أوقفت قناة سودانية خاصة تسمى قناة السودانية 24، مذيعها ومعلقها الرياضي حاتم التاج عن العمل، بعد أن ترحمّ على "الشهداء الذين سقطوا في تظاهرات السودان" في مقدمة حلقة برنامجه "حال الرياضة" الخميس الماضي.
وقالت إدارة القناة الخاصة، التي يتهمها نشطاء بأنها اصطفت خلف النظام السوداني، إن التاج انتهك سياستها الإعلامية.
وأعلن مدير عام السودانية 24 الطاهر حسن التوم، أن ما قام به التاج كان تجاوزاً للسياسة الإعلامية للقناة، ما جعله يصدر قراراً بتشكيل مجلس تحقيق مع المذيع، انتهى بإيقافه عن العمل.
وفي الحلقة التي بثت على الهواء الخميس الماضي وجه التاج تعازيه لأهالي من قتلوا في التظاهرات، ووصفهم بأنهم "ذخيرة وزاد وقوة ومستقبل هذا الوطن"، داعياً الله "أن يتقبلهم كشهداء، وأن يتوقف حصد الأرواح في السودان"، متمنياً أن "يتوقف حصد أرواح شبابنا وأبنائنا، وكل هذه الدماء الطاهرة التي تسيل على أرض السودان".
ونقلت وسائل إعلام عن التاج قوله، الأربعاء 30 يناير: "لقد أُحلت على مجلس التحقيق مباشرةً بعد نهاية الحلقة وتفاجأت بهم يسألونني عن سبب ترحمي عن الشهداء في مطلع الحلقة."
ويضيف المذيع السوداني أنه مقتنع بما قام به "فالترحم على الشهداء لا يعتبر خرقاً لسياسات أو أخلاقيات المهنة، وليس تعبيراً عن موقف."
وأعلن التاج أنه سيترحم "على كل الشهداء في أي وقت"، مثلما فعل "عند تأبين ضحايا حادث غرق العبارة الأليم الذي راح ضحيته 23 طفلاً"، في إشارة إلى الحادث الذي هز السودان أغسطس الماضي.
وبحسب نشطاء سودانيين شاركوا في التظاهرات، اجتمع مدير القناة قبل أسابيع بالمذيعين، وهددهم بالعقوبات إذا ما عبروا عن تأييدهم الاحتجاجات التي اندلعت في السودان يوم 19 ديسمبر من العام الماضي.
وكانت القناة قد أوقفت قبل أسبوعين معدّ برامج لاستضافته متحدثاً باسم المحتجين في السودان، بحسب ما نقلته صحف محلية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر العديد من المستخدمين السودانيين عن تضامنهم مع المذيع، واصفين ما قام به بالتصرف الوطني والشجاع، بحسب تعبيرهم.
وقال مستخدم إن قرار إيقاف حاتم التاج "يضع الختم الرسمي على قناة سودانية24 ،ويحولها، ليس لقناة حكومية أو رسمية، لكن أبعد من ذلك...أبعد بكثير".
ووصف مستخدم آخر سودانية 24 بأنها "قناة جهاز الأمن" على حد تعبيره.
وانتقد مستخدم ما قامت به القناة، قائلاً في تغريدة إن كل ما قاله حاتم التاج إنه ترحم على شهداء الاحتجاجات في السودان ودعا لأمهاتهم بالصبر والسلوان، فتم فصله لتجاوزه السياسية الإعلامية".
ويشهد السودان احتجاجات منذ أكثر من شهر اندلعت شرارتها بسبب رفع أسعار الخبز لكن سقف مطالبها ارتفع أكثر بعد ذلك فباتت تنادي بتنحي الرئيس عمر البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989.
بعد إقالتها معدَّ برامج استضاف متحدثاً باسم المحتجين في السودان، قناة سودانية خاصة تُقيل مذيعاً ترحم على ضحايا المظاهرات.
ترحم على شهداء السودان ففقد عمله. قصة مذيع سوداني كلفته عبارة واحدة غالياً.
واعتقل المئات من المحتجين والناشطين وشخصيات من المعارضة منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء السودان، وهي الاحتجاجات التي أسفرت بحسب آخر الإحصاءات الحكومية عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، بينما تقول المعارضة إن عدد القتلى تجاوز خمسين قتيلاً.
ورغم أن السلطات واجهت تلك التظاهرات بعنف مفرط بحسب منظمات حقوقية دولية إلى أنها لم تخمد بل تنوعت قاعدة المشاركة فيها، وكان أحدث المنضمين لها الأساتذة والمحاضرون في جامعة الخرطوم، اعتصم منهم المئات داخل مباني الجامعة، الأربعاء، مطالبين بتشكيل "حكومة انتقالية" في البلاد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم مبادرة أساتذة ومحاضري جامعة الخرطوم ممدوح محمد الحسن، قوله إن "أكثر من 300 أستاذاً في جامعة الخرطوم نفذوا الأربعاء اعتصاماً داخل مباني الجامعة"، مضيفاً أن 531 أستاذاً ومحاضراً وقعوا على "مبادرة جامعة الخرطوم" تضمنت عدةَ مطالب أهمها "حكومة انتقالية في السودان".
واتهم الرئيس السوداني جهات لم يسمها بأنها تسعى لاستنساخ تجربة الربيع العربي في بلاده، لكنه أضاف أن "الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...