أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في 18 آب/أغسطس، أنه التقى مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، مضيفاً أن أنقرة وأبوظبي حققتا تقدما في علاقاتهما، ما قد يفضي إلى استثمارات إماراتية كبيرة في تركيا.
وفي مقابلة تلفزيونية، أوضح أردوغان إنه ناقش في الاجتماع الاستثمار والنشاط الاقتصادي، كاشفاً أن المباحثات جارية منذ فترة، وأنه تم التواصل إلى توافق بالفعل بين البلدين قائلاً: "على مدى عدة أشهر، هناك مباحثات بدأت مع وحدتنا للاستخبارات، وأجرينا بعض المحادثات مع إدارة أبوظبي، وصلنا لنقطة محددة".
وأشار أردوغان إلى أنه يتطلع لإجراء مباحثات مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وأعرب عن آماله بعلاقات اقتصادية أكثر قربا بين البلدين.
تركيا والإمارات وأفريقيا
وشكل لقاء أردوغان مع طحنون مفاجأة، إذ كانت العلاقات التركية الإماراتية تشهد توتراً بشأن الصراع في ليبيا، ونزاع أبوظبي مع قطر الحليفة لتركيا، بالإضافة إلى دعم الدولة الخليجية الثرية لليونان، غريمة تركيا التاريخية في النزاع حول حقول الغاز في شرق المتوسط.
ووصفت تركيا الإمارات بأنها "دولة وظيفية"، وهدد أردوغان شخصياً بقطع العلاقات معها، متهماً أبوظبي بالتسبب بالفوضى في الشرق الأوسط بسبب تدخلاتها في اليمن وليبيا، فيما نددت الإمارات بتدخلات أنقرة في الدول العربية.
وكان طحنون في زيارة إلى مصر في الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتزامن مع وجود المبعوث الأمريكي إلى ليبيا وقائد الجيش الوطني الليبي الجنرال خليفة حفتر في القاهرة، لعقد مباحثات حول إجراء انتخابات في ليبيا في كانون الأول/ديسمبر المقبل، والتي يعتزم حفتر الترشح لها بدعم إماراتي.
استقبل أردوغان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالعاصمة أنقرة، وبعدها تصاعدت الأزمة بين السودان وإثيوبيا، على خلفية رفض الأخيرة الوساطة السودانية في حرب التيغراي، في وقت يعاني فيه السودان من تدفقات اللاجئين بسبب الحرب الأهلية الإثيوبية
على غرار التصريحات التركية، قالت الرئاسة المصرية إن مباحثات السيسي مع طحنون ركزت على الشق الاقتصادي والتجاري، وجهود تعزيز الاستثمارات الإماراتية المصرية المشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية المصرية.
في ذات الوقت، كان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد في أنقرة حيث التقى أردوغان الذي أعلن عن توقيع عدة اتفاقات مع أديس أبابا، منها العسكري والاقتصادي. وعرض وساطة بلاده لحل الصراع الحدودي بين السودان وإثيوبيا.
وكان أردوغان قد استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالعاصمة أنقرة، في 12 آب/أغسطس الجاري، وبعدها تصاعدت الأزمة بين السودان وإثيوبيا، على خلفية رفض إثيوبيا الوساطة السودانية في حرب التيغراي في وقت يعاني فيه السودان من تدفقات كبيرة من اللاجئين بسبب الحرب الأهلية الإثيوبية المشتعلة على عدة جبهات.
الإمارات وإثيوبيا
وتتمتع الإمارات بعلاقات جيدة مع إثيوبيا، وهو ما يتضح من الاتصالات المتكررة بين آبي أحمد ومحمد بن زايد من حين إلى آخر. والملف الإثيوبي وهو الوحيد الذي يظهر أنه عاملاً مشتركاً بين تركيا والإمارات.
ويعتقد أن الإمارات تلعب دوراً في دعم رئيس وزراء إثيوبيا في الصراع مع جبهة تحرير التيغراي المتمردة، إذ قال جيتاشو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في تصريحات صحفية: "يستفيد أبي من دعم طائرات إماراتية مُسيرة متمركزة في قاعدة عصب في حربه المدمرة على شعب تيغراي". كما أن للإمارات استثمارات آخذة في الاتساع لدى إثيوبيا في مشروعات زراعية وبترولية وأخرى تتصل بالموانئ بالتعاون مع إريتريا الداعمة لنظام آبي أحمد.
وبلغ من أهمية الإمارات في الملف الإثيوبي أن يزور المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، أبو ظبي من أجل إجراء مباحثات حول وقف الحرب الأهلية في إثيوبيا.
بلغ من أهمية الإمارات في الملف الإثيوبي، أن يزور المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، أبو ظبي من أجل إجراء مباحثات حول وقف الحرب الأهلية في إثيوبيا
عباس كامل في تل أبيب
بالتزامن مع وصول طحنون إلى أنقرة، كان عباس كامل رئيس الاستخبارات المصرية في اسرائيل حيث التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت و"بحثا الجوانب الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية في العلاقات الإسرائيلية المصرية، وناقشا الوساطة المصرية في الوضع الأمني مع غزة".
وتسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يغادر إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعوة من عباس كامل إلى زيارة مصر خلال الأسابيع المقبلة، في زيارة "علنية" ستكون الأولى لرئيس حكومة تل أبيب في 11 عاماً.
وقبل وصول كامل إلى إسرائيل بساعات قليلة، كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في زيارة إلى الأردن حيث التقى بالملك عبد الله الثاني لبحث التطورات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
روسيا
وبينما تستمر مصر والإمارات في دعم حفتر، وصلت وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش إلى روسيا حيث التقت بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في 19 آب/أغسطس، وأعلن الأخير اتفاق البلدين على انسحاب جميع القوات والعسكريين الأجانب، من دون استثناء، من الأراضي الليبية.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من كشف تحقيق جديد لإذاعة بي بي سي البريطانية النقاب عن مشاركة ما يقرب من ألف مرتزق روسي في القتال ضمن مجموعة غامضة من المرتزقة الروس في الحرب الأهلية في ليبيا.
وكان رصيف22 قد نشر تقارير حول فرق المرتزقة الروسية التي توظف سوريين منهم أطفال، للقتال على الأراضي الليبية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين