يحتفل الصينيون في شتّى أنحاء العالم الثلاثاء 5 فبراير بالعام القمري الجديد ويُوافق هذا العام "عام الخنزير". وتعتمد الرزنامة الصينية على حركة الشمس والقمر في دورة من 12 سنة ترمز كل منها لحيوان وترتبط بعناصر خمسة هي المعدن والخشب والماء والنار والتراب.
ويبدأ الصينيون أعوامهم القمرية بالفأر ثم الثور، والنمر، والأرنب، والتنين، والأفعى، والحصان، والخروف، والقرد، والديك، والكلب، فالخنزير الذي يرمز إلى السعادة والرضا والثروة ويتمتّع مواليده (1923، 1935، 1947، 1959، 1971، 1983، 1995، 2007، 2019) بالنجاح والنفوذ بحسب المُعتقدات الصينية. وكانت الصين قد شهدت عام 2007، حين احتفلت آخر مرة بعام الخنزير قبل 12 سنة، ارتفاعاً في مُعدل المواليد، ما أكّد رمزية العام الذي يتفاءلون به.
وتعددت الروايات حول أسباب تسمية الأبراج الصينية بأسماء الحيوانات، تقول إحداها إن امبراطوراً صينياً استعان بهذه الحيوانات الـ12 لحمايته، فسُميت الأبراج بأسمائها فيما تقول روايات أُخرى إنها تعود لاهتمام الصينيين بالتنجيم والفلك مُنذ زمن بعيد ولاعتقادهم بوجود صفات مُتشابهة بين الحيوانات والبشر.
عجائب العام القمري الجديد
في تقرير نُشر الثلاثاء 5 فبراير بمناسبة حلول العام القمري الجديد، كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية أن الصينيين لا يطلقون على العام القمري مُسمى "السنة الصينية الجديدة" كما تُطلق عليه العديد من دول العالم، بل يسمونها: سنة قمرية جديدة أو مهرجان الربيع.
وقالت الشبكة إن الصين في هذا التوقيت تشهد أكبر عدد من التجمعات العائلية لافتةً إلى أن الصينيين يسعون بهذه المناسبة إلى لقاء أحبتهم حتى لو تطلب الأمر السفر الطويل.
وتتوقع الحكومة أن يقوم السُكّان بنحو 3 مليارات رحلة على متن السيارات والقطارات والطائرات خلال عطلة العام الجديد التي لا يقتصر الاحتفال بها على يوم واحد ولا اثنين، بل تمتد 15 يوماً.
ولفت التقرير إلى أن هُناك معتقدات يؤمن بها الصينيون مثل: عدم الاستحمام وغسيل الملابس وتنظيف المنزل والأهم من ذلك عدم رمي القُمامة في اليوم الأول من العام الجديد لأن القيام بذلك "يُبعد الحظ"، موضحاً: خلال السنة القمرية الجديد، يجب العيش كطالب جامعي لا يقوم بأي عمل من الأعمال المذكورة.
استئجار حبيب
اللافت خلال طقوس الاحتفال بالعام الصيني هو استئجار حبيب أو حبيبة (Boyfriend أو Girlfriend) خلال هذه الفترة التي تُزعج العزاب (خاصة الإناث) وسط التجمعات العائلية، فيقومون ببساطة باستئجار حبيب مزيف عبر مواقع صينية تُوفر الشخص المُناسب بمبلغ تتراوح قيمته من 500 رنمينبي (77 دولار) و 6000 (925 دولار) في اليوم، "ليتجنبوا أي استجواب وليتوقّف الآباء والأقارب عن التذمر"، وفقاً لما نقلته الشبكة.
وتوّفر بعض المواقع خدمات أُخرى: أحضان أو قُبلات على الخد، وعلى كل خدمة رسوم إضافية.
خلال طقوس الاحتفال بالعام الصيني يتم استئجار حبيب أو حبيبة (Boyfriend أو Girlfriend) بالنسبة للأعزب والعزباء ليحضر التجمعات العائلية، فيقوم الرجل أو الفتاة باستئجار حبيب مُزيف عبر مواقع صينية تُوفر الشخص المُناسب بمبلغ يتراوح بين 77 دولار 925 دولار في اليوم.
هل ينجو ترامب في عام الخنزير؟
ويعتقد الصينيون أن ارتداء اللون الأحمر هو أحد طقوس الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة لأنه يجلب الحظ والحماية. أما الحلويات التي يتناولونها لـ "تُحلّي سنتهم الجديدة"، فهي: نيان جاو (أرز بالحليب) ، والبابوفان (أرز بالحليب مع ثمانية أنواع مختلفة من الفواكه)، والجاو جوكس (فطائر حلوة مقرمشة).
ومثلما تُخصص هوليوود أفلاماً لعيد الميلاد (الكريسماس)، تُخصص He Sui Pian الصينية أفلاماً بمُناسبة العام القمري، تكون وفقاً لسي إن إن "غير منطقية" وتعتمد بشكل كبير على الكوميديا والنهايات السعيدة كما تُركز على أهمية وجود العائلة مثل Fat Choi Spirit وIt's a Mad Mad World.
ماذا يحمل عام الخنزير لدونالد ترامب؟
وبينما يتفاءل الصينيون بعام الخنزير، إلا أنه قد يكون عاماً سيئاً بدرجة كبيرة على مواليد برج الكلب (1922، 1934، 1946، 1958، 1970، 1982، 1994، 2006، 2018) وفقاً لتساي شانغ-تشي، أحد معلمي فن "فنغ شوي" الذي يعتمد على فلسفة تعتبر أن كل الأحداث هي نتاج توازن دقيق بين عناصر الكون الخمسة (المعدن والخشب والماء والنار والتراب)، ومن بين مواليد برج الكلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المولود عام 1946 الذي قد يشهد عاماً سيئاً.
أوضح تساي شانغ-تشي لفرانس برس أن "كل الأمور السيئة التي فعلها الناس المولودون في سنة كلب قد تخرج إلى العلن ويعرف بها الجميع"، وتحدّث بالتحديد عن ترامب قائلاً "ثمة خطر يحدق به وقد يطيحه".
ونقل موقع إذاعة مونت كارلو الدولية عن خبيرة الأبراج الصينية تييري تشاو قولها إن ترامب سيكرّس الكثير من طاقته في عام الخنزير لحل مشاكله، لافتةً إلى أن أمور سلبية كثيرة ستظهر إلى العلن وتؤثر على مسيرة ترامب بشكل عام.
ولكن أليون ييو، وهو أيضاً من معلمي "فنغ شوي"، يؤكد أن أي شخص يحاول التصدي لمشاريع ترامب سيصطدم بهامش مناورة ضيق، لافتاً إلى أن الفرصة الوحيدة للنجاح في إطاحة الرئيس الأمريكي ستكون بين 6 ديسمبر و6 يناير 2020.
هل يطيح عام الخنزير ترامب؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...