بعوامل الطقس والحرارة، الإكثار من الخضروات والفواكه، والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمعلّبة والحارّة والتي تكثر فيها الدهون، لأنها يمكن أن تحتوي على مواد حافظة تؤثر على انتظام الدورة الشهرية، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعيداً عن الإجهاد، والحفاظ على النظافة الشخصية والاستحمام المتكرر وتغيير الفوط الصحية بانتظام، قدر الإمكان.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

البيئة هي كل ما حولنا، وهي، للأسف، تتغير اليوم باستمرار، وفي كثير من الأحيان نحو الأسوأ، وهنا يأتي دورنا كصحافيين: لرفع الوعي بما يحدث في العالم من تغييرات بيئية ومناخية وبآثار تلك التغييرات علينا، وتبسيط المفاهيم البيئية كي يكون الجميع قادرين على فهمها ومعرفة ما يدور حولهم، وأيضاً للتأكيد على الدور الذي يمكن للجميع القيام به لتحسين الكثير من الأمور في حياتنا اليومية.

Website by WhiteBeard