أصدرت محكمة استئناف أبوظبي الاتحادية، الأربعاء، حُكماً بالسجن المؤبد على الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، 31 عاماً، بعد إدانته بالتجسس على الإمارات، وتزويد جهات خارجية معلومات أمنية واستخباراتية حساسة.
هذا ما نقلته وسائل إعلام إماراتية، وما أكدته المتحدثة باسم عائلة هيدجز، نيكيتا بيرناردي.
وقالت أسرته إن الجلسة لم تتجاوز خمس دقائق ولم يكن محاميه حاضراً فيها.
وعقب إصدار الحكم، حذر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، في بيانً من تداعيات الحكم على العلاقات البريطانية الإماراتية، وقال: "قد أوضحت مراراً وتكراراً أن تعامل السلطات الإماراتية في ما يتعلق بهذه القضية ستكون له تداعيات على العلاقات بين بلدينا، وهي علاقات يجب أن تُبنى على الثقة. من المؤسف أننا وصلنا إلى هذا الوضع. أهيب بالإمارات إعادة النظر بالحكم". وعبر الوزير عن "صدمته" من الحكم قائلاً: "أشعر بصدمة كبيرة وبخيبة أمل لسماع الحكم الصادر اليوم. لقد أثرتُ شخصياً قضية ماثيو هيدجيز على أعلى المستويات في الحكومة الإماراتية خلال زيارتي إلى أبو ظبي يوم 12 نوفمبر. تحدثت حينذاك مع ولي العهد الأمير محمد بن زايد ووزير الخارجية عبد الله بن زايد". وتابع "لكن الحكم الصادر اليوم ليس ما نتوقعه من شريك صديق وموثوق به للمملكة المتحدة… حكم يتعارض مع الضمانات التي أعطيت سابقاً. مسؤولونا القنصليون على اتصال وثيق بماثيو هيدجيز وعائلته. وسوف نواصل بذل كل ما بوسعنا لمساعدته". وكانت السُلطات الإماراتية قد أطلقت سراح المواطن البريطاني، بعد احتجاز دام نحو 6 أشهر، بشكل مؤقت، يوم 29 أكتوبر الماضي حتى جلستِه التي انعقدت اليوم، 21 نوفمبر، ووضعت حداً لقضيته. سبق أن أُفرج عنه في أكتوبر الماضي بكفالةٍ دون جواز سفره، وطُلب منه البقاء في الإمارات، كما أُجبر على ارتداء سوارِ مراقبة إلكتروني، كشرطٍ لإطلاق سراحه مع تحذيره من أن إزالة السوار قد تعيده إلى السجن. وكانت قد نقلت وكالة رويترز أن أكثر من 120 أكاديمياً من أنحاء العالم وقّعوا التماساً لحثِّ السلطات الإماراتية على إطلاق سراحه. ومنذ أن أُعتقل في مطار دبي الدولي بعد زيارةٍ له دامت أسبوعين، لـ"إجراء بحثٍ ميداني يتعلق بدراسته للحصول على شهادة الدكتوراه"، وهو ينفي الاتهاماتِ الموجهةَ إليه بالتجسس، فيما قالت زوجته في وقتٍ سابق إن هيدجز اعتقل "دون تفسير واضح"، إذ كان بالإمارات لدراسة "أثر الربيع العربي على العلاقات الخارجيةِ للإمارات وإستراتيجيتِها الأمنية". الإمارات تحكم بالمؤبد على البريطاني ماثيو هيدجز بتهمة الجوسسة، وأسرته تقول إن الجلسة لم تتجاوز خمس دقائق ولم يكن محاميه حاضراً.
وكان هيدجز، طالب الدكتوراة بكلية الإدارة الحكومية والشؤون الدولية في جامعة درهام، قد تسبب بـ"أزمة" بين وزير الخارجية البريطاني ونظيره الإماراتي، إذ قال هانت، يوم 11 أكتوبر إنه "يشعر بقلقٍ بالغٍ إزاءَ استمرار احتجاز المواطن هيدجز في الإمارات"، مُضيفاً أنه تباحث مرتين مع نظيره الإماراتي في هذا الشأن، وأنه شدّد على ضرورة التعاملِ بشكلٍ عادلٍ وإنساني مع قضية هيدجز. وأتى الرد سريعاً من قبل وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، قائلاً "الإمارات تشعر بخيبة أملٍ من ردة فعل بريطانيا". وأوضح حينذاك: "جرى بحث قضية ماثيو هيدجز بشكلٍ مكثفٍ مع البريطانيين خلال الأشهر الخمسة الماضية في ظل تردّد السلطات البريطانية في التعامل مع المسألة عن طريق القنوات المشتركة. ينبغي أن تأخذَ الإجراءاتُ القانونية مجراها". شارك هيدجز العام الماضي في كتابة بحثٍ أكاديميّ عن الإخوان المسلمين ومجلس التعاون الخليجي، الذي يضمُّ الإمارات. رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت