أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، صباح الخميس، اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة شبان فلسطينيين، في القدس ونابلس ورام الله، بزعم تنفيذهم "هجمات إرهابية" ضد إسرائيليين، لافتةً إلى أن الجيش الإسرائيلي شنّ حملة اعتقالات واسعة أسفرت عن اعتقال 38 فلسطينياً في الساعات الماضية.
وقالت وفا إن جيش الاحتلال اغتال صالح عمر البرغوثي، وأشرف نعالوة، وشاباً ثالثاً لم تحدد هويته بعد زعم الاحتلال أنه قام بطعن عنصرين من جنوده سابقاً.
وأكدت الوكالة أن حملة الاعتقالات التي بدأت مساء الأربعاء واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس أسفرت عن اعتقال 38 فلسطينياً مع مداهمة العديد من المنازل بحثاً عن "مطلوبين ومشتبه بهم"، وهذا ما وصفته بـ "التصعيد الإسرائيلي”، وفي المقابل أطلق جيش الاحتلال على إجراءاته العسكرية اسم "عملية تصفية الحساب".
تفاصيل جرائم الاغتيال
وقامت قوات خاصة إسرائيلية (المستعربون)، باختطاف صالح عمر البرغوثي (29 عاماً) من قرية كوبر، ليلة الأربعاء، بعد إطلاق النار صوب مركبته العمومية عند مروره من شارع سردا، قبل أن تعلن سلطات الاحتلال استشهاده في وقت لاحق، بحسب وفا. فيما زعم بيان رسمي لجيش الاحتلال أن البرغوثي هو أحد منفذي الهجوم المسلح قرب مستوطنة عوفرا الأحد الماضي، وأنه حاول الهرب فأطلق عليه الجنود النار، وتوفي عند قرية سردا شمالي مدينة رام الله.
وأضاف البيان الإسرائيلي: "تم اعتقال عدد من الشبان للاشتباه في ضلوعهم في الهجوم الذي أدى إلى إصابة 6 إسرائيليين" دون أن يحدد عددهم.
وفجر الخميس، اغتالت قوة خاصة أشرف وليد سليمان نعالوة، من ضاحية شويكة شمال طولكرم، في مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس، وقالت مصادر أمنية لوفا إن القوة اقتحمت مخيم عسكر الجديد وحاصرت منزلاً وسط إطلاق كثيف للنار، وهذا ما أدى إلى استشهاد نعالوة، واحتجاز جثمانه.
ويزعم الجانب الإسرائيلي أن نعالوة كان مسلحاً و"يستعد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل” في حين تؤكد مصادر أخرى أنه اشتبك مع وحدة اليمام الخاصة قبيل اغتياله، حسبما ذكرت الجزيرة. وأكدت مصادر فلسطينية لوكالة وفا اعتقال أربعة مواطنين من الأسرة التي كان يحتمي نعالوة في منزلها.
وتلاحق إسرائيل نعالوة منذ أكثر من شهرين، وتتهمه بمهاجمة مستوطنين داخل مصنع بمستوطنة بركان قرب مدينة سلفيت شمال الضفة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وهذا ما تسبب في مقتل اثنين وجرح ثالث، كما اعتقلت والديه وشقيقه وصهره، منذ الأيام الأولى لتنفيذ العملية، وأصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قراراً بهدم منزل عائلته ثم أرجأته، ويتوقع أن ينفذ الهدم في الفترة المقبلة.
حماس تنعى شهيديها
ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نعالوة والبرغوثي في بيان، ووصفتهما بأنهما من "مجاهديها الأبطال"، وقالت الحركة: "تزف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لشعبنا وأمتنا اثنين من خيرة مجاهديها، الشهيد البطل: أشرف نعالوة، الذي دوّخ الاحتلال على مدار أكثر من 9 أسابيع بعد عملية بطولية نوعية في مغتصبة ( مستوطنة) “ ركان"، والشهيد البطل: صالح البرغوثي منفذ عملية مغتصبة (عوفرا) الأسبوع الماضي شمال رام الله.
وأضافت في بيانها: "جذوة المقاومة في الضفة لم ولن تنطفئ حتى يندحر الاحتلال عن كامل أرضنا، ونستعيد حقوقنا كاملة غير منقوصة".
واغتال الاحتلال شاباً ثالثاً، لم تُعرف هويته بعد، في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، وذكر شهود عيان لوفا أن قوات الاحتلال أطلقت من 10 إلى 12 رصاصة على الشاب، وتركته ينزف نحو 40 دقيقة حتى توفي، كما مُنع الصحافيون من الاقتراب من المنطقة وفرض حولها حصاراً عسكرياً.
حملة اعتقالات واسعة
ولم تقتصر عملية "تصفية الحساب" الإسرائيلية على إراقة دماء الشهداء الفلسطينيين، بل شملت اعتقال قرابة 38 شاباً فلسطينياً، في رام الله والقدس المحتلة ونابلس والخليل وطوباس وطولكرم.
واستهدفت حملة الاعتقالات أقارب الشهداء الذين اغتالتهم إسرائيل في الساعات الماضية وجيرانهم وسكان المناطق التي كانوا يختبئون بها.
ولفتت وفا إلى أن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، صبيحة الخميس، في صفوف المقدسيين فقط، شملت 19 شاباً، على الأقل، من أحياء متعددة من المدينة.
في غضون ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الخميس المسجد الأقصى ومنعت المواطنين من دخوله لأداء صلاة الفجر، تفادياً للاحتشاد، وهذا ما اضطرهم للصلاة في الشوارع القريبة من الأقصى في أجواء عاصفة وباردة وماطرة.
وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت، الاثنين، مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة بحثاً عن منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عوفرا"، الأحد وأسفرت عن إصابة ستة إسرائيليين "بجروح بالغة" قرب المستوطنة الواقعة شمال الضفة الغربية، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، وأكدت مصادر فلسطينية أنه تم اعتقال قرابة 25 شاباً فلسطينياً وإصابة العشرات بحالات اختناق جراء الاشتباكات التي حدثت بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 19 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت