منعت الجزائر موظفات الهيئات الرسمية والحكومية من ارتداء النقاب، بموجب قرار صدر، يوم الخميس، عن المديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري. القرار الذي تضمن "واجبات الموظفين والأعوان في مجال اللباس"، قال إن الموظفين "ملزمون على احترام قواعد ومقتضيات الأمن والاتصال على مستوى مصالحهم والتي تستوجب تحديد هويتهم بصفة آلية ودائمة، لا سيما في أماكن عملهم". هذا القرار ليس الأول من نوعه، ففي أكتوبر العام الماضي، جرى تفعيل قرار وزاري يحظر النقاب في المدارس، سواء للتلميذات أو المعلمات والموظفات، بعد قرار آخر تضمن حذف "البسملة" من الكتب الدراسية، عدا الدينية.
بين "استفزاز" و"قرار عظيم"
مديرية الوظيفة العمومية أكدت أن المنع "بصفة نهائية" لـ"كل لباس يعرقل ممارستهم لمهام المرفق العام"، مشدّدة على تطبيقه بشكل "صارم"، بحسب ما أورده موقع "TSA عربي"."استفزاز" ذو مسحة علمانية، "قرار عظيم"، "إلهاء" عن الفشل السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد... اختلفت ردود الفعل على قرار منع النقاب بينما تسود توقعات بصدام مع الكيانات السلفيةوعلى نحو مواز، شهدت الشبكات الاجتماعية عاصفة من الجدل تباينت خلالها آراء الجزائريين تجاه القرار، بين من وصفه بأنه "استفزاز" ذي مسحة علمانية، ومن رآه "قرار عظيم"، فيما اعتبره فريق ثالث بأنه "إلهاء" عن الفشل السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد. وتسود توقعات كذلك بصدام محتمل مع الكيانات السلفية. وفي تصريحات لصحيفة "الشروق" الجزائرية، اعتبر النائب مسعود عمراوي، القرار "حرباً معلنة على الإسلام"، مُستنداً إلى ما سبقه من تعليمات أخرى تمنع التلميذات من ارتداء الحجاب في الامتحانات الرسمية بحجة أنه وسيلة للغش. وقال النائب إن ارتداء النقاب داخل المؤسسات العمومية أو غيرها من أماكن العمل "هو حرية شخصية تقرره المرأة وحدها"، مُعرباً عن استغرابه الشديد من إصدار مثل هذه التعليمات، واصفاً إياها "بالأمر غير المنطقي". أصداء القرار بلغت دولاً عربية أخرى، وجذبت مُعلقين على القرار، كما في مصر وتونس.
دول عربية منعت النقاب
ينتشر مذهب الإمام مالك في بلاد المغرب العربي، كما الجزائر. وفي كتاب "التاج والإكليل شرح مختصر خليل"، أحد أبرز كتب المذهب المالكي، ورد فيه "أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ أَنْ تَسْتُرَ الْمَرْأَةُ وَجْهَهَا وَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِحْبَابٌ وَسُنَّةٌ لَهَا، وَعَلَى الرَّجُلِ غَضُّ بَصَرِهِ عَنْهَا". ولا تعد الجزائر الأولى في اتخاذ قرار منع النقاب، إذ سبقتها دول عربية في هذا الشأن. في العام 2010، منعت سوريا معلمات المدارس من ارتداء النقاب. وفي مصر، منعت جامعة القاهرة، العام الماضي، أعضاء هيئة التدريس من ارتداء النقاب خلال إلقاء المحاضرات في قاعات الدرس، وتبعتها الجامعة الأمريكية. ومنذ العام الماضي، يدور الحديث عن اتجاه مجلس النواب إلى إقرار قانون بشكل تام في المؤسسات الحكومية، بدعوى أهميته "الأمنية" للتصدي للإرهاب، إلا أنه لم تحدث تطورات بشأنه في الآونة الأخيرة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...