تسبب طرد طفليَن متسوليَن من أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة البحيرة الراقية في العاصمة تونس، بسبب "رائحتهما" ومظهرهما المتواضع، بحالة غضب واسعة بين التونسيين الذين اعتبروا أن هذه الحادثة "تعدٍّ على الطفولة" و"عنصرية مفرطة" ضد الفقراء.
وخلال حلقة برنامج بنة الأف إم، روت فتاة تونسية تدعى ميساء قصة طرد طفلين مشردين من مطعم شهير بالعاصمة بعدما عطف عليهما شاب وخطيبته ودَعَواهما إلى تناول وجبة الإفطار معهما أمس الاثنين.
غضب واستنكار
وأوضحت الفتاة أن صاحب المطعم ومعه عاملة منعا الطفلين، الذين كانا بانتظار إحضار الطعام، من البقاء داخل المطعم بحجة أن "مظهرهما غير لائق ورائحتهما كريهة" ولا يناسبان فخامة المكان ورقي رواده.
وأكدت الشابة التونسية أن العاملين في المطعم لم يستحسنوا وجود الطفلين ورفضوا تقديم الطعام لهما، قبل أن يتدخل صاحب المكان ويطلب "إطعامهما خارج المطعم" متذرعاً بأن بعض الزبائن انزعجوا من وجودهما.
بعد ذلك، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورةً تظهر لحظة تدخل المسؤول عن المطعم لطرد الطفلين مع تعليقات عديدة غاضبة من تونسيين أطلقوا حملة لمقاطعة المطعم.
ووصفت غالبية التعليقات تصرف المطعم بـ "غير الإنساني" و"العنصري"، وعدته من باب "الاعتداء على الطفولة". كما استنكر كثيرون "الموقف السلبي لرواد المطعم الذين لم يتدخلوا لمنع طرد الطفلين".
ونقلت قناة "العربية" عن الناشطة التونسية هدى الطرابلسي تعليقها على الحادثة بالقول "قاطعوا هذا المطعم الذي تعرض فيه طفلان للإهانة بسبب الفقر والحاجة، ولأن مظهرهما لا يليق بفخامته" مردفةً "أستغرب من هؤلاء الذين شاهدوا هذه الحادثة دون أن يحركوا ساكناً.. كيف أصبحنا؟".
المطعم يُكذِب ويدافع
من جهته، رد المطعم في بيان موضحاً أن "الطفلين لم تتم معاملتهما بطريقة سيئة"، لافتاً إلى أنهما "معروفان لدى العاملين في المطعم ويترددان إليه بصفة مستمرة، ويُمنحان الطعام والمساعدة اللازمة" دون تذمر على حد قول إدارة المطعم في بيانها.
أوضحت الشاهدة أن صاحب المطعم ومعه عاملة منعا الطفلين، الذين كانا بانتظار إحضار الطعام، من البقاء داخل المطعم بحجة أن "مظهرهما غير لائق ورائحتهما كريهة" ولا يناسبان فخامة المكان ورقي رواده.
"قاطعوا هذا المطعم الذي تعرض فيه طفلان للإهانة بسبب الفقر والحاجة، ولأن مظهرهما لا يليق بفخامته"، هكذا دعت ناشطة تونسية مواطنيها رداً على طرد طفلين فقيرين من مطعم.
وأشار المطعم إلى أن الموقف لم يخلُ من سوء فهم، إذ كان الشخصان اللذان دعَوَا الطفلين إلى الجلوس ومشاركتهما الطعام، في طاولة محجوزة وطلب منهما المسؤول عن المطعم تغيير المكان برفقة الطفلين، ولم يتم منعهما من تناول الطعام" كما أشيع.
وتحدث صاحب المطعم، في مداخلة مع برنامج أحلى صباح على إذاعة موزييك إف إم المحلية، معرباً عن انزعاجه من "الهجوم الشديد ضد المطعم والتعرض له بالشتائم القاسية" دون تبيان الحقيقة.
واتهم صاحب المطعم الفتاة التي روجت للقصة وتساءل عن عدم توثيقها لانتقال الأطفال لطاولة أخرى وتناول فطورهما بكل ترحاب، معتبراً أن البعض أراد فقط "ركوب الموجة" وإثارة الضجة على حد قوله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون