في إطار دعوتهن للتحرر من قيود المجتمع الذكوري، أطلقت ناشطات سعوديات وسم #النقاب_تحت_رجلي، رفضاً لارتداء النقاب، ما أثار جدلاً واسعاً بعد أن أصبح أكثر الهاشتاغات تداولاً في السعودية الخميس، وقاربت منشوراته 100 ألف تغريدة.
ونشرت عشرات السيدات مقاطع مصورة لهن يلقين النقاب على الأرض ويدسنه بأقدامهن ونشرت أخريات صورهن دون حجاب، الأمر الذي استفز مغردين من الجنسين واحتد النقاش بين الجانبين بين مؤيد ورافض.
وعلق عيسى الغيث، عضو مجلس الشورى السعودي، على الوسم عبر حسابه على تويتر موضحاً أن قناعته الخاصة هي أن "الحجاب واجب، لكن النقاب مسألة فقهية اجتهادية، ولا يوجد قانون يفرض ارتداءه أو خلعه"، وأردف قائلاً "هو حرية شخصية سواءً كنتِ مجتهدة أو مقلدة لفتوى”، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من "التطرف والاعتداء، المتمثل في الهاشتاغ، وهذا مُحرَّم ومُجرَّم" على حد قوله.
الغيث استشهد بالمادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية في المملكة التي تنص على "معاقبة كل شخص يرتكب جرائم إلكترونية متمثلة في: إنتاج أو إرسال أو إعداد أو تخزين ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة عبر شبكة الإنترنت أو أي حاسب آلي، بالسجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات وغرامة لا تزيد عن 3 ملايين ريال سعودي".
100 ألف تغريدة
قارب الهاشتاغ من الوصول إلى 100 ألف تغريدة ازداد الجدل بين فريقين أحدهما دافع نساءً ورجالاً عن النقاب واعتبره دليل حشمة واحترام واعتبروه من ثوابت الدين.
وركز كثيرون على أن الهاشتاغ " مؤامرة خارجية لشيطنة نساء المملكة من منظمات ضد الدين والوطن".
أما الفريق المعارض للنقاب فاعتبره مجرد تقليد اجتماعي وليس فرضاً.
واعتبرته فتيات "كبتاً وقهراً".
وسخر بعض المغردين من درجة جمال نساء المملكة واعتبر ارتداء النقاب ضرورة وزعموا أيضاً أن "قبيحات" خلف إطلاق الهاشتاغ.
وردت نساء بأنه لو كان النقاب لإخفاء القبح لكان أحرى بالرجال ارتداءه.
وحضرت نظرية "الحلوى المغلفة" و"الجوهرة المصونة" في النقاشات
وكان البعض أكثر تعقلاً في التأكيد على الحرية الشخصية لمن ترتدي النقاب أو تتركه مع رفض إهانة رمزيته في المجتمع السعودي.
وطالبت أخريات بأن تمتلك المرأة السعودية قرارها في ارتداء ما تلبس أياً كان خيارها.
النقاب.. جدل حديث لكن متكرر
وقديماً لم يكن يسمح للمرأة السعودية بالخروج دون نقاب، وكذلك الوافدات، لكن التعديلات التي أدخلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتظهر المملكة بصورة أكثر تحضراً وتقبلاً للأجانب والحريات والنساء على وجه التحديد، خاصة عقب السماح لهن بالقيادة وهو الحق الذي طالما تشدد المشايخ ضده، ألقت بظلالها على "حتمية ارتداء المرأة السعودية العباءة أو النقاب".
تجدد الجدل بشأن خلع النقاب في المملكة واعتباره "عرفاً اجتماعياً بائداً" عندما بثت شابة سعودية تدعى ترف العسيري مقطع فيديو ظهرت خلاله كاشفةً وجهها وشعرها، وقالت: " قّصيت شعري وشلت النقاب كل الفترة كنت مغطية وجهي بنقاب ليش؟
علق عيسى الغيث، عضو مجلس الشورى السعودي، على الوسم عبر حسابه على تويتر موضحاً أن قناعته الخاصة هي أن "الحجاب واجب، لكن النقاب مسألة فقهية اجتهادية، ولا يوجد قانون يفرض ارتداءه أو خلعه"، وأردف قائلاً "هو حرية شخصية سواءً كنتِ مجتهدة أو مقلدة لفتوى”، إلا أنه حذر من "التطرف والاعتداء، المتمثل في الهاشتاغ.
وأصدرت المحكمة العامة في الرياض، يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2017، حكماً وصف بالتاريخي بإلغائها شرط ارتداء المحاميات اللاتي يرغبن بدخول المحكمة للنقاب، واكتفت بإلزامهن بارتدائهن الحجاب.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أثار المتحدث باسم وزارة الشؤون الإسلامية، سليمان العيدي، جدلاً مماثلاً حين صرح في لقاء تليفزيوني بما يجيز خلع المرأة للنقاب مستشهداً بفتوى أئمة المذهب الحنفي بجواز كشف المرأة وجهها في كل مكان، عقب أيام من ظهور هيا العواد وكيلة وزارة التعليم لتعليم البنات، دون نقاب للمرة الأولى لمسؤولة سعودية.
وجاء ذلك عقب تصريح لولي العهد السعودي نفسه أقر فيه بحق المرأة السعودية في اختيار أي لباس تراه مناسباً شرط مراعاة الاحتشام، مؤكداً أنها لم تعد ملزمة بارتداء العباءة أو غطاء الرأس. وأضاف حينها: " يتعين على النساء، مثل الرجال، ارتداء ملابس محتشمة ومحترمة". وهي التصريحات التي أدت لانتشار ارتداء النساء العباءة المفتوحة على تنورة طويلة أو سروال من الجينز في بعض مناطق البلد.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، تجدد الجدل بشأن خلع النقاب في المملكة واعتباره "عرفاً اجتماعياً بائداً" عندما بثت شابة سعودية تدعى ترف العسيري مقطع فيديو ظهرت خلاله كاشفةً وجهها وشعرها، وقالت: " قّصيت شعري وشلت النقاب كل الفترة كنت مغطية وجهي بنقاب ليش؟ عشان عادات وتقاليد سخيفة كذا اتنفس الحرية بدونه وعقبال الهجرة". ودعم الآلاف العسيري عبر هاشتاغ #تضامن_مع_ترف_العسيري وقامت فتيات بنزع نقابهن ونشر صورهن بدونه عبر الوسم الذي وصل الترند أيضاً بأكثر من 40 ألف تغريده.
رغم كل ما سبق، ترفض بعض الفئات والمناطق في المملكة التطورات التي تشهدها السعودية كالسماح بإقامة حفلات الغناء في أرض الحرمين، وقيادة النساء وكشف وجوههن ولعب دور أكبر في الحياة العامة أوالحياة السياسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...