تحذير: سيجارتكِ أو أرجيلتكِ سيدتي قد تحرمكِ حضانة أطفالكِ.

ليست مزحة بل قضية تشريعية مستحدثة سببت اليومين جدلاً واسعاً في الكويت بعد تحذيرات أطلقتها مجموعة من المحامين الكويتيين للأمهات بأن "تدخينَ الأمهات الشيشة والسجائر” سببٌ يكفي لإسقاط حقوقهن في حضانة أبنائهن.

ونقلت عدة مواقع إخبارية وحسابات قانونية كويتية عن محامين كويتيين تحذيرات للأمهات المنفصلات والمطلقات من أن ظهورهن في المقاهي يدخنَّ الشيشة أو السجائر تعتبره المحاكم الكويتية حالياً "فعلاً مشيناً وغير لائق اجتماعياً" يعكس عدم أهلية الأم لتربية الأبناء، ويستوجب إسقاط حضانتها لهم.

أحكام سابقة

وأثيرت القضية لأول مرة في أكتوبر 2016، حين قضت محكمة الأسرة الكويتية بحرمان امرأة من حضانة أبنائها بسبب تدخين الشيشة خارج المنزل، رغم عدم وجود نص قانوني يفيد بذلك.

آنذاك، تصاعد الجدل بين المحامين والمواطنين بشأن الحكم، لكن الجميع أمل أن يتغير الحكم في الاستئناف.

لكن في أكتوبر 2018، صدر حكم قضائي جديد عن محكمة الاستئناف، بإسقاط حضانة الأم عن أبنائها وتسليمهم لوالدهم، استناداً للحكم القضائي السابق.

وبينت المحكمة في معرض حكمها اطمئنانها لِمَا قدمه الأب من "أدلة" تتمثل في "صور تظهر مجالسة الأم للرجال في المقاهي وتناول الشيشة معهم"، وإثباته "كثرة سفرها"، معتبرةً ما سبق يجعل الأم غير قادرة على تربية الأبناء تربية سليمة.

حقوقيون يحذرون ومواطنون يسخرون

ويرى الخبراء القانونيون بالكويت، أن هذا الحكم سابقة سيتم الأخذ بها بعين الاعتبار في القضايا المشابهة مستقبلاً، ويفتح باباً واسعاً أمام حرمان الأم أو كلا الأبوين من الحضانة بسبب التدخين.

وتفاعل المغردون الكويتيون مع التحذيرات واعتبر الكثير منهم الأمر تمييزاً وظلماً للأمهات إن صح. وطالبوا بتنفيذ الحكم على الآباء المدخنين أيضاً.

وبينما وصف البعض الأمر بـ"المصيبة"، واعتبروه انتهاكاً للحرية الشخصية، سخر آخرون منه ناصحين الأمهات بالتدخين داخل المنزل، متسائلين عن مصير الأبناء الذين يدخن أولياؤهم.

ودافعت قلة عن الحكم لأن التدخين يضر بأنوثة المرأة وصلاحيتها للزواج، ويحمي صحة وسلامة الأطفال على حد تعبيرهم.

دعاوى عديدة بأسباب غريبة

ويمنح القانون الكويتي بموجب المادتين 189 و190 من قانون الأحوال الشخصية، حق الحضانة للأم. وتنتهي حضانة الأم لابنتها بزواج الابنة، وللولد بالبلوغ.

ولا يحق للأب أن يطالب بالحضانة إلا بعد إثبات أنّ الأم غير أمينة على الأبناء أو غير قادرة على تربيتهم صحيّا وخلقيا

تحذير: سيجارتكِ أو أرجيلتكِ سيدتي قد تحرمكِ حضانة أطفالكِ.

عدد دعاوى إسقاط الحضانة عن الأمهات أمام المحاكم الكويتية أكثر من 2000 دعوى عام 2015، بينها 300 دعوى قائمة على أدلة من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صورهن ومنشوراتهن وتفاعلهن مع متابعيهن، كأدلة لإثبات "سوء خلقهن وعدم جدارتهن بتربية الأبناء".

وبلغ عدد دعاوى إسقاط الحضانة عن الأمهات أمام المحاكم الكويتية أكثر من 2000 دعوى عام 2015، بينها 300 دعوى قائمة على أدلة من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صورهن ومنشوراتهن وتفاعلهن مع متابعيهن، كأدلة لإثبات "سوء خلقهن وعدم جدارتهن بتربية الأبناء".

أما عن أغرب أسباب دعاوى إسقاط الحضانة، فمنها دعوى رجل ضد طليقته  اتهمها بأنها "تقود سيارة رياضية شبابية لا تليق بامرأة متزوجة، وتحضن أطفالاً. تنطلق بسيارتها بأقصى سرعة بين الشوارع. ترتدي ملابس قصيرة، بعد أن قصت شعرها بطريقة شبابية"، حسب ما ورد في عريضة الدعوى التي رفضتها المحكمة.

لكن المحكمة سبق أن أسقطت الحضانة عن فاشينيستا لكثرة سفرها. وأشارت صحيفة القبس الكويتية إلى أحكام سابقة بإسقاط حضانة بسبب عرض الأمهات صوراً شخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأقر محامون إلى أن المحاكم الكويتية اعتادت، حال ادعاء الزوج تدخين زوجته أو انتهاكها للإطار الاجتماعي، تطليق الزوجة وإسقاط حقوقها المترتبة على الطلاق.