مجاز الجِوار، مؤانسة الغرباء في البستان المجاور
الخلق
حين كان الله
يصوغ خدّيكِ
وينسج شفتيكِ
ويشيّد قدميكِ
ألم ترتجف يداه؟
عندما يأتيكِ الموت
حبيبتي،
عندما يأتيك الموت
ليته يأتي بهيئة مرض السلّ
أو على شكل البَرد
وليس على شكل "هجوم انتحاري".
ينبغي أن يتسنى لك
أن تعيدي ذكرياتِك
وجسدك
ورحيلك
لا أن تخرجي من البيتِ بقدميكِ
ولا نجد إلا حذاءك في السوق
ولا نستطيع إيجاد يديكِ
وابتسامتكِ
ونظراتك.
يجب أن أشاهد موتك
ونفَسك الأخير
بعينيّ هاتين
أصابعي هي التي يجب أن تطبق جفنيك
وإن لم يحدث ذلك
فلن تصدّق أصابعي موتك إلى الأبد
ولن أصدّقه.
عندما يأتيك الموت، ليته يأتي بهيئة مرض السلّ، أو على شكل البرد القارس، وليس على شكل "هجوم انتحاري"... إلياس علوي في مجاز الجوار
النشوة
ليت الكُرومَ تنضج
وينتشي العالم
تتأرجح الشوارع
فتسير كتفاً إلى كتف
ينتشي رؤساء الجمهورية والشحادين
والحدود
يستطيع محمّد علي أن يرى أمه بعد 17 عاماً
وتلمس آمنة تجاعيد جبين طفلها بعد 17 عاماً.
ليت الكرومَ تنضج
فيلفظ نهر "امودريا" أجمل أبنائه
وتحرّر جبال هندوكوش بناتِها
وللحظة
تنسى البندقيات ان تفترس
وتنسى السكاكين
أن تقطع
والأقلام تكتب "النارَ"،
"وقفَ النار".
ليت الجبال تلتقي
ويمسك البحر السماءَ
يسرق قمرَها
والنمور تدخل الحانات برفقة الغزلان.
النشوة تتسرّب إلى الأشياء
والشبابيك تكسر الجدران
وأنتِ
بينماى تقبّلين حبيبَكِ
تتذكرينني.
اشربي معي
نخبَ الكُروم المفعمة.
حين كان الله يصوغ خدّيكِ، وينسج شفتيكِ، ويشيّد قدميكِ، ألم ترتجف يداه؟... إلياس علوي في مجاز الجوار
زهرة الزعفران
زهرة الزعفران، زهرة الزعفران
وحدكِ أنتِ والنّحل تفهمان حالتي
لا أحد يريدنا لأنفسنا
أنا أحتمل كلّ شيء
إلا أن قدميّ تعاندان أحياناً.
الأحصنة الحزينة في رأسي لا تهدأ
ويداي تسألان طوال الوقت:
متى إذاً؟ ومن؟ وأين؟
زهرة الزعفران
أتحدث إليك
أنتِ التي لا تسألين أيّ شيء
أنا أحتمل
لكنني أتساءل أحياناً:
كم شخصاً سيبقى في صوري
حين أرفع النقاب عن وجهي؟
زهرة الزعفران، زهرة الزعفران
كم مرة نعيش
لنحتمل كلّ هذا الموت؟
وأنتِ نائمة
مستلقياً على السرير
أرى في السقف
مرآةً تشتعل.
نائمة أنتِ
نائمة بحجم سلسلة جبال إيفرست
ونائمة بحجم جبال هندوكُش
ونائمة بحجم المياه الهادئة
أنت نائمة
والنهر نائم
أشجار الصنوبر خلف الشباك نائمة
والعصافير صامتة احتراماً لذلك.
أنتِ نائمة
أصابعي تواصل التحديق في وجنتيكِ
دون أن تستطيع الدنوّ.
ما هذا؟:
أستطيع أن ألمسك
ولا أستطيع أن ألمسك!
حبيبتي!
لدي إيمان بمرارة هذه العلاقة،
نحن نمارس الحبّ بين ضجيج الأصوات والناس
نمارس الحبَّ بالنظرات.
ولد إلياس علَوي عام 1982 في أفغانستان، وإثر الحرب هاجر برفقة أسرته إلى إيران في السادسة من عمره. ثم عاد إلى أفغانستان عام 2006، ويقيم حالياً في أستراليا. إلى جانب الشعر، يرسم إلياس أيضاً، وفي مدونته الخاصة كتب معرّفاً عن نفسه: "أكتب الشعر قليلاً، أخربش قليلاً، وأنام كثيراً. أهمّ ما في حياتي الفوضوية: الشاي الأخضر بالقرنفل، أمي، وأصدقائي". مما صدر له: "أنا ذئبٌ حالم"، و"بعض الجروح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون