شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
سفارة إسرائيلية

سفارة إسرائيلية "افتراضية" في الخليج...هل بدأ العد التنازلي لافتتاح سفارات فعلية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 7 فبراير 201902:23 م

دشنت إسرائيل ما أطلقت عليه سفارة افتراضية لها في الخليج من خلال حساب "إسرائيل في الخليج" على تويتر، تزامناً مع حراك دبلوماسي إسرائيلي علني ونشط في بعض العواصم الخليجية وظهور مسؤولين إسرائيليين في عدد منها في الآونة الأخيرة وحديث عن "صفقة قرن" وشيكة قد يعلن عنها قريباً، تتخللها تصريحات متكررة على ألسنة سياسيين وكتاب بشأن توافق خليجي إسرائيلي بشأن عدو واحد: إيران.

هذا الحساب الذي كان موجوداً في السابق و يتبع الخارجية الإسرائيلية أعلن عن زيارة قام بها حاخام يهودي لأبناء الجالية اليهودية في دبي، مؤكداً أن اعتراف الإمارات بالجالية اليهودية سيفسح المجال أمام بناء كنيس هناك. وقال حساب إسرائيل في الخليج: "يسرنا أن نعلن إعادة إطلاق صفحة إسرائيل في الخليج بهدف تعزيز الحوار بين إسرائيل وشعوب الخليج” معرباً عن “أمله” في أن تسهم هذه السفارة الافتراضية "في تعميق التفاهم بين شعوب دول الخليج وشعب إسرائيل في مختلف المجالات".

أطلق حساب السفارة الافتراضية لأول مرة على تويتر في يوليو 2013، لكنه توقف عن التغريد منذ 10 ديسمبر 2014، دون أن يعلن بشكل رسمي عن أسباب التوقف.

ووجه حساب أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على تويتر رسالة إلى المواطنين في الخليج قائلاً لهم: "إلى المتابعين الخليجيين الأعزاء، تابعوا هذا الحساب المخصص لكم (إسرائيل في الخليج) والموجه إليكم بهدف توسيع رقعة الحوار بيننا وبينكم".

في المقابل هاجم مستخدمون خليجيون إعلان الدولة العبرية عن سفارتها الافتراضية وقال مستخدم سعودي: "التفاهم بين  الشعوب لا يكون بهذه السهولة التي تظنون، أنتم محتلون و ستبقون في نظرنا هكذا حتى و لو حاول كل الكون تجميل صورتكم القبيحة، لا يمكن أن نمد جسور السلام مع "دولة" بنيت على أجساد الشهداء في فلسطين" واصفاً إسرائيل بأنها "دولة عصابات لا يمكن أن يحدث معها تفاهم إلا بزوال احتلالها".

وبلهجة حازمة غردت مستخدمة: "إسرائيل في الجحيم، لا ولن تكونوا في أي أرض عربية".

وندد مستخدم خليجي آخر بالكيان الدبلوماسي الافتراضي قائلاً: "لن يقبل التطبيع معكم ولا الحوار، أنتم لستم جيران، أنتم اغتصبتم أرض إخواننا في فلسطين، ليس لكم إلا أن تفكروا في الرحيل إلى البلدان التي جئتم منها، وعودة جميع أبناء فلسطين إلى وطنهم، أما أنتم كيهود ليس لنا عداء معكم من حيث الدين نحن نحترم كل الديانات" .

وتحدث مستخدم آخر عن التناقض الإسرائيلي، مغرداً: "تهدمون البيوت على رؤس ساكنيها وتتكلمون عن التفاهم؟ لعنة الله عليكم".

فيما علق الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، قائلاً: "تريدون التعايش السلمي وترتكبون أبشع الجرائم بحق أهلنا في فلسطين، تناقض فظيع في الشخصية اليهودية للأسف".

وأضاف في تغريدة أخرى أن "الإسرائيليين ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينين يندى لها جبين الانسانية".

ولا توجد سفارات إسرائيلية على الأراضي الخليجية، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تحدث أكثر من مرة عن تنامي العلاقات الإسرائيلية الخليجية لاسيما في الشهور الأخيرة، دون اعتراض رسمي من المسؤولين الخليجيين على تصريحاته.

إعلان إسرائيل تدشين سفارة افتراضية لها في الخليج قابله مغردون خليجيون بالرفض والغضب. هل تجس إسرائيل نبض الشعوب على تويتر قبل إعلان تقارب دبلوماسي حقيقي بين تل أبيب وعواصم خليجية؟

نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض

وحتى سنوات قليلة كان هناك حاجز بين إسرائيل ومعظم دول الخليج، على الأقل على المستوى الرسمي غير أن ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سلطنة عمان العام الماضي وحديثه عن تقارب مع عواصم خليجية تزامناً مع مشاركة إسرائيل في تظاهرات رياضية في الدوحة وأبوظبي وزيارة وزيرة الرياضة الإسرائيلية مسجد الشيخ زايد في أبوظبي وظهور مسؤولين إسرائيليين في ملتقيات اقتصادية في المنطقة جعل من العلاقات الخليجية الإسرائيلية تأخذ منعطفاً جديداً وإن كانت ملامحها لم تتضح بعد. وأشار نتنياهو في عدة مناسبات إلى دفء العلاقات مع دول الخليج، وقال "إسرائيل ودول عربية أخرى أصبحت أكثر قرباً من أي وقت مضى" بسبب المخاوف من تهديد نووي إيراني.

وتقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع دولتين عربيتين فقط هما مصر والأردن.

وفي أكتوبر الماضي، عزف النشيد الإسرائيلي في إمارة أبوظبي للمرة الأولى في دولة خليجية، بعد إحراز لاعب الجودو الإسرائيلي ساغي موكي الميدالية الذهبية في مسابقة غراند سلام الدولية، ثم ظهرت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف تتجول في جامع الشيخ زايد في أبوظبي.

وفي أكتوبر زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلطنة عمان، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وفي نوفمبر الماضي أبلغ نتنياهو رئيس تشاد إدريس ديبي الذي كان في زيارة لإسرائيل وقتها، بأنه يتوقع أن يزور المزيد من الدول العربية الخليجية في المستقبل القريب بعد أن ذهب إلى سلطنة عمان".

لكن تظل أوضح إشارة على تغير العلاقة بين الخليج وإسرائيل هي ما جاء في مقال نشرته صحيفة الخليج السعودية الإلكترونية في العام الماضي تحت عنوان "نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض وعلاقات طبيعية ضمن المبادرة السعودية"، وأهمية المقال أن كاتبه السعودي دحام الجفران العنزي، مقرب من النظام السعودي الحاكم، ومعروف بترويجه الدائم لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما يعد ضيفاً دائماً على أهم القنوات الإخبارية السعودية، ما يعني رضا السلطات السعودية عنه.

وقال العنزي في مقاله: "سنفرح كثيراً لرؤية سفارة إسرائيلية في الرياض وسفارة سعودية في عاصمة إسرائيل القدس الغربية، وكلّي ثقة أن كثيراً من السعوديين وأنا أحدهم سيسعدنا السفر إلى دولة إسرائيل والسياحة هناك ورؤية الماء والخضرة والوجه الحسن".

ومع تنافس دول الخليج في توطيد علاقاتها مع إسرائيل، يمكن القول إن الموقف الشعبي الرافض للتطبيع هو العائق الرئيسي أمام هذا الأمر، كما سبق وصرح بذلك رئيس وزراء إسرائيل بنفسه ذات يوم، لكن منذ متى والدول العربية تستمتع لمواطنيها؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image