نور عنايات خان واحدة من الشخصيات المهمة في عالم الجاسوسية أثناء الحرب العالمية الثانية، تجسست لحساب البريطانيين ضد النازيين في فرنسا، قد تصبح قريباً أول مسلمة توضع صورتها على ورقة نقدية في بريطانيا.
وقد اقترح ناشطون وشخصيات سياسية خان بعد أن أعلن بنك إنكلترا تلقيه اقتراحات من العامة لشخصيات توضع صورها على الأوراق النقدية، التي ستتم إعادة إصدارها في شكل بلاستيكي عام 2020.
رأت نور عنايات خان النور عام 1914 في موسكو، حيث كان يدرّس والدها الموسيقى في كونسرفاتوار موسكو. ولدت من أم أمريكية أورا راي بيكر وأب من أصل هندي هو الموسيقي والصوفي حضرة عنايت خان. وتعتبر نور حفيدة حاكم سلطنة مايسور الهندية، السلطان تيبو (1750-1799)، الذي شن ثلاث حروب ضد القوة الاستعمارية البريطانية.
جمعت نور عنايات بين مهارة الكتابة والموسيقى والتصوف، بدأت حياتها المهنية كاتبة أدب أطفال حين كانت تعيش في باريس مع عائلتها، واختارت أن تصبح جاسوسة من أجل بريطانيا ضد النازيين.
نشرت عام 1939 كتاب "عشرون حكايا من جاتاكا"، وهي مجموعة قصصية تعليمية عن التجليات الأولى للبوذا سيدهارتا غوتاما الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد. كشفت عنايات في كتابها خطوط عقيدتها، وكيف تتشبث بفكرة الاستعداد للنضال من أجل وحدة البشر وسلمية الكون حتى لو دفعت حياتها مقابل ذلك.
وبعد انتقالها إلى بريطانيا عقب سقوط فرنسا في الحملة النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، تدربت على سلاح الجو، ثم تم تجنيدها عميلةً سرية للمدير التنفيذي للعمليات الخاصة، وباتت أول امرأة تعمل في مجال الإذاعة، وأُرسلت إلى فرنسا التي احتلها النازيون عام 1943، وهي تبلغ من العمر 29 عاماً.
مدت خان بريطانيا بمعلومات مهمة جداً، قبل أن تُقتل على يد قوات الأمن الخاصة في معسكر اعتقال داخاو بعد تعرضها للخيانة من قبل امرأة فرنسية، وعانت 10 أشهر من التجويع والتعذيب وأعدمها الغستابو (فرقة هتلر السرية).
وعام 1949 كرمت خان لأول مرة بمنحها جائزة صليب جورج "تقديراً لشجاعتها".
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام، فإن الورقة النقدية الجديدة المقترح وضع صورة خان عليها ستكون من قيمة 50 جنيهاً، وتعد هذه المرة الأولى التي تُرشح فيها شخصية من الأقليات العرقية. وأعلنت شخصيات عدة، من بينها وزيرة النقل والمواصلات لحزب المحافظين نصرت غاني، ذات الأصول الآسيوية المسلمة، أنها تتمنى أن ترى صورة نور عنايات خان على ورقة بقيمة 50 جنيهاً استرلينياً"، متحدثةً عن جانب من حياة تلك الجاسوسة التي "تعرضت للخيانة من النازيين، وتم تعذيبها".
كما أعلنت البارونة وارسي، الرئيسة المشاركة السابقة لحزب المحافظين لوسائل إعلام بريطانية، دعمها فكرة وضع صورة خان على العملة البريطانية. واعتبرت خان "شخصية ترمز إلى كل شيء عظيم يتعلق ببريطانيا، فهي سيدة مسلمة كانت في عمر الزهور حين تخلت عن حياتها من أجل بلدها".
ويعود الفضل في التفكير في خان لطبع صورتها على العملة البريطانية إلى الناشطة زهرة الزايدي، التي جندت الكثير من الشخصيات لحملتها، وسبب اختيار زايدي لخان أنها امرأة ملهمة، وجندية، وكاتبة، ومسلمة، ومؤيدة لاستقلال الهند، وصوفية، ومقاتلة ضد الفاشية وبطلة.
نور عنايات خان واحدة من الشخصيات المهمة في عالم الجاسوسية أثناء الحرب العالمية الثانية، تجسست لحساب البريطانيين ضد النازيين في فرنسا، قد تصبح قريباً أول مسلمة توضع صورتها على ورقة نقدية في بريطانيا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...