الحصول على الغذاء حق من حقوق الإنسان مثلما تقول المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان، كذلك تأمين الغذاء الكافي هو حق أساسي للأطفال في العالم. لكن الصراعات المسلحة وشح الموارد المائية وصعوبة الوصول إلى الغذاء تضع الطفولة في العالم بين فكي كماشة الجوع أو سوء التغذية.
لبحث إشكالية توفير الوجبات الغذائية للأطفال في المدرسة وخارجها، عُقد في تونس حالياً وعلى امتداد خمسة أيام، المنتدى العالمي لتغذية الطفل في دورته العشرين، وهي المرة الأولى التي يُعقد في دولة عربية، ويعد أكبر مؤتمر دولي حول التغذية.
تنظم المنتدى المؤسسةُ العالمية لتغذية الطفل ومركز التميز لمكافحة الجوع التابع لبرنامج الأغذية العالمي، وتحضره شخصيات دولية من خمسين بلداً، من بينها نائب رئيس نيجيريا وأكثر من 20 وزير تربية وتعليم، والمدير التنفيذي لبرنامج التغذية العالمي وممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، والاتحاد الإفريقي وممثلون عن الشركات الكبرى العاملة في مجالات تغذية الأطفال.
الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر يتمثل في تبادل التجارب والخبرات وتقديم المساعدات التقنية ودعم البلدان التي تسعى إلى تنفيذ برامج التغذية المدرسية.
رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، قال إنّ المنتدى محطة دولية وفرصة مهمة لمناقشة الملفات المرتبطة بتغذية الأطفال، خصوصاً التغذية المدرسية، مضيفاً أن اختيار تونس لاستضافة هذا المنتدى مهم جداً في تقديم المساعدات الإنسانية للفئات الهشة والضعيفة، وتطوير البرامج وخدمة المؤسسات التربوية، مذكراً بمعدلات التمدرس العالية في تونس، والتي تقارب المئة في المئة.
لكن على عكس تونس، تعاني دول عربية عدة من انتشار الأمية بين الأطفال، ومنها مصر التي تعاني تسرب التلاميذ من المدارس واتجاههم للعمل لمساعدة أهاليهم. لكن أطفال اليمن وسوريا والعراق الذين تسببت النزاعات المسلحة في بلادهم في خفض حصصهم من الغذاء، وأحياناً انعدامها تماماً هم أكثر أطفال العرب هشاشة. في اليمن تهدد المجاعة مليون طفل من أصل 13 مليون يمني يعانون المجاعة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقريره في أكتوبر 2018 بأن تكلفة الغذاء "أصبحت مرتفعة أكثر من أي وقت مضى" خصوصاً في البلاد التي تعاني من صراعات، أو تلك التي هي عرضة لعدم الاستقرار السياسي، وفي العديد من الدول يقضي الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية على أمل الملايين في الحصول على وجبة غذاء مفيدة.
هذا يعني أن حق الطفل في الغذاء مهدد، إذ أصبح أكثر كلفة، وهذا ما يجعل من الوجبة الغذائية المقدمة للطفل في المناطق الفقيرة أو التي تشهد نزاعات تقل من حيث القيمة الغذائية أو تنعدم.
أول بنك غذائي مدرسي في تونس
تزامناً مع انعقاد المؤتمر، أطلقت تونس الأحد أوّل بنك غذائي مدرسي بهدف تحسين نوعية الوجبة المدرسية بدعم مالي من الحكومة والخواص والمجتمع المدني، في مسعى لمواجهة مشاكل التزويد التي تواجهها المطاعم المدرسية. وبحسب إحصاءات تونسية رسمية يوجد في تونس نحو 350 ألف تلميذ معني بالوجبات المدرسية بين التعليم الثانوي والابتدائي، ويوجد 2000 مطعم مدرسي، و330 مبيتاً للتلاميذ، وفي السابق، كانت الدولة تخصص 24 مليون دينار للمطاعم المدرسية. لكن في ميزانية 2019، سيتم تخصيص 48 مليوناً مع الحرص على المزيد من الشفافية والمراقبة والحد من التجاوزات التي لم يعد مسموحاً بها في ما يتعلق بالغذاء المدرسي حسب ما يقول المسؤولون. وسيقوم المشاركون في المنتدى في 23 أكتوبر، بزيارة المدارس والبنك الغذائي للاطلاع مباشرة على برامج تونس للتغذية المدرسية، الذي يشمل 260 ألف طفل في 2500 مدرسة.تأمين الغذاء الكافي هو حق أساسي للأطفال في العالم، ولكن الصراعات المسلحة وشح الموارد المائية وصعوبة الوصول إلى الغذاء تضع الطفولة في العالم بين فكي كماشة الجوع أو سوء التغذية.
تزامناً مع انعقاد المؤتمر، أطلقت تونس الأحد أوّل بنك غذائي مدرسي بهدف تحسين نوعية الوجبة المدرسية بدعم مالي من الحكومة والخواص والمجتمع المدني، في مسعى لمواجهة مشاكل التزويد التي تواجهها المطاعم المدرسية.
تؤكد إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نقص التغذية هو سبب وفاة 45% من وفيات الأطفال. علماً أن المواثيق والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية حقوق الطفل تؤكد أنّ "لكل رضيع ولكل طفل الحق في تغذية جيدة".
نقص التغذية وراء وفاة 45% من الأطفال
تؤكد إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نقص التغذية هو سبب وفاة 45% من وفيات الأطفال. علماً أن المواثيق والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية حقوق الطفل تؤكد أنّ "لكل رضيع ولكل طفل الحق في تغذية جيدة". كما أن هناك نحو 40% فقط من الرضّع من الفئة العمرية 0-6 أشهر يُغذون عن طريق الرضاعة الطبيعية. وفي المقابل لا يتلقى إلاّ القليل من الأطفال الأغذية التكميلية المأمونة والمناسبة من الناحية الصحية. وفي كثير من البلدان، فإن أقل من ربع الأطفال من الفئة العمرية 6-23 شهراً ممّن يرضعون لبن أمهاتهم يستوفون المعايير الخاصة بتنويع النظام الغذائي وتوافر التغذية المناسبة لأعمارهم. يمثل المنتدى العالمي السنوي لتغذية الطفل نقطة أمل بإنقاذ آلاف الأطفال الذين يموتون سنوياً بسبب نقص التغذية. فهل يحدث ذلك؟ نتمنىرصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...