لا تزال الموضة الإسلامية تحارب الأفكار النمطية لدى الشعوب الغربية، إذ يعتقد العديد من الأشخاص في الدول الأجنبية أنه يفرض على جميع النساء في العالم العربي تغطية رؤوسهنّ من خلال وضع الحجاب، في حين أن المسألة ليست كذلك على الإطلاق.
وانطلاقاً من هذه الأفكار والأحكام المسبقة والتي تترجم جهل الغرب بشأن أسلوب حياة المرأة المسلمة، قرر متحف دو يونغ في سان فرانسيسكو، ولأول مرة، احتضان معرض خاص بأزياء المسلمات من باب زيادة الوعي حول ملابس المرأة المسلمة و"ستايلها".
فكرة المعرض تأتي من مدير المتحف النمساوي "ماكس هولين"، الذي كان يترأس في وقتٍ سابقٍ متحف سان فرانسيسكو للفنون الجميلة ومدير متحف "شتادل" في فرانكفورت.
الهدف
بالرغم من أنه ينطوي على بعض الجوانب السياسية، فإن الهدف الأبرز لإطلاق هذا المعرض هو التركيز على موضوع التنوع في الملابس الإسلامية، والخروج من القوالب النمطية ومن الأسلوب التقليدي الذي يفتقر إلى مواكبة الموضة. ينطلق معرض "الموضة الإسلامية المعاصرة" في وقتٍ تزداد المواقف المعادية للإسلام خاصة في أميركا، إلا أن القيّمين عليه لا يريدون أن يتم النظر إليه على أنه رد فعل على موجة الكراهية والإسلاموفوبيا، وفق ما أكدته "جيل داليساندرو"، التي تشغل منصب أمينة المعرض.ينطلق معرض "الموضة الإسلامية المعاصرة" في وقتٍ تزداد المواقف المعادية للإسلام خاصة في أميركا، إلا أن القيّمين عليه لا يريدون أن يتم النظر إليه على أنه رد فعل على موجة الكراهية والإسلاموفوبيا.
صممت سيلين سمعان "أوشحة محظورة" يظهر البعض منها صوراً فضائية للبلدان المتضررة من الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.قالت: "لا نتطلع إلى حل المشاكل، إنما إلى تقديم وجهات نظرٍ جديدةٍ حول جزء مثير للغاية من عالم الموضة الذي لطالما تجاهله العالم الغربي. ما نحاول إظهاره أن هناك الكثير من الخيارات للنساء المسلمات".
ماذا يضم المعرض بالتحديد؟
يحتضن معرض "الموضة الإسلامية المعاصرة" أكثر من 80 مجموعة من الملابس ذات أنماطٍ مختلفةٍ، بدءاً من الملابس المحتشمة والراقية وصولاً إلى الملابس الرياضية، إذ يمكن الإطلاع على تصاميم الحجاب، والفساتين الملونة جنباً إلى جنب مع البوركيني المثير للجدل والحجاب الرياضي الذي قامت شركة نايكي بتصميمه. إن العديد من التصاميم في المعرض هي من ابتكار مصممين من الشرق الأوسط وآسيا، وبالطبع هناك نماذج من توقيع مصممين عالميين يوجهون أنفسهم نحو الأزياء الإسلامية، على غرار "أوسكار دي لا رينتا". [caption id="attachment_164674" align="alignnone" width="700"] سيلين سمعان فيرنون[/caption] ويعرض المتحف، على سبيل المثال، تصميماً عصرياً مصنوعاً من الحرير وحبات الشواروفسكي من إبداع المصمم الماليزي "برنارد شاندران"، بالإضافة إلى بعض التصاميم التي تحمل رسائل سياسية مبطنة كحال سترةٍ طُبع عليها بالخط العربي الملحق الإضافي الأول للدستور الأميركي، ومن بين الأمور التي يشملها، الحرية الدينية. أما صاحبة هذا التصميم فهي اللبنانية سيلين سمعان فيرنون، التي ذهبت كلاجئة إلى كندا في نهاية الثمانينيات ثم استقرت في الولايات المتحدة الأميركية. واللافت أن "سيلين" تستخدم في العادة تصاميمها لإيصال رسائل سياسية. ففي العام 2017 صممت "أوشحة محظورة" يظهر البعض منها صوراً فضائية للبلدان المتضررة من الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما يحتفي المعرض بـ "Hijabistas" وهم عبارة عن مصممين شباب يعتمدون على الحجاب في تصاميمهم على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، على غرار الـ"فاشينيستاز" وما يسمى mipsterz أي "الهبستر" من المسلمين.إزدهار صناعة الأزياء الإسلامية المعاصرة
شهدت صناعة "الأزياء الإسلامية المعاصرة" إزدهاراً كبيراً على مدى السنوات الماضية، خاصة بعدما تبيّن أن النساء المسلمات ينفقن حوالي 44 مليار دولار سنوياً على الموضة، وفق ما كشفته داليساندرو. تبنت العلامات التجارية الكبرى هذا الاتجاه منذ فترةٍ ليست بعيدة، ففي العام 2015 رفعت متاجر H&M النقاب، لأول مرة، عن أول نموذج لغطاء الرأس الذي ارتدته عارضة الأزياء من أصول مغربية ماريا إدريسي البالغة من العمر 23 عاماً. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت "إدريسي":" أشعر أن النساء اللواتي يرتدين الحجاب، يتم تجاهلهنّ عندما يتعلق الأمر بالأزياء...لذلك من المدهش أن هذه العلامة التجارية الكبرى قد أدركت الطريقة التي نرتدي بها الحجاب"، مشيرةً إلى أن السبب الكامن وراء هذه الحملة قد يكون نتيجة ازدهار موضة الحجاب في السنوات القليلة الماضية. وأطلقت شركة الأزياء "دولتشي أند غابانا" في العام 2016 مجموعة مخصصة للنساء المسلمات، كما أن للسلسلة اليابانية Uniqlo خطاً خاصاً للمرأة المسلمة. يذكر أن معرض "الموضة الإسلامية المعاصرة" صممه مكتب الهندسة المعمارية الإيرانية الأمريكية "حريري-حريري"، ويرمز التصميم إلى الستر والحجاب. وسيحط المعرض رحاله في ألمانيا في العام 2019.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...