شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"طالبته بالعلاج فرد عليّ إنت طالق"... لمن تشكو المرأة عدم إحساسها بالإشباع الجنسي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 8 نوفمبر 201905:49 م

رقدت ميليا على سريرها نصف عارية، في ليلة عرسها، وتردِّد في عقلها كلام والدتها، وقريباتها عن التوتّر، والضغط النفسي الذي يصيب الرجل في "ليلة الدخلة"، أغمضت عينيها في انتظار ما سيفعله، ولكنه تأخّر، تأخّر كثيراً، حتى استسلمت للنوم.

عندما استيقظت ميليا لم تجد زوجها، حاولت تذكر ما يمكن أن يكون قد وقع لجسدها ليلة أمس، ولكنَّها فشلت في ذلك، شرعت تبحث عن زوجها في جناح الفندق، سمعت نحيبه يتقطَّع من الحمَّام، وهو ينادي على أمِّه هامساً.

رفض زوج ميليا استدعاء طبيب خوفاً من الفضيحة، لتغرق ميليا، بطلة رواية "كأنها نائمة" للكاتب اللبناني إلياس خوري، بين الخوف على زوجها وثقته في نفسه، وشغفها بالاستمتاع الجنسي، مجسِّدة حالات كثير من الزوجات المحبطات جنسياً في وطننا العربي.

أما إيمان من القاهرة (30 عاماً) فتقول أنها لم تشعر يوماً بالاستمتاع والدفء الذي طالما سمعت عنه، ولم تتذوَّق  "رعشة الجماع"، منذ زواجها من خمس سنوات.

لم تشعر يوماً بالاستمتاع والدفء الذي طالما سمعت عنه، ولم تتذوَّق "رعشة الجماع".

تحكي إيمان لرصيف22: "يستطيع زوجي مرة إتمام الجماع، ومرَّات لا، فكرهتُ جسدي، ونفرت منه ولم أشعر بالرضا"، وبررت شعورها ذلك بأن عدم إحساسها بالإشباع الكافي يعود لحجم قضيبه، "لم أصارحه يوماً بذلك، ولكنه كان يعلم ذلك جيداً من نظراتي له، ولا يحرك ساكناً، فقررت ذات يوم الحديث معه وصارحته بما يؤرقني، فقابل حديثي بغضب شديد، وشعر حينها أنني طعنته في رجولته، فطلبتُ منه العلاج فكان ردّه عليَّ أنت طالق".

"حرِّروا القضيب بالسراويل الفضفاضة"

تنتشر شائعات وأقاويل من الرجال والنساء، حول المتعة الجنسية، والوصول إلى "الأورغازم"، وغالباً ما يمتدح الرجال في مصر ضيق أحجام المهبل، ويشتكون من اتساعها، وخروج فقاقيع هواء أحياناً، ويشعرون بالاضطراب لجفاف المهبل أو إصابته بالتهابات، وتشتكي النساء كثيراً من عدم تناسب حجم الأعضاء الجنسية للرجال، ما يفقدهم الإحساس به.

يحذر الدكتور محمد النابلسي، استشاري أمراض الذكورة والعقم، الرجال بشأن ما يرتدونه حول أعضائهم التناسلية، ويشير إلى أن ارتداء أشياء ضيقة على القضيب منذ الصغر، يؤثر سلباً على حجمه أثناء النمو.

ولفت النابلسي إلى تأثير أفلام البورنو على كثير من الشباب، يقول لرصيف22 إنّ أبطال أفلام البورنو يتعمَّدون إظهار العضو الذكري بحجم أكبر من الطبيعي، وخاصة مع زاوية تصوير معينة، إضافة إلى أنهم يستخدمون دعامات للقضيب، فطول المهبل في المتوسط "من فتحة الشق وصولاً لعنق الرحم 7 سم، وعند الجماع يحدث تمدّد له فيصل محيط المهبل إلى 10 سم، ويتراوح طول العضو الذكري في المتوسط من 9سم إلى 13سم".

ويشدد النابلسي: "عضو ذكري قصير أفضل من عضو ذكري كبير لا يؤدي وظيفته".

"يستطيع زوجي مرة إتمام الجماع، ومرَّات لا، فكرهتُ جسدي، ونفرت منه، والسبب حجم قضيبه، وعندما صارحته، شعر أنني طعنته في رجولته، طلبت منه العلاج، فكان ردّه عليَّ: أنت طالق".
يختلف الأمر بالنسبة للرجل، إذا أحسّ بعدم الرضا والإشباع في العلاقة الجنسية مع زوجته، يشكو علناً، بل ويتخذ إجراءات واقعية مثل الزواج بأخرى، أو الطلاق

وحول عدم تناسب الأحجام، يقول النابلسي: "هناك مشكلة، فطبيعة مهبل المرأة هي فراغ كامل، ويقوم القضيب بملء ذلك الفراغ تبعاً لحجمه وطوله، وتم إجراء كثير من الأبحاث على شرائح متعددة من السيدات، باختلاف أجسامهنّ، وتنوّع أشكال جهازهنّ التناسلي، فوجد أن ما يعطي المتعة للسيدة أو عدمها، هو صلابة القضيب بالصورة التي يتحقق بها الاحتكاك بجدار المهبل، وطول أو قصر القضيب ليس عاملاً مؤثراً".

ويُفنّد الدكتور أحمد فوزي، استشاري أمراض الذكورة ومتخصص بجراحه دعامات القضيب، أقاويل وثقافات جنسية تسيطر على عقول الكثيرين، وتبني لهم مخاوف لا أساس لها من الصحة، وتتحكم في "معتقداتهم" عن الجنس، وعلاقاتهم بالشريك، ومن أشهر تلك المعتقدات هي طول أي عضو من أعضاء الجسم، كالأرجل أو الذراعين، له علاقه بطول أو قصر العضو الذكري، فالعامل الأساسي المحدد لطول أو قصر العضو الذكري هو العامل الوراثي، وتلعب الجينات الوراثية دوراً بارزاً في كبر أو صغر العضو الذكري، وأيضاً من العوامل المؤثرة بصورة ملحوظة وأثبتتها الأبحاث العلمية هي ما يرتديه الشباب في مرحلة ما قبل البلوغ، حيث أن ارتداء الملابس الضيقة أو الفضفاضة عامل مؤثر بصورة فعالة في طول العضو الذكري أو قصره.

ويشرح لنا فوزي أكثر عن العضو الذكري ودوره في إمتاع المرأة: "للعضو الذكري ثلاث وظائف، أوَّلها التبوّل، وثانيها إقامة علاقه ناجحة، فيجب أن يصل المهبل لعنق الرحم حتى يتم القذف ويحدث الإنجاب، وثالثها إقامة عملية جنسية ممتعة، فيقاس طول العضو الذكري وهو بحالة الانتصاب وليس الارتخاء، ومتوسط طول العضو الذكري بنسبة 75% من الرجال على مستوي العالم يتراوح بين 11 سم، و15 سم، ويتراوح قطر العضو الذكري الطبيعي من 11 سم إلى 12 سم، وهو من أهم العوامل التي تحقق الإشباع الجنسي للمرأة أكثر من الطول، ولكن عملية الاستمتاع نسبية تختلف من أنثى لغيرها".

"اتساع المهبل يسبب الطلاق أحياناً"

يختلف الأمر بالنسبة للرجل، فإذا أحس بعدم الرضا والإشباع في العلاقة الجنسية مع زوجته، يشكو علناً، بل ويتخذ إجراءات واقعية مثل الزواج بأخرى، أو الطلاق.

تروي غادة لرصيف22 (35 عاماً) قصَّتها قائلة: "تزوجت منذ عشر سنوات، وكانت حياتي الحميمية مستقرة مع زوجي، وأشعر بإشباع تام لرغبتي معه، وهو أيضاً، لكن في الفترة الأخيرة أخذ يشكو من عدم استمتاعه بالعلاقة الجنسية معي".

لم تندهش غادة كثيراً من كلمات زوجها، فقد لاحظت قبلاً تلاشي ابتسامته، ونظرة الرضا التي "كانت تعشقها بعد الانتهاء من المعاشرة"، ويمر الوقت، ويتحوَّل الجنس إلى "مهمة تُؤدَّى، ولكن ليس على أكمل وجه، فلم أجد أمامي إلا التوجه للكشف الطبي بعد أن باءت كل التجارب بالفشل".

تقول غادة: "قالت لي الطبيبة إني أعاني من اتساع بفتحة المهبل، فلم يعد أمامي إلا التدخل الجراحي كي نعود أنا وزوجي كما كنا".

تعلق الدكتورة مها القيلاوي، استشاري النساء والتوليد، لرصيف22 أنَّ هناك أنواعاً متعددة لعمليات تجميل المهبل تبعاً للضرورة الطبية، فمنها عمليات توسيع المهبل، وإزالة غدة بارثولين التي تحدث أضراراً صحية، وتجعل شكل المهبل "غير لائق"، على حد تعبيرها.

"عمليات تضييق المهبل هي الأكثر شيوعاً، وغالباً ما تكون الشكوى من الرجال"

وتشرح القيلاوي السياق الاجتماعي الذي تعود إليه شكاوى الرجال الخاصة باتساع المهبل: "عمليات تضييق المهبل هي الأكثر شيوعاً، وغالباً ما تكون الشكوى من الرجال باتساع مهبل الزوجة، وعدم الاستمتاع معها، ويحدث ذلك نتيجة الولادات المتكررة الطبيعية، فيحدث ارتخاء وترهل بجدار المهبل، وكثرة ممارسة الجنس بصوره عنيفة تحدث ارتخاء وضعفاً في عضلات المهبل، وهناك حالات أخرى نلجأ فيها للتدخل الجراحي، ويكون غرضها تجميلياً وعلاجياً أيضاً، وهي حالات السقوط الرحمي المهبلي، واتساع المهبل ينتج عنه بالإضافة إلى عدم الاستمتاع بالعلاقة الجنسية، عدوى الجهاز التناسلي، الالتهابات المتكررة، وخروج فقاعات هوائية من المهبل".

الأفلام الإباحية وعدم رضا الرجل

ومن أبرز الشائعات التي يتداولها الرجال عن المرأة، أنها، عند انقطاع الطمث، تتلاشى رغبتها الجنسية، تقول القيلاوي: "بالفعل يحدث ذلك نتاج جفاف المهبل، بسبب عدم وجود الأستروجين الذي يفرز مادة تحسن الكولاجين في الجلد، وحدوث ضعف وترهل عضلات المهبل، ويتم التخلص من الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث بإعطاء السيدة إستروجين نباتي يرطب جدار المهبل، ويزيد الرغبة الجنسية".

وتلفت القيلاوي النظر إلى زيادة الإقبال على عمليات "تجميل المهبل" مؤخراً، نتيجة مشاهده الأفلام الإباحية، ومقارنة الزوجة ببطلات تلك الأفلام، فيشعر الزوج بعدم الرضا عنها وعن علاقته الجنسية معها.

وتذكر القيلاوي أنها تعرّضت أثناء مشوارها المهني لحالات كثيرة، احتدم فيها الأمر بين الزوج وزوجته، حتى وصل إلى الطلاق، ومن بين تلك الحالات رجل تزوج على زوجته ليُجرِّب العلاقة الجنسية مع أخرى، نتاج اتساع مهبل الزوجة، وبعد إجراء جراحة تجميلية شعر الزوج برضا عن علاقته الجنسية معها.

وتشير القيلاوي إلى أن الالتهابات المهبلية تعطي إحساساً باتساع المهبل، فيجب التعافي منها، وهناك عقارات طبية تساعد على تضييق المهبل، وزيادة الإحساس والرغبة الجنسية، ولكنها غير فعالة في الحالات المزمنة، ويختلف شكل المهبل والبظر والشفرتين من سيدة لأخرى، فتشعر بعض السيدات بعدم الرضا عن الشكل الخارجي للمهبل يعيق ارتداءها ملابس النوم والبنطلونات الضيقة، فنلجأ لجراحة رأب الشفرتين.

أما عن العلاج بالليزر، فتقول القيلاوي إن الليزر يمكن أن يكون علاجاً فعالاً في بعض الحالات، آلية عمله تعتمد على تسخين جدار المهبل، فيحدث له تورم، فيضيق المهبل، ويستخدم البعض المخروط المهبلي لتضييق المهبل، وهو عبارة عن قطعه من السليكون يتم الضغط عليها لتقوية عضلات المهبل، ولكن 90% من الحالات يستخدمونه بالعادة السرية، فهو مثير أكثر منه علاجي، فالتدخل الجراحي هو الحل الأمثل، بالنسبة للقيلاوي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard