شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
سبوتنيك الروسي يعيد نبض الشارع الجزائري

سبوتنيك الروسي يعيد نبض الشارع الجزائري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 15 فبراير 202101:14 م

دَهَم فيروس كورونا العالم بأسره ليوقف أنشطه ويعطل مصالح، ويلغي خططاً ومشاريع. تأثر الجميع  به وتمنوا زواله.

والجزائر مثلها مثل جميع بلدان الأرض، ضاقت به ذرعاً وتاق شعبها للخلاص منه. إلا أنها تتفرد بسبب خاص، ألا وهو حلم الثائرين فيها بعودة حراكهم، الحراك الذي أوقفه الوباء اللعين.

 "سأخرج إلى الشارع مطالباً بالإصلاح متى أتيح لي ذلك" هكذا يبدأ مراد سمان عامل البناء الثلاثيني حديثه مع رصيف22 قبل أن يستطرد شارحاً: لا أرفض أي خطوة تسعى إلى إصلاح الوضع العام، خاصة أن مطالب الحراك التي خرجنا لأجلها في  فبراير/شباط 2019 لم تتحقق كما كنا نصبوا".

أما عبد الكريم بن شني فكان حديثه معنا اكثر تحديدا قائلاً: أنا أب لطفلة لم تتجاوز الخامسة، لدي اسرة وبيت ومتطلبات، وحياه تزداد صعوبة يوماً بعد يوم  في ظل ارتفاع الأسعار الناجم عن انهيار الدينار، انتظرنا كثيراً الإصلاحات التي وعدنا بها الرئيس، لكن كل شيء بات من السيىء إلى الأسوأ، لذا فعودة الحراك في هذا الظرف ضروري، لكي نعلم السلطة بأننا غير راضين تماماً بمسار الإصلاحات المزعوم" يقولها بن شني بغضب لا تخطئه عين.

استبشر الشابان خيراً بعد وصول اللقاحات الخاصة بفيروس كوفيد 19، والتي يعدّناها فرصة لهندسة العودة إلى الشارع مرة أخرى بغية تكملة مسار الحراك المطالب بالإصلاحات، الذي لولا كوفيد 19 لما توقف على حد تعبيرهما.

أرقام كورونا وانتاج اللقاح يطمئنان الشارع

بعد مفاوضات طويلة بين الجانبين الجزائري والروسي، امتدت لأكثر من شهرين، نجحت الجزائر في الحصول على 50 ألف عبوة من لقاح سبوتنيك v . وهي الخطوة التي يصفها رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية الجزائرية بالخطوة المهمة التي تجعل الجزائر أول بلد أفريقي يبدأ بتلقيح مواطنيه، على حد تعبيره، ويستطرد: "اليوم بعد قدوم اللقاح الروسي الذي يتزامن مع قدوم الدفع الثانية من لقاح استرازينيكا البريطاني ومقدارها 50 ألف عبوة. أصبحنا نتطلع الى تلقيح 40 مليون جزائري".
ووفقاً للبيانات الصادرة من اللجنة العلمية الخاصة بمتابعة الوباء، فإن الامور تتحرك صوب الاستقرار وأعداد المصابين تقل بشكل مطرد، وإن كان ذلك لم يمنع جمال فورار الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية من التأكيد على المواطنين بضرورة احترام قواعد النظافة وارتداء القناع الواقي.
يتقاطع  ذلك مع أخبار تأهب الجزائر لإنتاج اللقاح الروسي محلياً طامحة في أن تكون بوابة افريقيا للقاح سبوتنيك v الروسي وفقاً لتصريحات وزير الصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد.

معطيات الوضع الصحي في الجزائر، تنذر بأن الجزائر سوف تتجه قريباً نحو العودة إلى الحياة الطبيعية، خاصة بعد تعليمات الحكومة برفع الحجر عن عدد من الولايات والقطاعات كالسياحة والأنشطة الرياضية وأماكن الترفيه والتسلية.
مع اقتراب زوال شبح الموت الجاثم مع الوباء الجديد، بدأ النشطاء في الحديث عن استئناف رحلة الحراك التي توقفت بفعل الجائحة، وذلك تزامناً مع إحياء ذكراه الثانية في 22 فبراير/شباط

سبوتنيك v وذكرى الحراك الشعبي الثانية

المفارقة أن تلقيح مئة ألف جزائري ضد فيروس كورونا، أتى متزامناً مع إحياء الذكرى الثانية لانطلاق الحراك الجزائري في 22 فبراير /شباط 2019، والذي أنهى عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وزج بكبار وزرائه  في السجون. وهو ما اعتبر نصراً مظفراً حينها، ومع الوقت تبين أن الاوضاع الاقتصادية لم تتحسن، بل على العكس ساءت. وهو ما جعل الأصوات الغاضبة تتعالى من جديد، الاصوات التي أوقفتها الجائحة.
ومع اقتراب زوال شبح الموت الجاثم مع الوباء الجديد، بدأ النشطاء في الحديث عن استئناف رحلة الحراك التي توقفت بفعل الجائحة، وذلك تزامناً مع إحياء ذكراه الثانية في 22 فبراير/شباط. 
فوفقاً لوثيقة المؤتمر الوطني للحراك الشعبي، التي أسسها ناشطون سياسيون وأسماء فنية، فإن أصحاب المبادرة قد قاموا بالخطوة الجديدة "لتصحيح كل المشاريع" التي أطلقها ناشطون آخرون في وقت سابق، واصفين إياها بـ"السطحية التي لا تعبر عن آمال الشعب الجزائري في التغيير" وتوعدوا بالمحافظة على الشعارات الأساسية التي رفعت في مسيرات الحراك الشعبي منذ انطلاقه شهر فبراير/شباط 2019، والمتمثلة في "يا حنا يا نتوما" و "مدنية ماشي عسكرية". وأكد الموقعون على الوثيقة عدم الخروج عن نطاق السلمية. 
وفي الوقت الذي يعتبر النشطاء والغاضبون أن قدوم اللقاح والسيطرة على الجائحة فرصه لاستكمال المسيرة العسيرة، يقف آخرون على الضفة المقابلة رافضين الخروج مرة ثانية إلى الشارع، خوفاً من انزلاقات قد تقود البلاد إلى الفوضى والعنف.
عبد الحفيظ والي، التاجر بمدينة سطيف يتحدث الى رصيف22 عن مخاوفه من تلك الدعوات: "تحريك الشارع مرة ثانية، ليس في صالح الجزائر والجزائريين، فهناك أطراف تترصد تحركات المواطنين لبث الفوضى والعنف". ويردف: "فلندع السلطة تواصل مجهودها من أجل بناء الجزائر الجديدة، فالوقت الذي قضاه الرئيس عبد المجيد تبون على رأس الدولة، غير كاف للتقييم كونه جاء على أنقاض النظام السابق ومخلفاته الكبيرة، وكذا جائحة كورونا التي لم تسمح لأي دولة إعادة ترتيب اقتصادها".
أما نوارة حارش، أستاذة التعليم الإعدادي، فتعبر عن استيائها من تلك الدعوات قائلة: "ماذا يريدون تحديداً، لا أفهم! الحراك سابقاً خرج من أجل فتح مرحلة بناء جديدة، وها نحن بصددها الآن، علينا مرافقة السلطة بدل التشويش عليها".
بين مستبشر بقرب زوال الجائحة، وبطامح في النزول للشارع مرة أخرى، يقف الجزائريون في المنتصف يعتريهم القلق والترقب مما ستجلبه لهم ذكرى إحياء الحراك الثانية، المدعومة تلك المرة باللقاح الروسي

شعارات معادية وراءها "النظام السابق"

على الجانب الرسمي، صرح عمار بلحيمر وزير الاتصال في حواره مع جريدة "لو سوار" بأن الحراك الشعبي بات مخترقاً من مجهولين، ويهدف إلى خلق البلبلة وزعزعة استقرار البلد. وحذر من بقايا النظام السابق، التي "تعمل على التحريض على العصيان المدني والفوضى واللجوء إلى العنف، آملة من خلال هذه الأعمال إلى الرجوع إلى الحكم"، على حد تعبيره 
واختتم المتحدث الرسمي: "هذا المزيج المضاد للثورة الذي يجمع الشيء بنقيضه، بتمويل وتعليمات من دوائر نظامية وغير نظامية لقوى أجنبية، تعمل بلا هوادة على التحريض على العصيان المدني والفوضى واللجوء إلى العنف"
بين مستبشر بقرب زوال الجائحة، وبطامح في النزول للشارع مرة أخرى، يقف الجزائريون في المنتصف يعتريهم القلق والترقب مما ستجلبه لهم ذكرى إحياء الحراك الثانية، المدعومة تلك المرة باللقاح الروسي. 

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard