من دون أن تتجرد من "ديانتها اليهودية" ولا "جنسيتها الإسرائيلية"، انتقدت الممثلة الأمريكية الإسرائيلية ناتالي بورتمان بشدة قانون القومية اليهودية الذي أقرته إسرائيل في مايو الماضي واصفةً إياه بـ "العنصري" و"الخاطئ".
وينص قانون القومية الذي أقره الكنيست على أن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وأن القدس عاصمة إسرائيل، ولغتها الرسمية هي "العبرية" بعد أن كانت العربية "شبه رسمية". ويُشرع القانون الاستيطان إذ ينص على أن "تنمية الاستيطان اليهودي من القيم الوطنية، وستعمل (إسرائيل) على تشجيعه ودعم تأسيسه".
وأوضحت بورتمان في حوارٍ مع صحيفة "القدس العربي"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، أنها تُعارض قانون القومية لأنه "أمر مسيّس"، يضعها في موقف حرج أمام الناس الذين تتأثر حياتهم بكُل القرارات التي يتخذها نيابة عنهم السياسيون و"الجيران"، بحسب قولها، مُتمنيةً أن تكون جزءاً من تغيير الواقع الذي يعيشونه، وأن "نعمل لأجل جيراننا ونعمل مع جيراننا"، حسب قولها.
في المُقابل، لفتت بورتمان إلى أنها لا تؤيد حركة مقاطعة إسرائيل BDS، التي تعد من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" بحسب تقييم إسرائيل التي تتضرر مصالحها التجارية من حملة المقاطعة، مؤكدة أنها تعمل من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، قائلةً إن بإمكانها انتقاد القيادة الإسرائيلية دون أن تدعو العالم لمقاطعة الدولة نفسها.
وتأتي انتقادات بورتمان لاعتقادها بأن سوء مُعاملة الفلسطينيين لا تتماشى مع "قيمها اليهودية"، لافتةً إلى أنها لن ترضى بالعنف والفساد وعدم المساواة وسوء استخدام السلطة، لأنها "تهتم بإسرائيل".
وانتقدت بورتمان، المولودة من أم أمريكية، والمعروفة بأنها ناشطة سياسية واجتماعية وبيئية، ومدافعة عن حقوق الحيوان والطفل والمرأة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتهمته بكراهية النساء، قائلةً إن فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016 أغضبها كثيراً، ولكنه جعلها شخصاً مُستعداً للتظاهر أمام "الظلم"، كما دفعها للعمل على "جعل مجتمعها مكاناً أفضل بطريقتها الخاصة"، بحسب قولها.
من دون أن تتجرد من "ديانتها اليهودية" ولا "جنسيتها الإسرائيلية"، انتقدت الممثلة الأمريكية الإسرائيلية ناتالي بورتمان بشدة قانون القومية اليهودية الذي أقرته إسرائيل واصفةً إياه بـ "العنصري" و"الخاطئ".
تأتي انتقادات الممثلة الأمريكية الإسرائيلية ناتالي بورتمان لاعتقادها بأن سوء مُعاملة الفلسطينيين لا تتماشى مع "قيمها اليهودية".
إسرائيل… "قصة حب وظلام"
لم تكن هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها بورتمان القيادة الإسرائيلية ومُمارساتها، إذ رفضت، نهاية أبريل الماضي، حضور حفل توزيع جوائز "غينيسيس برايز"، لتسلم جائزة "رفيعة" قيمتها مليون دولار أمريكي، تمنحها الحكومة الإسرائيلية سنوياً لشخصية يهودية متميزة ومؤثرة، وهي بمثابة "النوبل اليهودي". رفضها كان احتجاجاً على سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين خلال تظاهرات مسيرة العودة التي انطلقت 30 مارس الماضي، "لحماية حقوق اللاجئين وكسر الحصار". وجاء موقفها لتأثرها "بالأحداث الأخيرة" في إسرائيل وقطاع غزة ولعدم ارتياحها من حضور الحفل، وفقاً لمدير أعمالها، لوجود كلمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جدول أعمال الفعالية.
وما كان رفضها للجائزة إلا تماشياً مع إخراجها عام 2014 فيلم "قصة حب وظلام"، المقتبس عن رواية للكاتب الإسرائيلي عموس عوز "قصة حب وظلمة"، التي فازت بجائزة أدبية في عام 2002.
تتمحور القصة التي اختارتها في أولى تجاربها في الإخراج حول طفولة عوز خلال فترة تأسيس دولة إسرائيل في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات. وكان الفيلم قد قوبل بغضب واستنكار من قبل المسؤولين الاسرائيليين، الذين نددوا بوصفها تأسيس دولة إسرائيل "حكاية ظلام".
https://youtu.be/N2Jd6COX9Q0?t=52من هي ناتالي بورتمان؟
هي ممثلة ومخرجة أفلام ومنتجة، ولدت في 9 يونيو 1981، في القدس لطبيب إسرائيلي وأم أمريكية، كانا قد التقيا في الولايات المتحدة قبل أن يتزوجا في ثمانينيات القرن الماضي. انتقلت العائلة إلى ولاية واشنطن الأمريكية لسنوات قليلة، ومن ثم إلى ولاية نيويورك، حيث تعيش بورتمان اليوم.
حصلت بورتمان عام 2003 على شهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة هارفارد، وأكملت دراستها العليا عام 2006 في الجامعة العبرية في القدس، وبعد عودتها الى نيويورك عملت محاضرة عن الإرهاب في جامعة كولومبيا، و درست اللغة الفرنسية، والألمانية واليابانية والعربية، وهي متزوجة منذ عام 2012 من مُصمم الرقصات الفرنسي بنجامين ميلبيه.
بدأت بورتمان حياتها الفنية بالمسرح، حينما كانت في العاشرة، وفي 2004، فازت بجائزة "غولدن غلوب"، لأفضل ممثلة ثانوية في فيلم "Closer"، كما رشحت لجائزة الأوسكار عن دورها في الفيلم ذاته.
وعام 2010 حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وجائزة الأكاديمية البريطانية لأفضل ممثلة، وجائزة الروح المستقلة لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "Black Swan". ويعرض لبورتمان في دور العرض السينمائية حول العالم حالياً، أحدث أفلامها "Vox Lux".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون