شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
العفو الدولية: 2018 عام مقاومة المرأة في الشرق وتزايد الكراهية في الغرب

العفو الدولية: 2018 عام مقاومة المرأة في الشرق وتزايد الكراهية في الغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 15 ديسمبر 201802:24 م

قال تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر الاثنين إنه رغم الصعوبات التي تواجهها النساء أبرزها العنف وتمييز، إلا أنهن أصبحن يعترضن بشكل متزايد ضد الظلم بحقهن لافتةً إلى تزايد عدم التسامح والكراهية والتمييز في أوروبا، محذرةً مما تسميه "الخطابات السامة" لبعض القادة التي تحمّل بعض الفئات مسؤولية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

ووصف التقرير عام 2018 بأنه "عام رسمت ملامحه نساء مناضلات". وقال الأمين العام للعفو الدولية كومي نايدو إن النساء الناشطات هن اللواتي قدَّمن هذا العام الرؤية الأقوى لكيفية خوض الكفاح ضد الزعماء القمعيين.

وذكّر تقرير المنظمة الخاص بمراجعة حقوق الإنسان خلال العام 2018، الصادر الاثنين بالتزامن مع الذكرى السبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بتطور حركة حقوق المرأة حول العالم.

وتحت عنوان "الحقوق اليوم" جاء التقرير في 52 صفحة، ليتناول وضع حقوق الإنسان في سبع مناطق هي، أفريقيا، والأمريكيتان، وشرق آسيا، وأوروبا ووسط آسيا، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا.

وفي هذا السياق ذكّر التقرير بحملة METOO# ضد التحرش والانتهاكات الجنسية. وتطرق إلى النضال من أجل العدالة لآلاف النساء في نيجيريا بعد هجمات متطرفي بوكو حرام، وقيادة حركات نسوية للاحتجاجات في الشوارع مثل "ني أونا مينوس" الأمريكية اللاتينية، ونضال الإيرانيات ضد الحجاب الإلزامي وغيرها من الحركات النضالية ضد قمع النساـد والعنف ضدهن.

قمع المرأة ومقاومتها

التقرير الذي يركز في الأساس على حقوق المرأة أوضح أنه بالرغم من أن 49.5% من سكان العالم نساء، فإن نسبة زعماء الدول والحكومات من النساء 17% فقط، وبين النواب البرلمانيين 23%، وهذا ما يعني أن "الطريق ما زالت طويلة لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين".

وقال نايدو إن حقوق المرأة هي دون مستوى الحقوق والحريات الأخرى. ودان التقرير "الحكومات التي تصدر ادعاءات جوفاء بخصوص هذه القضايا ولا تفعل في الحقيقة أي شيء لحماية حقوق نصف مجموع السكان”، خاصة مع ملاحظة المنظمة "تزايد الرجال القساة" بين حكام الدول الذين يمثلون سياسات معادية للنساء والأجانب بشكل لافت.

وتفيد العفو الدولية بأن 40 % من النساء في عمر الإنجاب يعشن في بلدان تكون فيها التشريعات متشددة في الإجهاض ولا تستطيع قرابة 225 مليون امرأة في هذه البلدان الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة، وفارق الرواتب بين النساء والرجال ما زال في حدود 23 %.

في المقابل أشادت المنظمة بتحسن وضع النساء في بعض البلدان، ففي إيرلندا تم إقرار حق الإجهاض بعد استفتاء وفي المملكة العربية السعودية بات بإمكان النساء قيادة السيارة بعد عقود من الحرمان، ولكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن هذه النجاحات الجزئية يجب ألا تغطي على "الحاجة الكبيرة للعمل في مجال تحرر وحقوق المرأة".

ويأمل الأمين العام للعفو الدولية، أن تحقق الحقوق طفرةً في 2019 "بالتعاون مع أكثر الحركات النسوية والإصغاء لأصوات النساء في تنوعها والنضال من أجل الاعتراف بجميع الحقوق".

أوروبا.. تزايد الكراهية والتمييز

وفي ما يتعلق بحقوق الإنسان في أوروبا، أكدت منظمة العفو الدولية "تزايد عدم التسامح والكراهية والتمييز في إطار التضييق على المجتمع المدني ما يوسع الفجوة في النسيج الاجتماعي في المنطقة"، مشددةً على أن سياسة الخوف تفرق بين الناس، خاصة أن زعماء الدول يتبنون "خطابات سامة" تحمل مجموعات مدنية مسؤولية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

وتطرقت المنظمة إلى تعرض المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء ووسائل الإعلام والمعارضة السياسية للمضايقات على أيدي السلطات، ومواجهة البعض لملاحقات جنائية لا أساس لها، واستهداف بعضهم من جانب جماعات تستخدم العنف وتتصرف بمنأى عن المساءلة والعقاب.

واعتبر التقرير أن استقلالية المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أصبحت مهددة أكثر، لأن "بعض الدول ترفض تنفيذ أحكامها الملزمة"،  لكن المنظمة أشادت في الوقت نفسه، بـ "تزايد المقاومة المدنية في أوروبا" ووجود حركة واسعة للمواطنين العاديين الذين "يكافحون بحماس من أجل العدالة والمساواة".

تصدي الشرق الأوسط وأفريقيا للقمع

أشادت العفو الدولية في تقريرها بما وصفته "التصدي للقمع والوحشية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وأوضحت أن المدافعين عن حقوق الإنسان في هذه المنطقة واجهوا أشكالاً من التهديدات من جانب الحكومات والجماعات المسلحة في غضون 2018"، ولكنهم "ظلوا في قلب النضالات التي أدت إلى تغييرات كانت صعبة المنال".

وانتقدت المنظمة وضع حقوق الإنسان في مصر بشكل خاص، مع استمرار استهداف الناشطين مثل ماهينور المصري وأمل فتحي.

وقالت المنظمة إن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي دفعت إلى الاهتمام أكثر بوضع حقوق الإنسان في السعودية، رغم ما حققته من إنجازات على صعيد السماح للمرأة بقيادة السيارة، واعتبرها لا ترقى إلى مستوى الانفتاح الجذري لمنح مزيد من الحقوق المدنية.

قال تقرير لمنظمة العفو الدولية إنه رغم الصعوبات التي تواجهها النساء أبرزها العنف وتمييز، إلا أنهن أصبحن يعترضن بشكل متزايد ضد الظلم بحقهن لافتةً إلى تزايد عدم التسامح والكراهية والتمييز في أوروبا.
التقرير الذي يركز في الأساس على حقوق المرأة أوضح أنه بالرغم من أن 49.5% من سكان العالم نساء، فإن نسبة زعماء الدول والحكومات من النساء 17% فقط، وبين النواب البرلمانيين 23%.

الدول الكبرى وانتهاك الحقوق والحريات

وأثارت العفو الدولية مسألة حقوق الإنسان في روسيا ملاحظةً أن هاجس حفظ النظام أفضى إلى انتهاج طرق تتسم بالبطش والقيام باعتقالات جماعية، لم يسلم منها الأطفال لمشاركتهم في تظاهرات سلمية، واستهدف الصحفيين أيضاً، كما حوكم عدد كبير من الأشخاص لقيامهم بنشر أو حتى إعادة نشر مواد تتسم بالانتقاد.

التقرير تطرق أيضاً إلى وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وركز على بروز حركة "مي تو" وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرشحه بريت كفانو للمحكمة العليا بالرغم من أن أستاذة جامعية أكدت لمجلس الشيوخ أن كفانو حاول اغتصابها قبل سنوات، ورغم اعتراض آلاف النساء بشدة على ترشيحه، كما لفتت إلى فصل مئات الأطفال عن عائلاتهم في أمريكا بعد تجاوزهم الحدود بشكل غير قانوني، رغم انتقاد المنظمة.

أوضاع مأسوية بحاجة للتغيير

وأعربت العفو الدولية في تقريرها عن قلقها إزاء الوضع المتردي للاجئين حول العالم، إذ تكشف بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه تم ترحيل 75.200 لاجئ، وهذا ما يعني تراجعاً بنسبة 54 % مقارنة بعام 2016، ويستبعد التقرير أن يغيٰر ميثاق الأمم المتحدة للهجرة الكثير بشأن ما يعانيه اللاجئون، مشدداً على أن اللاجئين بحاجة إلى "تغيير حقيقي".

وانتقد التقرير كذلك ما يحدث في آسيا، حيث مراكز الاعتقال في محافظة شينجيانغ الصينية التي تتم فيها أدلجة أكثر من مليون من الأويغور وأبناء أقليات أخرى، بالإضافة إلى نزوح 720.000 من أقلية الروهينغا من ميانمار إلى بنغلاديش، وما يعانونه من ظروف معيشية بائسة.

وفي ما يتعلق بالحرب في اليمن، اعتبر التقرير أن 2018 هو عام إمدادات السلاح للتحالف الدولي الذي تقوده السعودية في اليمن، لافتةً إلى حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين التي قاربت17 ألف مدني حتى الآن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image