أن يتحمس العربي للقضية الفلسطينية و يناضل من أجلها فهذا ليس أمراً غريباً رغم تصاعد أصوات التطبيع في الآونة الأخيرة إلا أن الإيمان بعدالة قضية فلسطينية باق في الوجدان، لكن أن يؤمن إيطالي بقضية الشعب الفلسطيني ويترك رغد الحياة في بلاده ويهب حياته ونفسه للدفاع عن حق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم فهذا أمر لافت للغاية. فرانكو فونتانا المواطن الإيطالي كان ممن آمنوا بالانتماء للإنسانية والدفاع عن قضايا المظلومين، ولهذا وهب حياته لفلسطين.
ولد فرانكو فونتانا في مدينة بولونيا (شمال إيطاليا) ولم يكتف بالدفاع عن القضية الفلسطينية بالوسائل التقليدية كالشجب والتنديد والتصريحات الإعلامية بل ترك حياته في إيطاليا لينضم إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان، وقاتل في صفوفها 22 عاماً.
نضال
وإضافةً إلى تضحيته بنفسه، باع المناضل الإيطالي جميع أملاكه التي ورثها عن والده وتبرع بقيمتها للمخيمات الفلسطينية التي عاش بها.
وتصف حركة فتح فونتانا بأنه "مقاتل فتحاوي إيطالي الجنسية" وتشير إلى أنه "اعتنق الإسلام وأصبح اسمه جوزيف إبراهيم" خلال قتاله في صفوفها.
اشتهر فونتانا بإجادة استخدام سلاح راجمات الصواريخ الكاتيوشا، ودقة التصويب، ويقال إنه نفذ عمليات قصف استهدفت إسرائيل من جنوب لبنان.
كما تظهر بطاقة هوية عسكرية لجوزيف إبراهيم، أنه كان يقاتل في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مطلع العام 1982.
يروى أيضاً أنه عقب سنوات من توقف القتال، بحث جوزيف عن رفاق السلاح في المخيمات الفلسطينية، وعندما التقى بأحدهم في مخيم مار إلياس في بيروت، فارق الحياة هناك في يونيو/حزيران عام 2015.
عقب وفاته تدخلت السفارة الإيطالية في بيروت لنقل جثمانه لدفنه في بلده الأم، لكن الجميع فوجئ بأنه أوصى أن يدفن في فلسطين، أو في مخيم اليرموك أو مخيم عين الحلوة، حال تعذر دفنه في فلسطين.
وكتب جوزيف في وصيته "قد أموت ولا أشهد تحرير فلسطين، لكن أبنائي أو أحفادي حتماً سيرون تحريرها، حينذاك سيدركون قيمة ما قدمتُه لهذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب الصلب".
يابانيون لأجل فلسطين
لم يكن فونتانا الوحيد الذي آمن بالقضية الفلسطينية حول العالم، هناك تسويوشي أوكودايرا وياسويوكي ياسودا وكوزو أوكاموتو، ثلاثة مقاتلين يابانيين ينتمون لمنظمة الجيش الأحمر الياباني، نفذوا عملية مطار اللد (في إسرائيل) عام 1972، وتسببوا بقتل وجرح العشرات بينهم العالم بالسلاح البيولوجي الإسرائيلي أهارون كاتزير، وكانت تلك العملية بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
الناجي الوحيد من العملية هو أوكاماتو الذي قبض عليه وسجن 13 عاماً في سجن انفرادي في إسرائيل، وأطلق سراحه في تبادل الأسرى عام 1985 ويعيش حالياً في مخيمات لبنان.
اعتنق أوكوماتو الإسلام وغير اسمه إلى أحمد الياباني، وكان آخر ظهور له في يونيو 2016 خلال تكريمه من قِبل الجبهة الشعبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
إلى جانب مساهمة الجيش الأحمر الياباني في المقاومة الفلسطينية، قام عدد من أعضاء بادر ماينهوف (الجيش الأحمر الألماني) وأشهرهم أولريكا ماينهوف، بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خطف عدد من الطائرات في أوروبا للمطالبة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.
أما الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز، الشهير بـ(بكارلوس الثعلب)، فانضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واعتنق الإسلام عام 1975، وكان مسؤولاً عن عدد من عمليات الخطف على مستوى العالم، اعتقل في السودان عام 1994، وتم ترحيله إلى فرنسا لقضاء حكم بالسجن المؤبد لارتكابه عدة جرائم بلندن وباريس بينها قتل شرطيين فرنسيين.
ولد فرانكو فونتانا في مدينة بولونيا (شمال إيطاليا) ولم يكتف بالدفاع عن القضية الفلسطينية بالوسائل التقليدية كالشجب والتنديد والتصريحات الإعلامية بل ترك حياته في إيطاليا لينضم إلى المقاومة الفلسطينية في لبنان، وقاتل في صفوفها 22 عاماً.
ثلاثة مقاتلين يابانيين ينتمون لمنظمة الجيش الأحمر الياباني، نفذوا عملية مطار اللد (في إسرائيل) عام 1972، وتسببوا بقتل وجرح العشرات بينهم العالم بالسلاح البيولوجي الإسرائيلي أهارون كاتزير.
قائمة عربية إسلامية
والعرب والمسلمون في صفوف المقاومة الفلسطينية واللبنانية كثيرون، لعل أبرزهم التونسي ميلود بن نجاح والسوري خالد محمد أكر، وهما مقاتلان بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نفذا عملية إنزال عبر طائرة شراعية عام 1987، من لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة، وقتلا عدداً كبيراً من الجنود الإسرائيليين قبل أن يستشهدا.
هناك أيضاً اللبناني سمير القنطار، الذي انضم لجبهة التحرير العربية ونفذ عملية اقتحام لحدود فلسطين الشمالية عام 1979، ووصل إلى شاطئ نهاريا وقتل إسرائيليين وهو لم يتخط الـ 16 عاماً بعد، واعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد، وأطلق سراحه عام 2008 في صفقة تبادل مع حزب الله اللبناني، قبل أن يغتال في سوريا عام 2015.
أما عمر شريف خان، البريطاني الجنسية فكان باكستاني الأصل، قام بتفجير نفسه في مقهى بتل أبيب موقعاً عدداً من القتلى والجرحى عام 2003، عقب انضمامه للجناح العسكري لحركة حماس.
وفجر الأردني محمد عودة نفسه في أحد الملاهي الليلية في مدينة ريشون لتسيون الإسرائيلية مسفراً عن مقتل أكثر من 20 إسرائيلياً وأصاب العشرات ووقع العملية باسم حماس.
المصري عصام مهنا الجوهري الملقب بـ "عاشق بيت المقدس" استشهد هو الآخر خلال تنفيذه عملية إطلاق نار في القدس المحتلة رفقة الفلسطيني حسن عباس بعد أن قتلا عدداً من الإسرائيليين وأصابا العشرات في عام 1994م.
وانضم مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، لصفوف كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحماس) عام 2006، وعمل في وحدة تطوير الطائرات دون طيار بالحركة، حيث كان يرأس نادياً للطيران في مدينة صفاقس.
واغتيل الزواري في تونس ديسمبر/كانون الأول 2016، واتهمت حماس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد باغتياله، وكشفت الداخلية التونسية لاحقاً أن التخطيط لاغتياله جرى خارج تونس ولم تتمكن تونس من جلب المطلوبين حتى الآن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.