جاسوسٌ تلو الآخر تَكشف "نتفليكس" عن بطولاته للعالم. فبعد بدءِ عرضها لفيلم "الملاك"، الذي أظهر أشرف مروان كالملاك صانعِ السلامِ بين مصر وإسرائيل في 14 سبتمبر الحالي، تستعدُ نتفليكس لبدء عرض مسلسلٍ مصغر ذي 6 حلقاتٍ للكشف عن القصةِ الحقيقيةِ التي وصفتها الشبكة بــ"المدهشة" لأبرز جواسيسِ إسرائيل "إيلي كوهين"، الذي اخترقَ صفوفَ الحكومة السورية في الستينيات، بعنوان "الجاسوس" - The Spy. يروي المسلسل الدرامي الذي يتولى كتابتَه وإخراجه الإسرائيلي جدعون راف ويجسد دورَ البطولة فيه الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين، تفاصيلَ رحلة تحوُّل اليهودي إيلي كوهين (إلياهو) إلى الجاسوسِ المسلم كامل أمين ثابت، الذي كان يُطلَق عليه في الموساد "رجلنا في دمشق".
وُلد يوم 26 ديسمبر 1924 في الإسكندرية لأسرةٍ سوريةٍ هاجرت من حلب إلى مصر. انضم في الـ20 من عمره إلى الحركة الصهيونية في مصر كما التحق أيضاً بشبكة تجسسٍ إسرائيليةٍ تحت قيادة أبراهام دار. اتجه إلى إسرائيل عام 1957، بعد حرب السويس (العدوان الثلاثي - 1956)، عمل في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ومن ثم التحق بالموساد الإسرائيلي، وأتت الخُطة كالتالي (بحسب الرواية الإسرائيلية): - تصديره إلى الأرجنتين (1961) كرجل أعمالٍ سوري يُدعى كامل أمين ثابت، لديه العديد من الاستثماراتِ الناجحة، ويسعى لإكمال المسيرة في وطنه سوريا. - اقترابُه في العاصمة الأرجنتينية (بوينس آيرس) من الملحق العسكري أمين الحافظ الذي أصبح رئيساً لسوريا لاحقاً. - انتقالُه إلى دمشق (1962) وسكنه بحيّ أبو رمانة المجاورِ لمقرّ قيادة الجيش السوري - إذ ربطته علاقاتٌ رفيعة المستوى مع كبار ضباط الجيش ورجال السياسة حينها. - تمكّنُه من تزويد إسرائيل بالمعلومات "المطلوبة".
اعتبرته إسرائيلُ منقذاً، إذ قال رئيس وزرائها ليفي أشكول حينها "لولا المعلومات التي وفرّها كوهين، لكان الجيش الإسرائيلي عانى كثيراً مع سوريا في الجولان".
لكن على ما يبدو أن كوهين والموساد لم يتبادلا "الوفاء" ذاتَه إذ تُحمّل زوجتُه الموسادَ الإسرائيلي مسؤوليةَ نهايته قائلة "كانوا يعرفون أنه انكشف ورغم ذلك أجبروه على العودة إلى سوريا للتجسس".
وهُناك، لم تستمرَّ الخدعة كثيراً إذ تمّت مراقبتُه حتى اعتقِل وحُكم عليه بالإعدام شنقاً في ساحة المرجة في دمشق في 18 مايو 1965، علماً أن الصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل قد قال إن المخابرات المصرية هي التي كشفت حقيقتَه.
رحلة تحوُّل اليهودي إيلي كوهين (إلياهو) إلى الجاسوس المسلم كامل أمين ثابت ستعرضها "نتفليكس" قريباً.. لكن ما وراءَ اهتمامها بالكشف عن بطولات جاسوسٍ تلو الآخر؟
قصة الجاسوس "إيلي كوهين" الذي اخترق صفوفَ الحكومة السورية في الستينيات تُصوَّرُ في المغرب ما بين الرباط، سلا، فاس والقنيطرة. ما موقف المغرب من القضية الفلسطينية بالتحديد؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Sam Dany -
منذ 5 أيامانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياملماذا حذفتم اسم الاستاذ لؤي العزعزي من الموضوع رغم انه مشترك فيه كما ابلغتنا الاستاذة نهلة المقطري
Apple User -
منذ 6 أياموحده الغزّي من يعرف شعور هذه الكلمات ، مقال صادق
Oussama ELGH -
منذ أسبوعالحجاب اقل شيء يدافع عليه انسان فما بالك بحريات اكبر متعلقة بحياة الشخص او موته
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعاهلك ناس شجاعه رفضت نطاعه واستبداد الاغلبيه
رزان عبدالله -
منذ اسبوعينمبدع