عرض تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الأحد 17 فبراير، معلومات عن الداعشي المعروف بـ "صوت داعش" في سوريا، وهو المتشدد محمد خليفة، البالغ من العمر 35 سنة، كان لسنوات الصوت الراوي بالإنكليزية لعشرات مقاطع الفيديو الترويجية للتنظيم الإرهابي.
يقول تقرير الصحيفة الأمريكية إن خليفة، الكندي الجنسية، ولد بجدة في السعودية لوالدين من أصول إثيوبية قبل أن يهاجر في سن صغيرة إلى تورنتو الكندية حيث درس تكنولوجيا أنظمة الكومبيوتر وعمل في شركة متعاقدة مع شركة آي بي إم.
وألقي القبض على خليفة في يناير الماضي، وتم الكشف عن شخصيته من خلال مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) يزعم أن اسمه محمد عبد الله محمد، وأن مقاتلي مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية ألقوا القبض عليه.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، غادر خليفة كندا إلى تركيا ومنها إلى سوريا التي وصلها عام 2013، وتؤكد وسائل إعلام كندية أن خليفة هو واحد من 20 كندياً من مقاتلي داعش وذويهم المحتجزين شمال سوريا.
مترجم وراوي
في مقابلة أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز، كشف خليفة أنه عمل مترجماً لصالح داعش في الوحدة الإعلامية التابعة للتنظيم وهي وحدة وصفتها وسائل إعلام بأنها وزارة إعلام التنظيم الإرهابي، ثم طلب منه العمل كراوٍ في المقاطع المصورة للتنظيم لتميز صوته ونبرته القوية وتحدثه الإنكليزية بشكل سليم دون لكنة.
وأضاف أن الوحدة التي انضم لها كان يقودها عراقي يدعى أبو محمد الفرقان وهو أحد المقربين من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، قُتل في غارة جوية عام 2016.
كشف خليفة أنه عمل مترجماً لصالح داعش في الوحدة الإعلامية التابعة للتنظيم وهي وحدة وصفتها وسائل إعلام بأنها وزارة إعلام التنظيم الإرهابي، ثم طلب منه العمل كراوٍ في المقاطع المصورة للتنظيم.
وكشف خليفة أن الوحدة الإعلامية في داعش استخدمت كاميرات احترافية لتصوير مشاهد إعدام نفذها التنظيم وعُرفت بوحشيتها، كما كانت تستخدم كاميرات حديثة لتصوير بعض المشاهد تحت الماء.
وأضاف أنهم كانوا يستخدمون مبنى سكنياً فخماً يقع على مقربة من مدينة الرقة مقراً لهم، وأنه كان يسجل صوته في استوديو محترف مجهز بكافة الإمكانيات التي تضمن خروج المقاطع بجودة عالية، قبل أن تجبرهم الضربات الجوية الأمريكية التي تلقاها التنظيم في 2014 على اللجوء إلى منازل داخل المدينة.
ومع تقلص الرقعة التي كان يسيطر عليها داعش داخل سوريا هرب كل أعضاء الفريق الإعلامي من الرقة، ويقول خليفة إنه حين ألقي عليه القبض كان قد توقف عن العمل مع الفريق وحمل السلاح للقتال في صفوف التنظيم.
يؤكد خليفة للصحيفة الأمريكية في المقابلة التي أجرتها معه من زنزانته، أنه ليس نادماً على أنه كان الصوت الرسمي لداعش في المقاطع الإنكليزية، مؤكداً: "لا، لست نادماً على ذلك، لقد سألني المحققون عن الأمر وقلت لهم الجواب ذاته".
وزعم خليفة للصحيفة أنه لم يشارك في إعدام الأشخاص الذين ظهروا في الفيديوهات التي حملت صوته، مؤكداً أن دوره في تلك الفترة كان التعليق الصوتي فقط، كما قال إنه لم يشارك في إغراق الأشخاص الذين ظهروا في الفيديوهات، كما لم يشارك أبداً في قطع الرؤوس على حد قوله.
يؤكد خليفة أن دوره من خلال الفيديوهات كان التحدث بلهجة ثقة ليرسل للعالم رسالة مفادها أن داعش "قوي وباق ومستمر" لكنه يقول إن نهايته كانت متناقضة مع الدور الذي قام به خلال فترة عمله كمعلق صوتي للمقاطع المصورة للتنظيم، حيث استسلم بسهولة بعد أن شعر بالإرهاق، فترك سلاحه وسلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية.
ونقلت نيويورك تايمز عن أمارناث أماراسينجام باحثها البارز في التطرف، قوله إن خليفة كان "رمزاً، الصوت الذي يخرج من تنظيم داعش لمخاطبة دول العالم المتحدثة بالإنكليزية طوال سنوات مجد التنظيم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...