فصول الحكاية بدأت مساء 21 تشرين الثاني/نوفمبر حين نشر حساب "إسرائيل بالعربية" صورة للمثل المصري محمد رمضان وهو يُعانق المُطرب الإسرائيلي عومير آدم خلال وجودهما في دبي. وبعد ساعات قليلة، نشر الحساب نفسه صورة أخرى لرمضان، باللباس عينه، إلى جانب لاعب مُنتخب إسرائيل لكُرة القدم ضياء سبع.
انتشرت صور رمضان هذه مثل النار في الهشيم، ووُصف بسببها بـ"المُطبّع"، وهو ما دفعه إلى نشر فيديو من مطار دبي الدولي بين جمهوره، موضحاً أنه لا يستطيع أن يسأل من يرغب بالتقاط صورة معه عن "هويته ولونه وجنسيته ودينه"، مؤكداً: "قال تعالى لكم دينكم ولي دين".
وعقب هذا التعليق، تبيّن أن الأمر لا يقتصر على صورتين مع مُعجبين، وإنما انتشر فيديو يوضح أن رمضان كان في حفل يضم عدداً من الإسرائيليين مع خلفية لأغانٍ إسرائيلية.
وبعد يومين من تصاعد القصة، أصدر اتحاد النقابات الفنية عقب اجتماع طارئ قراراً بوقف عضو نقابة المهن التمثيلية إلى حين التحقيق معه، على أن يكون التحقيق في الأسبوع الأول من كانون الأول/ديسمبر، بسبب وجوده خارج مصر.
وجاء في بيان سابق صدر عن نقابة المهن التمثيلية برئاسة أشرف زكي أن مجلس النقابة يؤكد دعمه التام والكامل لحقوق الشعب الفلسطيني و"التزام النقابة الموقف الجمعي للفنانين المصريين وتمسكها الدائم بمواقف وقرارات اتحادات النقابات الفنية المصرية والعربية تجاه مثل هذه التصرفات".
وأضاف المجلس أن في موقفه هذا "يدرك تماماً الفرق بين المعاهدات الرسمية التي تلتزمها الحكومات العربية والموقف الشعبي والثقافي والفني من قضية التطبيع، علماً أن مجلس النقابة يحتفظ بحقه في اتخاذ ما يراه مناسباً من إجراءات وقرارات في ضوء اللوائح الداخلية والقوانين المنظمة لعمل النقابة".
كذلك أمرت نقابة الصحافيين المصرية مقاطعة أخبار محمد رمضان ومنع نشر اسمه أو صورته إلى حين انتهاء التحقيق معه، مؤكدةً أن مخالفة قرار مقاطعة رمضان ستخضع مرتكبها للمساءلة التأديبية وسيحال فوراً إلى لجنة التحقيق النقابية.
"لما الأغنية الإسرائيلية اشتغلت مش عارف المفروض كنت أسيب صحابي وأجري أعيط في الأسانسير ولا أعمل ايه؟"... محمد رمضان يرد على قرار إيقافه عن التمثيل إلى ما بعد التحقيق معه
"أجري أعيط في الأسانسير"
وبنشره صورة له بزي عسكري يحمل صفة "جندي مقاتل"، كتب رمضان تعليقاً على قرار منعه من التمثيل: "أحترم قرار النقابة، رغم توضيحي لموقفي في موضوع صورتي مع إسرائيلي وأنني لا أعلم جنسيته، ولو كنت أعلم لرفضت التصوير".
وتابع: "ثانياً المكان (مطعم) مش حفلة خاصة واشتغل أغاني عربي وانجليزي وفرنسي ولما الأغنية الإسرائيلية اشتغلت مش عارف المفروض كنت أسيب صحابي وأجري أعيط في الأسانسير ولا أعمل ايه؟!".
وأشار إلى أنه "في دولة عربية" و"الموقف جديد عليه"، مضيفاً أنه رغم توضيحه لـ"السيد النقيب"، تم إيقافه عن التمثيل في مصر. وختم منشوراً بالقول: "شكراً نقابة المهن التمثيلية... شكراً شركة الإنتاج على إلغاء مسلسلي رمضان القادم... شكراً جمهوري لعدم دعمكم لي. ثقتي في الله وحده".
وكان رمضان قد وضع علم فلسطين في واجهة حسابه على فيسبوك (Cover photo)، كما غيّر صورة حسابه على تويتر، مستبدلاً إياها بصورة له مع الكوفية الفلسطينية.
"لماذا رفع علم فلسطين وليس علم مصر؟"... جدل بشأن حضور محمد رمضان وسط إسرائيليين
"مفيش تطبيع شعبي"
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاوتت الآراء حول حضور رمضان فعالية ضمّت إسرائيليين، كما أطلق بعض روّاد التواصل الاجتماعي هاشتاغ #محمد_رمضان_صهيوني، كان من أكثر الهاشتاغات تداولاً في مصر في اليومين الماضيين.
ومما كُتب، تعليق للصحافي المصري عبد المنعم محمود، جاء فيه: "أهم شيء في موضوع صورة محمد رمضان أنه رغم شيطنة الإمارات لم يتم شرعنة التطبيع في مصر وتم رفضه وإيقاف محمد رمضان عن التمثيل في مصر ووقف مسلسله في رمضان القادم بسبب الصورة".
وجاء الردّ من الناشطة المصرية داليا: "لما الحكومة المصرية مطبعة أصلاً وزبادي وعسل مع أسرائيل شيطنة أية بس"، وهو ما دفع عبد المنعم ليقول: "الحكومة مطبعة لكن مفيش تطبيع شعبي".
وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن أزمة رمضان غير قابلة للتأجيل للشهر المقبل، وإنه من الضروري أن تسرّع نقابة المهن التمثيلية برئاسة أشرف زكي مثول رمضان أمام التحقيقات خلال 24 ساعة على الأكثر.
ولفت إلى أن رمضان في تحقيقات النقابة أمام أمرين، "إما أن يعترف بإيمانه بفكرة التطبيع مع إسرائيل وأنه لا يرى مشكلة في ذلك، وتكون النتيجة شطبه من النقابات الفنية، مثلما كان القرار مع المؤلف المسرحي الراحل علي سالم والقانون لم يتغير، حينما سافر بسيارته الخاصة إلى تل أبيب لتأكيد موقفه، أو أن يؤكد رمضان أنه لم يكن على دراية بجنسية المطرب الإسرائيلي، أو الأشخاص الذين قاموا بالتقاط صور معه، قد يشك الجمهور في هذا الكلام، وبالتأكيد لا يوجد شك يؤدي إلى إدانة، ولكن يجب أن يكون هناك يقين حتى يدان الشخص، والقواعد تؤكد منذ 40 عاماً، أن أي تطبيع مع الكيان الصهيوني يضع الشخص تحت طائلة القانون".
ومن التعليقات التي ترددت كثيراً: "محمد رمضان رفع علم فلسطين ع صفحته على فيسبوك بمحاولة اعتذار للفلسطينيين، بالوقت يلي كان لازم فيه يعتذر من مصر ومن شهداء مصر يلي سقطوا ع إيد الإسرائيلي! بس ليش رفع علم فلسطين؟ ليش مش علم مصر؟ وكأن الصراع فلسطيني إسرائيلي فقط…".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...