شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"قد تشكّل فارقاً في حياة الزوجين"... مصريات يلجأن إلى حقن "الجي سبوت"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 19 فبراير 202203:04 م

بعد أربعة أعوام من الزواج، قررت ليال، وهي سيدة مصرية ثلاثينية، خوض تجربة غريبة بالنسبة إليها، بهدف إضفاء روح جديدة على علاقتها الزوجية.

"كانت لدي مشكلة في قلة الإفرازات في أثناء العلاقة، وكان الأمر يسبب لي بعض الحرج. نصحتني صديقتي بتجربة عملية هي عبارة عن حقن لمنطقة ‘جي سبوت’، واقتنعت بالأمر"، تقول لرصيف22.

تضيف السيدة التي فضّلت الحديث باسم مستعار: "حقنت مرةً واحدةً حتى الآن، وكانت النتيجة إيجابيةً، وزوجي لاحظ الفرق بعد زيادة الإفرازات، وهذا ساعدنا على تحسين علاقتنا الجنسية وحتى الأسرية".

لداليدا (40 عاماً)، حكاية أخرى، إذ إنها تعرضت للختان عندما كانت صغيرةً، ما أثر بشكل كبير على علاقتها وأحاسيسها الجنسية مع زوجها.

"تزوجت قبل خمس سنوات، وطوال هذه المدة لم أشعر بأي مشاعر في أثناء العلاقة الزوجية، ما أثّر تالياً على حياتنا بشكل سلبي"، تقول مضيفةً أن هاجساً بعد ذلك سيطر عليها، وهو أن يهجرها زوجها ويتزوج امرأةً أخرى. "عندما سمعت بعمليات حقن جي سبوت، وعرفت أنها لا تؤثر سلباً على الجسم، قررت اللجوء إليها، وشعرت بالفرق بعد الجلسة الثانية، وزوجي كذلك لمس تغيّراً ملحوظاً في العلاقة".

انتشرت في السنوات الأخيرة في مصر عمليات زيادة الرغبة الجنسية، أو ما يُعرف علمياً بعمليات حقن منطقة G-Spot، فلجأت بعض العيادات الخاصة إلى استقطاب السيدات اللواتي يرغبن في تحسين علاقتهن الزوجية، إذ يعانين من قلة الرغبة لأسباب جسدية ونفسية مختلفة، ما قد يدفعهن لرفض الجماع.

عندما سمعت بعمليات حقن جي سبوت، وعرفت أنها لا تؤثر سلباً على الجسم، قررت اللجوء إليها، وشعرت بالفرق بعد الجلسة الثانية.

ما هي تفاصيل هذه العمليات، وهل تقع في فخ "الهوس الجنسي" أم أنها فعلاً "طوق نجاة"؟

ما هى منطقة G-Spot؟

حسب وصف الدكتور محمد عبد الحفيظ، استشاري جراحات التجميل وعضو الجمعية الأمريكية والجمعية الدولية لجراحة التجميل والترميم في مصر، فإن "الجي سبوت" هي منطقة في الجدار الأمامي للمهبل عند النساء، على بُعد قرابة خمسة سنتيمترات من فتحة المهبل، وهى تقابل جذر البظر وغنية جداً بالنهايات العصبية الحساسة، وتسبّب نشوةً من نوع خاص في العلاقة الجنسية. ولكن مع تكرار الولادات الطبيعية واتساع قناة المهبل وضعف العضلات المحيطة وكذلك مع العمر، تتأثر أحياناً حساسيتها، فتحتاج إلى إعادة تحفيز النهايات العصبية، ويتم ذلك بزرع الخلايا الجذعية التي يتم استخلاصها من دهون الجسم نفسه، ومن دم السيدة، ويتم خلطها بنسب معيّنة وحقنها لتحفيز الخلايا والنهايات العصبية وتجديدها، والعملية ليست لها أي أضرار صحية كما يقول.

عبد الحفيظ، أشار خلال حديثه إلى رصيف22، إلى أن فكرة الخلايا الجذعية ليس جديدةً، وقد جُرّبت في مجالات طبية كثيرة مثل التهاب المفاصل وسقوط الشعر، وحديثاً تُستخدم في عمليات الجي سبوت، من قبل أطباء التجميل المتخصصين في ترميم المنطقة الحساسة ونضارتها، والتعامل مع الدهون وكيفية فصل الخلايا الجذعية.

بدورها، تحدثت الدكتورة ريم حماد عياد، استشارية أمراض النساء والولادة في مستشفى أحمد ماهر التعليمي في مصر، قائلةً إن منطقة جي سبوت اكتُشفت للمرة الأولى في الأربعينيات من القرن الماضي، على يد طبيب النساء الألماني إرنست غرافنبرغ، بعد أبحاث بيّنت أن هذه المنطقة موجودة في المهبل وهي المسؤولة عن الإحساس ووصول العديد من النساء إلى النشوة، حتى أكثر من منطقة البظر لدى بعضهن.

وأضافت عياد في حديثها إلى رصيف22: "حاولت مجموعة من الأطباء إيجاد هذه المنطقة، ولكن تشريحياً لم يجدوها. خلال الحقن يمكن تحديد مكانها من خلال اختبار بسيط، وهو أن تدخل المرأة إصبعها في المهبل، وعندما تصل إلى نقطة أو منطقة معيّنة يزداد فيها الإحساس، يتم الحقن فيها، وهي تكون نقطة الجي سبوت بالنسبة إليها".

مع تكرار الولادات الطبيعية واتساع قناة المهبل وضعف العضلات المحيطة وكذلك مع العمر، تتأثر أحياناً حساسية منطقة الجي سبوت، فتحتاج إلى إعادة تحفيز النهايات العصبية، ويتم ذلك عن طريق الحقن

عملية "مكلفة"

يشير الطبيب محمد عبد الحفيظ، إلى أن هذه العمليات ازدادت في مصر في السنوات العشر الأخيرة وفق ملاحظته، لكنها برأيه مقتصرة على طبقة معيّنة، بعيدة البعد كله عن الطبقات الوسطى أو البسيطة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليفها، التي تتراوح من عشرة آلاف وعشرين ألف جنيه (630 إلى 1270 دولاراً).

وحول ضرورة هذا الحقن حتى يتمتع الزوجان بعلاقة جيدة، يقول الاستشاري: "ليست ضروريةً، ولا يجب أن تتحول إلى هوس، فإن أرقى ما تمتلكه المرأة هو إحساسها وعقلها، وهما الأساس، وإن كانت حساسية الأعضاء الأنثوية مهمةً، لكن المحرك الأساسي هو المشاعر والعقل ومدى التفاهم بين الشريكين". وينوّه بأن أكثر من يلجأ إلى هذه العمليات هن نساء لديهن علاقة جيدة مع الشريك، ولكن يشتكين من ضعف الإحساس الذي كان موجوداً سابقاً، وقد قلّ بشكل كبير مع التقدم في العمر، أو مع تكرار عمليات الولادة، "أما غير ذلك فهو مجرد هوس".

وعن حقيقة الإحصائيات التي تنشرها بعض العيادات تحت شعار "50% من نساء مصر يعانين من البرود الجنسي"، تقول الطبيبة عياد إن هذا غير صحيح، ولا توجد إحصائية رسمية في مصر حول هذا الأمر، فالمرأة المصرية تخشى الحديث في هذه المواضيع وفقاً للعادات والتقاليد، ولا توجد ثقافة في مصر توضح أن للمرأة حق الاستمتاع مثل الرجال، كما أن كثيرات من السيدات المصريات يرين أن العلاقة الجنسية ما هي إلا وسيلة للإنجاب، وحتى لو كنّ يعانين من برود جنسي، يرفعن شعار "عيب وخلاص خلّفنا... هنعوز إيه تاني".

العملية ليست ضروريةً، ولا يجب أن تتحول إلى هوس، فالمحرك الأساسي هو المشاعر والعقل ومدى التفاهم بين الشريكين.

وتؤكد عياد حديث الطبيب عبد الحفيظ، إذ تفيد بانتشار عمليات حقن الجي سبوت في مصر بشكل خاص في السنوات الثلاث الأخيرة، على الرغم من أنه لا يمكننا القول إنها باتت أمراً معروفاً على نطاق واسع، وإن أغلب السيدات اللواتي يلجأن إليها متزوجات منذ أكثر من 10 أو 15 عاماً، لكنها تضيف أن "غالبيتهن لا يُعلِمن أزواجهن بالأمر حتى لا يشعرنهم بأنهن يعانين من أي مشكلة".

"هناك أيضاً عمليات لتكبير الجي سبوت، فيمكن حقن المنطقة لتكبيرها بمواد مثل الفيلر حتى يصبح الإحساس فيها أعلى"، تقول الطبيبة، مضيفةً أنها لا ترى مانعاً من إجراء هذه العمليات في حال كانت ستشكل فرقاً حقيقياً في حياة الزوجين، لكنها أيضاً تشير إلى أن العملية قد لا تؤثر بشكل ملحوظ على كثيرات، "لكن العامل النفسي بعد العملية هو الفارق".

"للرجل دور كبير"

شعبان محمد (32 عاماً)، رجل مصري متزوج منذ ثلاثة أعوام، سمع قبل أشهر عن عمليات الجي سبوت من خلال إعلانات تنتشر بكثرة على فيسبوك. يقول لرصيف22: "لا أرفض هذا النوع من العمليات، لكن شرط أن نكون أنا وزوجتي قد استنفدنا كل طرق التحفيز ولم تصل هي إلى الرغبة الجنسية المطلوبة".

من وجهة نظره كرجل متزوج، يقول شعبان إن التقصير غالباً يكون من الرجل، لأن الرغبة الجنسية عملية تصاعدية، والمرأة تحتاج إلى وقت ومجهود حتى تصل إلى مرحلة النشوة.

"جسم المرأة مليء بالمحفزات، مثل منطقة الصدر أو الرقبة، والمرأة قد تصل إلى قمة النشوة من دون لمس الجي سبوت، عن طريق المداعبة ولمس الأجزاء الحساسة، وفكرة أن تقتصر العلاقة الجنسية على منطقة الجي سبوت فحسب خطأ برأيي، كما أن ممارسة الجنس من دون رغبة الزوجة خطأ كبير، لأن ذلك يؤثر على حالتها النفسية كما يؤدي إلى شعورها بالألم، نظراً إلى أن المهبل لا يفرز ما يسهّل عملية الإيلاج والشعور بالنشوة"، يضيف.

أما أسامة كاني (49 عاماً)، وهو مصري يعيش مع زوجته في تركيا، فقد أقنع زوجته بحقن الجي سبوت، حتى يزداد شعورها بالمتعة.

"أجرينا العملية قبل أربع سنوات، ولاحظنا فرقاً كبيراً في علاقتنا الجنسية. هذه الحقنة تزيد فعلاً من حالة الاستمتاع لدى الزوجين بشكل ملحوظ"، يقول لرصيف22، مضيفاً أن الأمر لا يزال غير شائع على نطاق كبير بسبب فقر الثقافة الجنسية في معظم البلدان العربية وفق رأيه.

غالبية السيدات اللواتي يلجأن إليّ لطلب حقن الجي سبوت، يعلمن عنها من صديقاتهن أو جاراتهن، من دون أي ضغط خارجي، ويعرفن أن الأمر قد يشكل حلاً ولو جزئياً لمشكلاتهن، خاصةً لو كن قد خضعن للختان في الصغر، وخسرن الجزء المسؤول عن الإحساس الجنسي لديهن

"العملية تزيد الثقة بالنفس"

"حقن الجي سبوت تهدف إلى زيادة الإحساس عند المرأة، وعلى الرغم من أن الإقبال عليها ازداد في العامين الأخيرين، لكنها لا زالت قليلة الانتشار في مصر ومعظم الدول العربية بسبب عدم معرفة النساء بها"، تقول راندا سعد، وهي استشارية الأمراض الجلدية والتجميل النسائي.

وأشارت راندا إلى أن السيدات اللواتي خضعن لهذه العملية ازدادت ثقتهن بأنفسهن وتحسنت علاقتهن الزوجية: "غالبية السيدات اللواتي يلجأن إليّ لطلب حقن الجي سبوت، يعلمن عنها من صديقاتهن أو جاراتهن، من دون أي ضغط خارجي، ويعرفن أن الأمر قد يشكل حلاً ولو جزئياً لمشكلاتهن، خاصةً لو كن قد خضعن للختان في الصغر، وخسرن الجزء المسؤول عن الإحساس الجنسي لديهن".

وتضيف الدكتورة في حديثها إلى رصيف22، أن عملية الجي سبوت بلا أضرار جانبية، لأن الحقن يتم من بلازما الجسم، لكنها تنوّه بأن فعاليتها تستمر من ستة إلى ثمانية أشهر حسب الحالة وتقبّل الجسم للحقن. وتختم حديثها بالقول: "لا تحتاج هذه العمليات إلى أي تراخيص، لأنها تقع تحت بند النضارة التجميلية، لذلك يستطيع أي طبيب تجميل أو طبيب نسائي أن يقوم بها ضمن نطاق عمله".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image