أفرجت السلطات السودانية الأربعاء عن نائبة حزب الأمة القومي المعارض مريم الصادق المهدي ابنتة زعيم المعارضة السودانية بعد ساعات من اعتقالها في اليوم ذاته.
وكان حزب الأمة القومي، أكبرَ أحزاب المعارضة في السودان، قد نشر تغريدة مقتضبة عبر حسابه على تويتر، صباح اليوم الأربعاء يعلنه فيها اعتقال ابنة زعيم المعارضة السودانية، دون تقديم تفاصيل أخرى بشأن ملابسات اعتقالها، وأسبابه.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رباح الصادق المهدي قولها إن سيارتين تابعتين للأمن السوداني وصلتا إلى منزل شقيقتها مريم في الخرطوم صباح الأربعاء واعتقلتها.
ولم تعلن السلطات السودانية سببَ اعتقال مريم ساعاتٍ قبل الإفراج عنها.
وتشغل مريم صادق المهدي منصب نائبة زعيم حزب الأمة المعارض الذي يرأسه والدها صادق المهدي آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطياً للسودان.
وذكرت قناة العربية السعودية الإخبارية أنه تم اقتياد مريم على الساعة 11 من ظهر الأربعاء بتوقيت الخرطوم من قبل جهاز الأمن والمخابرات، مضيفاً أن قوة أمنية حضرت ليل الثلاثاء واقتحمت المنزل، وفتشته بحثاً عنها رغم إخبارهم أنها غير موجودة، لكن عناصر الأمن حضرت مجدداً الأربعاء وقبضت عليها.
يأتي اعتقال مريم ثم الإفراج عنها بعد يوم واحد من إعلان وزارة الإعلام السودانية الثلاثاء إن مدير الأمن والمخابرات أمر بالإفراج عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أسابيع.
وكان نشطاء قد أكدوا أن صالح عبد الله محمد صالح مدير الأمن والمخابرات زار سجناً في العاصمة الخرطوم وقال إنه سيتم إطلاق سراح المحتجين المعتقلين.
لكن شكك تجمع المهنيين السودانيين وثلاثة تحالفات سياسية معارضة أن تكون الحكومة السودانية قد أطلقت سراح جميع المعتقلين.
وأشار بيان مشترك لتجمع المهنيين وقوى الإجماع ونداء السودان والتجمع الاتحادي، مساء الثلاثاء، الى أن لهم تجارب مع ما وصفه البيان بـ"التدليس وخداع إعلام النظام"، مؤكدين أن المعتقلات مازالت تزدحم بالمهنيين والسياسيين والمواطنين، وأن الأجهزة الأمنية تعتقل بعشوائية.
بعد ساعات من اعتقالها، السلطات السودانية تفرج عن ابنة زعيم المعارضة الصادق المهدي. لماذا اعتقلتها؟ ولماذا أفرجت عنها؟
ويشهد السودان احتجاجاتٍ منذ أكثر من شهر اندلعت شرارتها بسبب رفع أسعار الخبر لكنها تطورت لاحقاً لتطالب بتنحي الرئيس عمر البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989.
واعتقل المئات من المحتجين والناشطين وشخصيات من المعارضة منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء السودان في 19 ديسمبر، وهي الاحتجاجات التي أسفرت بحسب آخر الإحصاءات الحكومية عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، بينما تقول المعارضة إن عدد القتلى تجاوز الخمسين.
ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع الثلاثاء لتفريق عشرات المتظاهرين في حي بري في الخرطوم كما فرقت المئات الذين تجمعوا في مدينة أم درمان المجاورة، فيما تظاهر المئات في مدينة بور سودان المطلة على البحر الأحمر ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.
ويوم 27 يناير قال الرئيس السوداني، عمر البشير، أثناء زيارته القاهرة إن جهاتٍ لم يسمها تحاول "استنساخ الربيع العربي" في بلاده، مضيفاً أن "هناك مشكلة في السودان ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام"، بحسب قوله.
وتابع البشير: "هناك محاولة لاستنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات، لكن الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...