شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
والبقية تأتي... أبرز المحطات في 21 سنة من حكم بشار

والبقية تأتي... أبرز المحطات في 21 سنة من حكم بشار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 24 أبريل 202105:10 م

أعلن بشار الأسد، رأس النظام السوري، اعتزامه البقاء في السلطة، سبع سنوات مقبلة عبر ترشحّه للانتخابات الرئاسيّة، التي يتفق كل من يهتم بالشأن السوري على كونها "صوريّة"، إذ ينافس الأسد مرشّحون يهتفون باسمه، ويرفقون إعلانات ترشحهم للرئاسة بعبارات مثل "عاشت سوريا الأسد".

 في تموز/ يوليو المقبل يكون بشار الأسد قد أتم 21 عامًا على كرسي الرئاسة في "الجمهوريّة" السوريّة، أيّ ثلاث فترات رئاسيّة. وبحسب الدستور السوري المعدل، الصادر في 2012، لا يجوز للرئيس أن يترشح سوى مرة واحدة تالية عقب انتهاء ولايته الأولى.

في تموز/ يوليو المقبل يكون بشار الأسد قد أتم 21 عامًا على كرسي الرئاسة في "الجمهوريّة" السوريّة، أيّ ثلاث فترات رئاسيّة. وبحسب الدستور السوري المعدل، الصادر في 2012، لا يجوز للرئيس أن يترشح سوى مرة واحدة تالية عقب انتهاء ولايته الأولى. ويحكم بشَّار خلفًا لوالده حافظ الأسد الذي استولى على السلطة في سوريا في مطلع السبعينيات وبقي في سدّة الرئاسة ثلاثين سنة، حتى وفاته في حزيران/ يونيو من العام 2000.

 في ما يلي أبرز التواريخ والمحطات المفصليّة في سوريا منذ تولّي بشار الأسد رئاستها. واعتمدنا في ذكر الحدث على أهميته وتأثيره على نظام الحكم وعلى المجتمع السوري، والمحيط الإقليمي، والدولي أحيانًا.

 

استلام السلطة: 10 تموز/ يوليو 2000

استلم بشار الأسد السلطة رسميًا بعد شهر من وفاة والده، بعد تعديل الدستور السوري في زمن قياسي حتى يناسب الرئيس الجديد، وتمّ تغيير سن رئيس الجمهوريّة من 40 سنة إلى 34، عمر بشار الأسد آنذاك.

 

بيان الـ99: 27 أيلول/ سبتمبر 2000

وهو بيان وقّع عليه 99 مثقفًا سوريًا طالبوا فيه بإنهاء العمل بقانون الطوارئ والعفو عن السجناء السياسيين، والسماح للمبعدين والمنفيين بالعودة إلى البلاد، وحماية حريّة التعبير وحريّة التجمّع. ومن أبرز الموقعين على البيان برهان غليون وصادق جلال العظم وميشيل كيلو وخالد تاجا وعمر أميرالاي ومحمد ملص.

 انطلقت أعمال عنف راح ضحيتها ثلاثة أطفال أكراد، وتحوّلت تلك شرارة انتفاضة كرديّة انتقلت إلى معظم مناطق الأكراد في سوريا، وتم خلالها تحطيم تمثال حافظ الأسد لأول مرة في سوريا.

أحداث البدو: تشرين الثاني/ نوفمبر 2000

في أول تحدٍ للرئيس الجديد، تجدّدت الاشتباكات بين البدو والدروز في محافظة السويداء، جنوب البلاد، بسبب خلافات على مناطق الرعي، ومن ثمّ تحوّلت المواجهات لتصبح بين المدنيين وقوات الأمن. راح ضحيّة هذه الأحداث عشرات القتلى ومئات الجرحى، إلّا أنّ السلطات الأمنيّة استطاعت في النهاية السيطرة على المحافظة، وأنشأت على إثر ذلك فرعًا للمخابرات الجويّة في مدينة السويداء.

 

ربيع دمشق: أيلول/ سبتمبر 2000 حتى شباط/ فبراير 2001

فترة قصيرة من الحريّة النسبيّة، أطلقت فيها السلطات الحريّات العامة، فسمحت بحرية التعبير وحريّة التجمعات، فأنُشئ على إثر ذلك عدد من المنتديات واللقاءات، انتهت باعتقال العشرات في شباط/ فبراير2001.

 

بيان الألف: 9 كانون الثاني/ يناير 2001

أو بيان "إحياء المجتمع المدني" الذي وقّع عليه ألف مثقف سوري. قدمّ البيان خطة إصلاحيّة للنظام، وتضمّن مطالب بإلغاء قانون الطوارئ واحترام الحريات السياسيّة وحماية حريّة الصحافة وحريّة التعبير وإنشاء قضاء مستقل وتشريع قوانين انتخابيّة حرّة واحترام وحماية الحقوق الاقتصاديّة وإنهاء التمييز ضدّ المرأة.

لقاء الأسد مع ملكة بريطانيا: 19 كانون الأول/ ديسمبر 2002

وهو أول لقاء لرئيس سوري مع الملكة البريطانيّة اليزابيث، كما التقى الأسد الأمير تشارلز ورئيس الوزراء البريطاني – وقتها- توني بلير خلال هذه الزيارة التي وُصفت بالتاريخيّة. أصطحب الأسد زوجته، أسماء الأخرس (الأسد) معه، وكانت هذه الزيارة بداية ترسيخ صورة الأسد مع زوجته، كشابين منفتحين على العالم ومختلفين في الحكم عن الطريقة التي حكم بها الأسد الأب سوريا.

 

الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق: آذار/ مارس 2003

بحجة الأسلحة الكيماويّة وبهدف إنهاء حكم صدام حسين للعراق، بدأ الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق، الذي يحد سوريا من الشرق، حوّل هذا الاجتياح الشرق الأوسط إلى منطقة مشتعلة، وتصاعدت التوترات بين سوريا والولايات المتحدة، خاصة بسبب اتهام الأخيرة لسوريا بدعمها للمقاتلين ضدّ القوات الأمريكيّة في العراق. وأشارت تقارير وأبحاث إلى أنّ آلاف المقاتلين الذين واجهوا القوات الامريكية ووصفوا بـ"الإرهابيين" دخلوا إلى العراق عن طريق سوريا.

 

انتفاضة الأكراد: 12 آذار/ مارس 2004

خلال مباراة كرة قدم في مدينة القامشلي ذات الغالبيّة الكرديّة، بين فريق "الجهاد" المحلي وفريق مدينة دير الزور "الفتوة"، انطلقت أعمال عنف راح ضحيتها ثلاثة أطفال أكراد، وتحوّلت تلك شرارة انتفاضة كرديّة انتقلت إلى معظم مناطق الأكراد في سوريا، وتم خلالها تحطيم تمثال حافظ الأسد في مدينة عامودا لأول مرة في سوريا. قمع النظام الانتفاضة بعنف، وراح ضحية أعمال القمع هذه عشرات الشبّان الأكراد، كما تمّ اعتقال الآلاف منهم.

 

اغتيال رفيق الحريري: 14 شباط/ فبراير 2005

بكمية هائلة من المتفجرات تمّ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت، التي كانت تحتلها سوريا منذ عام 1976. أشارت أصابع الاتهام إلى سوريا بشكل مباشر وحليفها اللبناني "حزب الله"، وقُطعت على إثر حادثة الاغتيال العلاقات الدوليّة مع سوريا، فعاشت سوريا فيما يُشبه العزلة الدوليّة لسنوات. صار الاغتيال شرارة انطلاق "ثورة الأَرز" التي أنهت الوجود السوري في لبنان في الثلاثين من نيسان/ أبريل من العام نفسه.

 

اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي: أيار/ مايو 2005

في العاشر من أيار/ مايو 2005، اختفى رجل الدين الكردي، وشيخ الطريقة الخزنويّة، معشوق الخزنوي، بالقرب من مكتبه في دمشق، وعُثر على جثته بعد ثلاثة أسابيع قرب مدينة دير الزور شرق البلاد. اتجهت أصابع الاتهام إلى النظام السوري الذي نفى ذلك. وجاء الاغتيال بعد حوالي شهر من كلمة ألقاها الشيخ في ذكرى مرور سنة على مقتل شاب كردي خلال انتفاضة الأكراد 2004 على أيدي عناصر الأمن، هاجم فيها النظام السوري، مطالبًا إياه بمنح الأكراد حقوقهم.

 

اغتيال سمير قصير: 2 تموز/ يونيو 2005

بعد إعلان انسحاب القوات السوريّة من لبنان، شهد لبنان الواقع في غرب سوريا، عددًا من عمليات الاغتيال والتصفيّة، أبرزها اغتيال الصحافي والكاتب اللبناني سمير قصير، أشد المعارضين لنظام الأسد. لم يُعرف مرتكب عملية الاغتيال إلى الآن؛ إلّا أنّ أصابع الاتهام وُجهت إلى سوريا.

 

(اغتيال سمير قصير - أ.ب)

إطلاق "إعلان دمشق": 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2005

وهي وثيقة وقّع عليها عدد من السياسيين السوريين المعارضين لحكم الأسد، وضمّت للمرة الأولى سياسيين وناشطين ومثقفين سوريين من توجهات مختلفة، ليبراليّة وإسلاميّة، وكانت تدعو لإنهاء حكم الأسد واستبداله بنظام ديمقراطي، واعتبرت وثيقة جامعة لـ"قوى التغيير الوطنيّة المعارضة في سوريا"، ونشأ منها عدد من اللجان والمجموعات التي نشطت سياسيًا في سوريا وخارجها منذ ذلك التاريخ. اعتُقل على إثر هذا الإعلان عدد كبير من الموقعين عليه، أبرزهم ميشيل كيلو.

 

حرب تموز/ يوليو 2006

بدأت إسرائيل بشن حرب على لبنان، وبشكل خاص على حزب الله، الحليف الرئيسي لنظام الأسد في لبنان، واستمرت الحرب أكثر من شهر ونتج عنها مئات القتلى من الجانبين، الإسرائيلي واللبناني، إضافة إلى نزوح ولجوء مئات الآلاف من اللاجئين اللبنانيين، واستقبل الكثير من العائلات السوريّة عائلات لبنانيّة، كما فُتحت المدارس والمراكز الخدميّة لاستقبال اللاجئين من البلد المجاور.

 

الاستفتاء الرئاسي 27 أيار/ مايو 2007

الاستفتاء هو بديل الانتخابات في سوريا، وقد اعتمد حافظ الأسد ومن بعده بشَّار على الاستفتاءات، إذ يُستفتى الشعب على بقاء الرئيس في الحكم من عدمه كلّ سبع سنوات، ويتم التصويت بنعم أو لا، دون أن يكون هناك مرشحون آخرون. في الأشهر التي سبقت الاستفتاء، بعد سبع سنوات من حكم الأسد الإبن، انتشرت في سوريا حملة إعلاميّة كبيرة تحت شعار "منحبك"، وظهرت خيم احتفاليّة كبيرة في الشوارع وسُيّرت مسيرات كثيرة مؤيدة لبشار الأسد. أعلن النظام السوري عن بقاء بشار الأسد في السلطة بعد أن "صوّت" 97.62% بـ"نعم". تحوّلت تلك النسبة إلى "نكتة" سريّة في الشارع السوري، تقول: إنّ الرئيس لم يحصل للمرة الأولى على 99.9% من الأصوات، وقد قام بإعدام من "صوّت" بـ"لا".

 

اغتيال أبو القعقاع: 28 أيلول/ سبتمبر 2007

وهو محمد غول اغاسي إمام جامع الإيمان في حلب، أشهر أئمة جوامع سوريا في تلك الفترة، وعُرف لسنوات طويلة بدعوته إلى "الجهاد"، ومن ثمّ إرساله لكثير من شباب سوريا إلى "الجهاد" في العراق بعد الاجتياح الأمريكي البريطاني للبلد المجاور. انتشرت شائعات عن عمالته للنظام السوري، وعن أنّ مقتله تمّ عن طريق النظام نفسه بعد أن أصبح قوة لا يُستهان بها، وكذلك شائعات مضادة قالت إنّ من قتله هو أحد مريديه السابقين بعد أنّ غيّر أبو القعقاع من آرائه حول الجهاد، وآخرون قالوا إنّ المخابرات الأمريكيّة هي من خططت لقتله، إلّا أنّ أياً من الروايات لم تتأكد حتى الآن.

 

حملة قمع للمعارضين في نهاية العام 2007

استمرت اعتقالات الناشطين السياسيين والمعارضين لحكم الأسد ولم تتوقف، لكن في نهاية 2007 بدأ النظام واحدة من أوسع الحملات، شملت مجموعة من الشباب الناشطين في المنتديات السريّة والعلنيّة وفي الأحزاب المعارضة للأسد، وخاصة في مدن دمشق وحمص وحلب.

 

الجفاف وتغيّر المناخ: 2006 - 2010

ضرب الجفاف مناطق واسعة في شرق وشمال شرقي سوريا، وتُعد من أسوأ وأطول فترات الجفاف التي ضربت سوريا، لم تستطع سياسات الحكومة الليبراليّة أن توفّر حلولًا لملايين السكّان في تلك المناطق، فضرب الفقر مناطق واسعة تعتمد على الزراعة بشكل أساسي، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان للعيش في بيوت عشوائيّة وخيم وبيوت صفيح في محيط المدن الكبرى، حمص وحلب ودمشق واللاذقيّة.

 

(الجفاف في سوريا - المصدر الموقع الرسمي للأمم المتحدة)

دمشق عاصمة الثقافة العربيّة 2008

أراد النظام السوريّ أن يُظهر دمشق مدينة مركزيّة في الثقافة العربيّة، منفتحة على العالم العربي والعالم. وظّفت الدولة السوريّة كلّ إمكاناتها لتتحول المدينة إلى مركز ثقافي كبير خلال السنة كلّها، فتمّت دعوة موسيقيين ومطربين وكتّاب ورسامين ونحّاتين ومسرحيين وسينمائيين وغيرهم من الفنانين إلى سوريا، وكثير منهم دخل إليها للمرة الأولى. وكانت الحفلات والأمسيات التي عقدت في دار الأوبرا وفي قلعة دمشق من أبرز أحداث هذه السنة، وذلك بسبب جمهورها الكبير الذي وصل إلى الآلاف في كلّ أمسية. استمرت الاحتفاليّة حتى الشهور الأولى من العام 2009.

 

القمة العربيّة: 29 آذار/ مارس 2008

اعتُبرت القمة العربيّة في دمشق من أنجح القمم العربيّة بسبب حضور عدد كبير من قادة الدول إلى دمشق، وبسبب التحضيرات الكبيرة التي قام بها النظام من أجل إنجاح القمة، في رد على الضغوط الخارجيّة التي كانت سوريا تتعرض لها في السنوات التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

مجزرة سجن صيدنايا: 5 تموز/ يوليو 2008

بعد عصيان قام به معتقلون في سجن صيدنايا، السجن الأسوأ في عصر الأسد الابن، بعد أن كان سجن تدمر هو الملمح الأبرز في عصر الأسد الأب، قامت قوات الأمن السوريّة بإنهاء العصيان بالقوة. قتل العشرات من السجناء ومن عناصر الأمن، لتُعتبر هذه المجزرة أولى المجازر التي قام بها نظام بشار الأسد.


(سجن صيدنايا - من ملفات "قيصر")

الأسد وزوجته في باريس: 12 تموز/ يوليو 2008

بعد الانفتاح الأوروبي على النظام السوري بدءًا من عام 2007، وإعادة تعويم النظام دوليًا بعد سنوات قليلة من القطيعة إثر اغتيال الحريري، زار بشار الأسد وزوجته باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتطبيع العلاقات السوريّة الفرنسيّة، ومن أجل حضور قمة إطلاق "الاتحاد من أجل المتوسط". انتشرت صور بشار الأسد وعقيلته في شوارع باريس كحملة دعائيّة جديدة للأسد.

انطلاق الثورة السوريّة: 15 آذار/ مارس 2011

بعد تظاهرات صغيرة مناصرة للثورات في تونس ومصر وليبيا وبعد دعوات لثورة في سوريا، انطلقت تظاهرة بالقرب من الجامع الأموي في دمشق في الخامس عشر من آذار/ مارس، وبالتوازي انطلقت تظاهرات كبيرة في مدينة درعا جنوب البلاد في الثامن عشر من آذار/ مارس بعد اعتقال الأمن السوري لأطفال كتبوا عبارات مناوئة للنظام على جدران مدارسهم. ما لبثت أن تحولت هذه التظاهرات إلى ثورة عارمة اجتاحت البلاد. شنّ نظام الأسد حربًا لا هوادة فيها ضدّ هذه الثورة، فقتل مئات الآلاف واعتقل الآلاف وهجّر الملايين، وأُدخلت البلاد في نفق الحرب المفتوحة المستمرّة حتى اليوم. 

"إصلاحات" ما بعد الثورة 2011

بعد قيام الثورة السوريّة، وعد الأسد بتقديم إصلاحات في النظام، من تغيير الدستور وإلغاء المادة الثامنة التي تقول بأنّ حزب البعث هو الحزب الحاكم للدولة والمجتمع، ومنح الجنسية للأكراد الذين حُرموا منها لسنوات طويلة، وفتح حوار وطني، لكنه لم ينجح في امتصاص غضب الشارع، وذلك لاستمرار آلة قتل المتظاهرين وقمع الثائرين على النظام على أيدي قوات الأمن والميليشيات الموالية للأسد.

مع اتساع رقعة التظاهرات، وازدياد استعمال العنف من قبل قوات الأمن والجيش، تشكّل "الجيش السوري الحرّ" من منشقين عن الجيش متطوعين مدنيين حملوا السلاح، بهدف حماية التظاهرات أولًا، ومن ثمّ لمهاجمة قوات النظام.

تفكك الدولة وخروج مناطق من تحت سيطرة الأسد: 2011 - 2012

مع ازدياد رقعة التظاهرات، وازدياد استعمال العنف من قبل قوات الأمن والجيش، تشكّل "الجيش السوري الحرّ" من منشقين عن الجيش متطوعين مدنيين حملوا السلاح، بهدف حماية التظاهرات أولًا، ومن ثمّ لمهاجمة قوات النظام.

 خرجت مناطق واسعة في ريف إدلب وحلب والغوطتين الشرقيّة والغربيّة وحمص وريفها ودرعا، من تحت سيطرة النظام. وفي ذلك الوقت اشتدّت الدعوات لرحيل الأسد والمطالبة العربيّة والدوليّة بانتقال سلمي للسلطة وبناء نظام ديمقراطي. أبرز هذه الدعوات كانت الخطوط الحمراء التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوباما (قام النظام السوري بخرق هذه الخطوط الحمراء لاحقًا من دون الالتفات لهذه التصريحات) وتعليق وجود سوريا في جامعة الدول العربيّة، وفرض عقوبات أوروبيّة وأمريكيّة على شخصيات أساسيّة من النظام على رأسها بشار الأسد.


معركة داريا تشرين الأول/ نوفمبر 2012 - شباط/ فبراير 2013

اعتمد النظام السوري على إستراتيجية الحصار الكامل والقصف الثقيل على المناطق التي خرجت عن سيطرته (مخيم اليرموك، حمص القديمة، الغوطة الشرقيّة، أحياء حلب الشرقية...). وكذلك فعل في بلدة داريا الواقعة في الغوطة الغربية. تشتهر داريا كذلك خلال الحرب السوريّة بمجزرة داريا في آب/ أغسطس 2012 وقد راح ضحيتها مئات القتلى من المدنيين.

معركة القصير: أيار/ مايو 2013

واحدة من أبرز معارك الحرب السوريّة، وذلك بسبب تدّخل حزب الله اللبناني بشكل علني في الصراع السوري، ومن خلفه الإعلان الواضح والعلني لدعم إيران المطلق لنظام الأسد. انتهت المعركة بسيطرة حزب الله والجيش السوري على مدينة القصير على الحدود السوريّة اللبنانيّة.

هجوم الغوطة الكيماوي: 21 آب/ أغسطس 2013

من أكبر المجازر في الحرب التي شنها النظام السوري ضدّ المناطق الخارجة عن سيطرته، والتي راح ضحيتها المئات (آلاف في روايات أخرى) من المدنيين، قام النظام السوري بقصف مناطق من الغوطة الشرقيّة بغاز السارين. حمّلت الدول الأوروبيّة وأمريكا وجهات المعارضة والمنظمات الحقوقيّة والتوثيقيّة النظام السوري المسؤوليّة، ونتج عن ذلك إرسال بعثة تحقيق، وإطلاق برنامج لنزع السلاح الكيمائيّ من النظام السوريّ، كما رفعت منظمات حقوقيّة دعاوى في محاكم أوروبيّة مختلفة ضد مسؤولين في النظام السوري عن هذا الهجوم الذي عُدّ أكبر هجوم كيماوي في سوريا، إلى جانب هجوم خان شيخون في ريف إدلب في نيسان/ أبريل 2017.


الانتخابات الرئاسيّة: 3 حزيران/ يونيو 2014

عُدّت هذه الانتخابات هي الأولى في تاريخ حكم عائلة الأسد لسوريا بعد استفتاءات كثيرة سابقة. جرّت "الانتخابات" بين ثلاثة مرشحين، دون مراقبة من أيّ جهة مستقلة. أعلن النظام السوري فوز بشار الأسد بولاية دستوريّة ثالثة وذلك بعد "نجاحه" في الانتخابات بنسبة 88.7% من الأصوات.

إعلان خلافة البغدادي: 29 حزيران/ يونيو 2014

أعلن أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش)، الخلافة الإسلاميّة في مناطق واسعة من سوريا والعراق، وسيطر التنظيم على مناطق كثيرة. انتهت قوة التنظيم في سوريا بعد الدعم الأمريكي والدولي للقوات الكرديّة التي قاتلت التنظيم في معارك كثيرة أبرزها معركة عين العرب-كوباني. ومن أبرز محطات "الخلافة" سيطرتها على مدينة تدمر وتدميرها آثار المدينة وسجن تدمر.

 

الدخول الروسي المباشر: أيلول/ سبتمبر 2015

دخل النظام الروسي في المعارك بشكل مباشر، وسيطر على القرار السوري، بعد أن ساندت روسيا الأسد في مجلس الأمن، عن طريق الفيتو المشترك مع الصين ضدّ كلّ القرارات المُتعلقة بإدانة نظام الأسد. إحدى أشهر صور سوريا خلال السنوات الأخيرة هي صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم العسكريّة، بالقرب من مدينة اللاذقية، والمركز الرئيسي للقوات الروسيّة في سوريا، ومن خلفه يقف بشار الأسد ممنوعًا من الاقتراب منه، ويظهر كأحد جنود بوتين.


استعادة السيطرة على حلب: 22 كانون الأول/ ديسمبر 2016

بعد معارك شرسة وفقدان السيطرة على أحياء كثيرة في ثاني أكبر المدن السوريّة، أعلن النظام السوري، المدعوم روسيًا، سيطرته الكاملة على مدينة حلب، بعد تهجير سكان الأحياء المعارضة والمقاتلين من المدينة نحو ريف إدلب وريف حلب.

 

تهجير الغوطة الشرقية واستعادة السيطرة عليها: آذار/ مارس 2018

استعاد النظام السوري السيطرة على واحد من أكبر معاقل المعارضة السوريّة بعد سنوات من الحصار والقصف الثقيل. انتهت المعارك بتهجير آلاف المدنيين نحو مدن وبلدات ريف إدلب وريف حلب.

 

قانون قيصر: كانون الأول/ ديسمبر 2019

أقر الكونغرس الأمريكي قانون عقوبات شديداً على سوريا، بناءً على الصور التي سرّبها أحد المصورين العاملين مع قوات الأمن السوريّة، والذي لُقب بـ"قيصر". توثّق هذه الصور مقتل آلاف المدنيين السوريين في أقبية فروع الأمن تحت التعذيب.

 

الصراع مع رامي مخلوف: أيار/ مايو 2020

في بداية شهر أيار/ مايو 2020، نشر رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري والداعم الاقتصادي الأكبر له، مقطع فيديو على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك، وتبعها بمقاطع أخرى، موجهًا انتقادات إلى النظام السوري وجهات لم يسمها في النظام. وكانت تلك المرة الأولى الذي يظهر فيها خلاف عائلي في هرم السلطة في سوريا إلى العلن، بعد خلاف حافظ ورفعت الأسد في ثمانينيات القرن الماضي.

 

أرقام من سوريا

 بعد واحد وعشرين سنة من حكم بشار الأسد لسوريا، وبعد واحد وخمسين سنة من حكم عائلة الأسد للبلاد، لجأ ونزح أكثر من نصف تعداد سكان في سوريا، كأكبر مصدّر للاجئين في العالم، كما تجاوز عدد قتلى الحرب السوريّة نحو نصف مليون قتيل، فضلًا عن مئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين.

 

تقبع سوريا في المرتبة 173 في حرية الصحافة من أصل 180 دولة، كما تقع في قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم مع وجود أكثر من 90% من سكانها تحت خط الفقر. كذلك تُعد من أكثر دول العالم خطرًا، فضلًا عن الكارثة البيئيّة التي تنتظرها.



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image