شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"الدبلوماسية الناعمة"... وحدة إسرائيل لـ"سحر" الشباب العرب عبر السوشال ميديا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الاثنين 1 فبراير 202104:32 م

تزامناً مع الجهود الدبلوماسية لإتمام اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع عدد من الدول العربية، كانت إسرائيل غارقة في تعزيز جهود التأثير التي تمارسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاجتذاب أكبر عدد من الشباب العرب والسيطرة عليهم. فنشرت مجموعة من نخبة مؤثريها عبر السوشال ميديا - تحديداً أولئك الذين يجيدون العربية والفارسية بطلاقة - لبناء صداقات مع الشباب في الدول العربية والإسلامية وتحذيرهم من التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها في الشرق الأوسط.


انطلاقاً من مخبأ رقمي داخل مقر الشؤون الخارجية للحكومة الإسرائيلي، يعمل فريق الشباب المتعددي اللغات الذين جمعوا ملايين المتابعين العرب على منصات مهمة وشعبية في العالم العربي مثل فيسبوك وانستغرام وتويتر.


دعاية لإسرائيل وتحريض ضد إيران

عقب معاهدات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، زادت وحدة التواصل الاجتماعي الإسرائيلية نشاطها بنسبة 20%، وحصدت أكثر من 800 مليون مشاهدة خلال عام 2020، وهو الرقم الذي يقترب من ضعفَيْ ما حققته عام 2019.


تبعاً للتفاؤل الذي أشاعته اتفاقيات أبراهام بشأن التعايش بين اليهود والمسلمين في المنطقة، ركزت وحدة التأثير الاجتماعي الإلكتروني الإسرائيلية على نشر صور ومقاطع من مناسبات رسمية وخاصة تجمع إسرائيليين وعرباً في إسرائيل أو داخل البلدان المطبعة، مع عبارات ساحرة عن الارتياح والاحترام المتبادل وغيرهما من المزاعم.


في حين أن هدف هذه الوحدة بالأساس الترويج لإسرائيل، وتصوير أن زيارتها والتعامل مع مواطنيها على أنهم أصدقاء وليسوا أعداءً كما درج العرب ونشأوا، في ظل اغتصابها للأراضي الفلسطينية وجرائمها الاحتلالية في عدة بلدان بالمنطقة، تُنشَر القوة الناعمة الإسرائيلية لتعريف العرب بوجهات النظر الإسرائيلية بشأن القضايا الأمنية الرئيسية، مثل التهديد الذي يشكله النظام الإيراني ووكلاؤه في المنطقة.


أنجح أداة من أدوات هذه الوحدة الإسرائيلية حتى الآن هي "إسرائيل بالعربية" التي أعجب بها 2.8 مليون شخص عبر فيسبوك، ويتابعها أكثر من 400 ألف عبر تويتر، و144 ألفاً على انستغرام.

"أكثر من 800 مليون مشاهَدة خلال 2020"... الشباب العربي "صيد ثمين" لوحدة التأثير الاجتماعي الإلكترونية الإسرائيلية بعد اتفاقيات أبراهام. إليكم كيف تعمل هذه الوحدة على "سحر" جمهورها العربي

في منشور حديث حظي بأكثر من 6000 "إعجاب"، ظهرت مجموعة مبتهجة من العرب، فيها شابة ترتدي حجاباً، بينما يتناول شبّان ورجال الطعام في أحد مطاعم دبي مع السياح الإسرائيليين، مع تعليق: "لغاتنا تختلف وأصولنا متنوعة لكننا جميعاً بشر".


منشور آخر على انستغرام للمؤثرة الإسرائيلية سابير ليفي تضمّن صوراً لها وهي تحمل العلم الإسرائيلي وأعلام دول عربية أخرى، بالإضافة إلى صور أطباق إسرائيلية شهيرة. وعبر تويتر، نُشر مقطع مصور لليفي هدفه تعليم "كلمات عبرية تتعلق بالسلام".



لكن هذا ليس سوى عنوان لحسابات التأثير الإسرائيلية التي تبث محتوى مشحوناً سياسياً ضمن منشورات الطعام والأماكن السياحية والترويج لإسرائيل كذباً كوجهة تحترم حقوق الإنسان والتنوع الديني والثقافي.


في منشور عبر "إسرائيل تتكلم بالعربية" عبر فيسبوك، في وقت سابق هذا الشهر، نُشر: "هكذا تهاوت الدول التي تدخلت فيها إيران: سوريا ولبنان والعراق واليمن. زرعت فيها إيران الضغينة وحرّضت على الطائفية ودمرت أبناءها! حيال المشهد المؤسف تقف أبراج الخليج وإسرائيل شامخة على طريق التطور والازدهار".


أُرفق المنشور بمجموعة من الصور البراقة من السعودية والإمارات، ومجموعة أخرى من صور الأنقاض في البلدان التي يمارس فيها وكلاء إيران نفوذاً، مثل سوريا والعراق، مع التحذير من أن "هذه هي النتيجة في دول تتدخل فيها إيران". 


في موازاة ذلك، تُدير الوحدة الإسرائيلية قنوات تواصل اجتماعي فارسية يتابعها نحو مليون مستخدم في إيران. عن طبيعة عمل الحسابات الفارسية، أوضح يفتاح كورييل، رئيس الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية، أنهم - أي الإسرائيليون - يريدون أن يُظهروا للإيرانيين أنهم "ليسوا أعداءً لإسرائيل" بل أن هناك تعاطفاً إسرائيلياً واسع النطاق مع أولئك الذين يعانون الخراب الاقتصادي والقمع في ظل النظام الإيراني.


وفيما ينصب الجزء الأكبر من إنتاج الوحدة على دول الخليج، وبشكل متزايد على المغرب الذي طبّع أخيراً، تبذل الوحدة جهوداً أيضاً لجذب الفلسطينيين في الضفة الغربية.


"نقطة تحول كبيرة"

في تصريح لصحيفة "تلغراف" البريطانية، أقر يوناتان جونين (34 عاماً)، رئيس فريق اللغة العربية في وحدة التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، بأن الوحدة تمثل "نقطة تحول كبيرة"، مضيفاً أن عملها عبر الإنترنت "وضع بعض الأسس لاتفاقات السلام" الأخيرة.


وزاد: "لولا وسائل التواصل الاجتماعي لما تمكنا من الوصول إلى مثل هذا الجمهور الكبير في العالم العربي لأن إسرائيل ليس لديها علاقات رسمية مع معظم الدول العربية، ومعظم وسائل الإعلام العربية معادية جداً لنا".


عن الرسائل السياسية في منشورات منصات وحدة التأثير، قال جونين: "لا يمكننا نشر محتوى عن الفلافل فقط"، متابعاً: "لذلك نحن نجمع بين المحتوى الناعم والمحتوى الدبلوماسي السياسي. نريد أن نُظهر للعالم العربي أن لدينا تحدياً مشتركاً، ليس فقط ضد النظام الإيراني ولكن أيضاً في التنمية الإقليمية".

تستهدف الفلسطينيين والإيرانيين أيضاً... إسرائيل تنشر نخبة من أفضل مؤثّريها الذين يجيدون العربية والفارسية لبناء صداقات مع الشباب في الدول العربية والإسلامية والتحريض ضد النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة بالتزامن مع اتفاقيات أبراهام

اللافت أن قُرابة ثلث متابعي "إسرائيل بالعربية" عبر تويتر هم من السعودية، أقوى دولة خليجية التي لم تطبع بعد علاقاتها علناً مع تل أبيب. ويعتبر البعض أن هذا الاهتمام من السعوديين بالمنصة الإسرائيلية قد يؤشر لقرب و/ أو إمكانية تطبيع العلاقات قريباً بين البلدين.


بمَ ينبهر العرب أكثر؟

يقول جونين إن أكثر الرسائل الخاصة التي وردت من المستخدمين العرب كانت بعد الترويج لقصة إخبارية عن علماء إسرائيليين يعيدون نظر رجل بقرنية اصطناعية.


ويتابع: "يريد الناس معرفة سبب نجاح إسرائيل، فهم فضوليون حيال ذلك"، مشيراً إلى أن غالبية الرسائل جاءت من عرب مكفوفين رغبوا في تلقي نفس العلاج.


على الرغم مما سبق، ليست كل التعليقات على قنوات التأثير الإسرائيلية إيجابية، إذ ينتقد عدد كبير من المعلقين العرب ممارسات الاحتلال الوحشية ضد الفلسطينيين.


لهذا يأمل جونين أن تجذب هذه الدبلوماسية الناعمة بعض العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتمنحهم تواصلاً مباشراً مع "رجل الشارع" الصعب المنال.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard