شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"حملة ضغط بقيادة الدولة"... دعوات إلى حماية فنان تونسي مطبّع بعد تهديدات بقتله

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 28 ديسمبر 202001:16 م

لم يهدأ الهجوم على الفنان التونسي نعمان الشعري بعد أكثر من أسبوعين على إطلاق أغنيته مع مغنٍ إسرائيلي في دعوة إلى "سلام بين الجيران"، في إشارة لا تحتمل اللبس إلى التطبيع مع إسرائيل.  


مساء 27 كانون الأول/ ديسمبر، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الشعري يتعرض لـ"حملة ضغط بقيادة الدولة"، مبرزةً ردود الفعل الشديدة ضده داخل تونس، بما في ذلك طرده من وظيفته في محطة تلفزيونية حكومية وتهديدات بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي.


أنتج الأغنية ما يُعرف بـ"المجلس العربي للتكامل الإقليمي"، وهو مبادرة باسم عربي انطلقت العام الماضي بهدف "محاربة المحرمات التي تمنع التعامل مع إسرائيل"، وقد أطلق "أول إنتاج فني" له معرفاً عنه بأنه نتاج تعاون "يمني تونسي إسرائيلي غير مسبوق".


ضغوط ومطالبات بحمايته

لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المجلس "يمارس الضغط على الولايات المتحدة وفرنسا لإصدار قوانين تحمي أولئك الذين تتعرض حياتهم للتهديد بسبب التطبيع مع الإسرائيليين". كما نقلت عن جوزيف براود، مؤسس مركز اتصالات السلام، الذي يدعم المجلس، قوله: "لقد استهدفت السلطات التونسية مصدر رزق الشعري. تسببت ضغوط من مسؤول كبير في فصله من وظيفته، وأجبرت ضغوط مؤسسية عملاءه الخاصين على تركه. هذه حملة لتدميره".

يتعرض لـ"حملة ضغط بقيادة الدولة"... صحيفة إسرائيلية تتحدث عن ضغوط على أمريكا وفرنسا لحماية المجاهرين بالتطبيع في البلدان العربية من نبذ الشعوب بعد تهديدات بالقتل لتونسي غنّى مع إسرائيلي 

ولم يفت الصحيفة أن تشير إلى تغريدة للسيناتور الأمريكي تيد كروز قبل يومين قال فيها: "ما يحدث في تونس لنعمان الشعري مقلق للغاية. يتّحد المشترعون الأمريكيون في دعم التعايش عبر المنطقة بين اليهود والعرب"، وحث السلطات التونسية على تكثيف جهود حماية دعوات السلام ووقف الهجمات ضد الشعري.


على الرغم من موجة التطبيع المتسارع الذي أدى إلى إقامة علاقات دافئة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، آخرها المغرب، المجاور لتونس، تبدو القضية الفلسطينية "خطاً أحمر" لدى التونسيين وفق ما أكده مسؤولون ومواطنون في معرض تعليقهم على اتفاقات التطبيع الأخيرة. أكد رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي، هذا الشهر، أن بلاده ليست معنية بالاعتراف بإسرائيل، مشدداً على أن إقامة علاقات مع دولة الاحتلال "ليست على جدول الأعمال".


أما رئيس الدولة، قيس سعيد، فهو معروف بآرائه المتشددة بشأن التطبيع، وكان قد وصف إقامة علاقات مع إسرائيل بـ"الخيانة" في بيان له عام 2019.


"لم أخن القضية"

بالعودة إلى العمل الذي أثار الجدل، فهو يحمل اسم "قصيدة سلام الجيران"، وقد شاركه فيه المغني الإسرائيلي زيف يحزقيل. وقد صورت مشاهده بالتزامن بين مقهى فيروز في يافا في فلسطين المحتلة، ومقهى الشرقي في سيدي بوسعيد بتونس، مع لقطات من دول عربية أخرى بينها مصر. أما مؤلف الأغنية فهو فنان يمني طلب عدم الكشف عن هويته حفاظاً على سلامته، إذ يعيش في منطقة تسيطر عليها مليشيات الحوثي الموالية لإيران.


في مطلع الأغنية، يقول الشعري: "أنا عربي عاشق أوطاني مؤمن بجميع الأديان تواق لبناء كيان وتعيد بنائي الأضغان. أنا عربي ولديّ آمال لتصالح بين الجيران"، فيرد الإسرائيلي: "أنا يهودي، التوراة كتابي، من نسل خليل الرحمن، تاريخي يوضح أنسابي، قد أخبر عني التبيان (القرآن). أنا كتابي (من أهل الكتاب) أدعو أصحابي لتصالح بين الجيران".   

"قمت بالغناء مع عراقي من أم مغربية يحمل الجنسية الإسرائيلية" و"لم أخن قط القضية الفلسطينية... أنا أدعو إلى السلام بين الأديان فقط"... بهذه الكلمات برر التونسي نعمان الشعري غناءه مع إسرائيلي في دعوة إلى "السلام بين الجيران"

رداً على الانتقادات، قال الشعري في تصريحات لإذاعة موزاييك إف إم المحلية إنه غنى مع مطرب "عراقي من أم مغربية يعيش في إسرائيل ويحمل كما اليهود والمسلمين الذين يعيشون في إسرائيل الجنسية الإسرائيلية"، مبرزاً أنه عضو فاعل في المجلس العربي للتكامل الإقليمي.



وزعم الشعري أن هدفه من الانضمام إلى المجلس وأداء الأغنية كان محاولة الدعوة إلى "السلام والتسامح بين الأديان" وخاصة الإسلام واليهودية لأنها "ديما فيها مشاكل"، وذلك "بعيداً عن السياسة". وشدد في تصريحات تلفزيونية: " لم أغن لإسرائيل… لم أخن القضية الفلسطينية قط... أردت أن أقوم بمشروع سلام بين الأديان".


وعن رأيه في "التطبيع"، قال: "أنا التطبيع هذاي ما نشوفوش حاجة لأن العلاقات بين البشر طبيعية معناها"، مضيفاً أن التطبيع السياسي يُسأل عنه الساسة والمسؤولون عن السياسة الخارجية للبلاد فقط. كما دافع عن حقه في الغناء مع إسرائيلي كونه يعيش "في بلد الحرية والديمقراطية".


وفيما ادعى أنه لم يتقاضَ أي مقابل عن هذا العمل الفني، أوضح الشعري أنه سبق أن زار فلسطين ودخل مناطق خاضعة لسيطرة إسرائيل مثل بلدة كفر قاسم، لأداء حفلات إنشاد قال إن جمهوره فيها كانوا من "عرب 48" وهي تسمية يرفضها الفلسطينيون الذين يعيشون في الداخل المحتل.


يشار إلى أن معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (MEMRI)، وهو مؤسسة مراقبة إعلامية صهيونية غير ربحية مقرها واشنطن، كان أول من أشار إلى القصة في 23 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. وكان المعهد قد فصّل ردود الفعل التي تنادي بنبذ الشعري بل بمحاكمته وطرده من البلاد أو حتى إعدامه بوصفه "الخائن" والمتعاون مع "الكيان الصهيوني"، كما لفت إلى بعض ردود الفعل المتضامنة معه بوجه دعوات الكراهية والعنف وما وصف بأنه "حملة تشهير".


والشعري ليس أول فنان عربي يجاهر بالتطبيع مع إسرائيليين، سواء بالغناء أو مجرد الظهور. أدى عدد من الفنانين الإماراتيين أغاني مشتركة مع إسرائيليين منذ توقيع اتفاق سلام بين بلدهم وتل أبيب منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي. لكن المصري محمد رمضان تعرض لهجوم شديد ووقف عن العمل عقب ظهوره في حفل فني حضره إسرائيليون في دبي والتقاطه صوراً مع بعضهم. كما يخضع لتحقيقات على خلفية الأمر نفسه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard