يبدو السيناريو سريالياً: حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة السعودية الرياض، لكن هذا ما طرحته الصحفية الأمريكية كارين إليون هاوس في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال نشر الأحد 6 يناير فكتبت “لا تستغربوا من قيام نتنايهو بزيارة الرياض للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قريباً”.
لماذا تجازف السعودية باستقبال نتنياهو على أرض الحرمين؟ لسائل أن يسأل فحتى لو كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي المحظور وداست قدماه أرض سلطنة عمان المجاورة، إلا أن “قدسية” أرض السعودية تجعل من تخيل زيارته السعودية صعب التصديق وبعيد التحقيق رغم الإقرار بسقوط محظورات كثيرة منذ تولي محمد بن سلمان الشاب المغامر ولاية العهد.
برأي الصحافية الأمريكية محمد بن سلمان يحب المجازفة ويتوق إلى قلب صفحة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي متوقعة أن تحمل رحلة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع نهاية “درامية” لولي العهد السعودي.
ربطت هاوس بين الزيارات المتزامنة للمسؤولين الأمريكيين في الشرق الأوسط هذا الأسبوع: مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وصل إسرائيل السبت الماضي ومن المنتظر وصول بومبيو عمّان الأربعاء، مستخلصة إلى أن زيارة الأخير تتنزل في إطار تأكيد واشنطن أنها من تقود تحالفاً واسعاً ضد إيران وأن للسعودية وإسرائيل دورين بارزين في هذا التحالف.
تتشارك إسرائيل والسعودية حسب تحليل هاوس في نقطة بارزة هي الخوف من التمدد الإيراني مستحضرةً الاتصالات غير الرسمية بين الرياض وتل أبيب غير أنها اتصالات غير سرية تقول مذكرة بتبادلهما معلومات استخباراتية عن العدو المشترك “إيران”، لتخلص إلى السؤال الجوهري: لماذا تريد الولايات المتحدة جعل العلاقات رسمية الآن؟
لامبالاة العرب
في حال تحقق، سيكون اجتماع بن سلمان ونتنياهو وجهاً لوجه، “حجر الزاوية” وتتويجاً لمساعي إدارة ترامب إلى عزل إيران. ولتبرهن إمكانية تحقيق اللقاء العلني بين نتياهو وبن سلمان استشهدت الكاتبة بما سمتها لا مبالاة العرب تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وهو ما قدم لولي العهد السعودي الثقة لنقل مستوى المحادثات السرية إلى مرحلة متقدمة تتمثل في الإفصاح عن علاقته الرسمية مع تل أبيب في الوقت المناسب.
هذه الخطوة الجريئة كفيلة بتحويل اهتمام الرأي العام كما الإعلام الدولي عن المشاكل التي تلاحق القادة الثلاثة: ترامب وبن سلمان ونتنياهو ( الأخير يواجه تهم فساد).
تحقيق لقاء علني بين نتنياهو وبن سلمان لن يقل أهمية عن اتفاقية كامب ديفيد ومن شأنه أن يخفف من حدة مشاكل نتنياهو الداخلية مع اقتراب انتخابات الكنيست. اللقاء يمكن بن سلمان بدوره من استعادة بريقه في المحافل الدولية بعد السمعة السيئة التي طالته جراء اغتيال جمال خاشقجي.
غير أن الإقدام على تحقيق اللقاء بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لا يخلو من الخطر المحدق بالنسبة لبن سلمان إذ من شأنه إثارة معارضيه المتشددين في السعودية غير أن هذه المعارضة ستكون خافتة بسبب قمع بن سلمان لمعارضيه ولرجال الدين بحسب الصحيفة.
وتستبق الصحافية التعليقات التي قد تنتقد السيناريو الذي وضعته لكونه “مستحيلاً” بالقول إن زيارة السادات إلى إسرائيل عام 1977 كانت من المستحيلات كذلك، تماماً مثل لقاء ترامب بزعيم كوريا الشمالية، فالواقع الجديد قضى على منطق المستحيل على حد وصفها متخيلة ترامب وهو يتابع الدراما على التلفزيون أو “يسافر إلى الرياض للمشاركة بنفسه في لقاء نتنياهو وبن سلمان”.
يبدو السيناريو سريالياً، حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة السعودية الرياض، لكن هذا ما طرحته الصحفية الأمريكية كارين إليون هاوس في مقال في وول ستريت جورنال فكتبت “لا تستغربوا من قيام نتنايهو بزيارة الرياض للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قريباً”.
الإقدام على تحقيق اللقاء بين ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لا يخلو من الخطر المحدق بالنسبة لبن سلمان إذ من شأنه إثارة معارضيه المتشددين في السعودية غير أن هذه المعارضة ستكون خافتة بسبب قمع بن سلمان لمعارضيه ولرجال الدين بحسب الصحيفة.
خاشقجي أخّر اللقاء..
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...