بعظمة تمثال بوذا الذي حطّمته قوات طالبان عام 2001 في "باميان"، تتجذر أفغانستان في التاريخ والحضارة؛ هذه الجارة التي نقرأ ما سطر جلال الدين الرومي في مدينتها "بلْخ"، نلبس حلياً مزخرفاً بفيروزها ولاجوردها القادم من "بَدَخشان"، ونستمع لأغانٍ رُكّبت على ألحان ولدت فيها دون أن نعرف، تعيش اليوم محنة طالما هربت منها؛ حاربتها لسنوات، وأخذت تحلم بمستقبل أكثر رحمة وسلاماً، لكنها لاحقتها مثل وحش ضارٍ، وبددت أحلام أولئك الفتيات والفتية الذين بدأوا حياتهم في عتمة الحروب، ووجدوا أنفسهم اليوم في نقطة بعيدة عن بريق تلك الأحلام.
هذا الملف إطلاق ضوء على ما يجري فيها اليوم وعلى ما قدّمت للتراث الإنساني من أدب وثقافة. تتنوع المقالات هنا بين الشعر والغناء والمقاربات السياسية والثقافية، من منظور عربي وأفغاني.
ردّد ذات يوم شاعر أفغاني بأن "قلبي مساحة جغرافية يسمّونها أفغانستان"، بمثل هذه الحسرة والحرقة، ننظر إلى ما يحدث اليوم، ونتأمل غداً أفضل للبلد ذي الوديان والسهول.