رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تسليم قتلة الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي لتركيا، قائلاً إن محاكمتهم ستتم في السعودية مرجحاً في الآن نفسه أن التحقيقات "تستغرق وقتاً" على حد تعبيره. الجبير بهذا الإعلان يكون قد ردّ على طلب أردوغان الرياض تسليم قتلة خاشقجي إليه من أجل محاكمتهم في تركيا، لأن جريمة الاغتيال وقعت على الأرض التركية مثلما قال الرئيس التركي. وفي مؤتمر صحفي مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على هامش "حوار المنامة"، وهو مؤتمر للأمن يعقد سنوياً في البحرين، قال الجبير صباح السبت، إن المحتجزين في قضية اغتيال خاشقجي "سيحاكمون في السعودية"، وطمأن إلى أن جهات تنفيذ القانون في السعودية تعمل مع نظيراتها التركية في التحقيق، قائلاً: "هناك تحقيقات مستمرة في السعودية وتركيا بشأن القضية، ويومياً هناك أدلة جديدة نرصدها"، لكن الجبير حاول تخفيف فداحة جرم القتل العمد وإخفاء الجثة بقوله: “هناك أشخاص تجاوزوا صلاحياتهم في قضية خاشقجي".

هستيريا الصحافة

وهاجم وزير الخارجية السعودي الإعلام الدولي الذي نقل تطورات جريمة قتل خاشقجي طوال 25 يوماً، قائلاً "صابت الإعلام حالة هستيريا"، مطالباً الصحافة الدولية بانتظار التحقيقات حتى تنتهي". وكان الجبير قد اختفى من الساحة السياسية فور اختفاء خاشقجي ليعاود الظهور في 21 أكتوبر في حوار مع فوكس نيوز الأمريكية، معلناً: "ما حصل لخاشقجي خطأ... وسنحاسب المسؤولين عن وفاته... إن الأمير محمد بن سلمان لم يكن يعلم بحادثة جمال خاشقجي". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تساءل الجمعة في خطبة له : "منفذو جريمة قتل خاشقجي معروفون، ولكن من وجه لهم الأوامر؟". وفي كلمة ألقاها في مؤتمر حزبي خاطب أردوغان السلطات السعودية: "إذا كنتم تريدون إزالة الغموض، فالموقوفون الـ18 في السعودية هم نقطة التعاون المحورية بيننا. وإذا كنتم لا تستطيعون إجبارهم على الاعتراف بكل ما جرى فسلموهم لنا لنحاكمهم، فالجريمة وقعت في قنصلية السعودية في إسطنبول".

هجوم معاكس

وأتى تصريح الجبير بعد ساعات على هجوم شنه السيناتور الأمريكي راند بول عضو الكنغرس، ضده واصفاً إياه بأنه "وزير وقح لمحاولته تبرئة ولي العهد محمد بن سلمان من جريمة اغتيال خاشقجي”. وقال بول إن "الجبير يتمتع بقدر كبير من الوقاحة ليلقي دروساً على الولايات المتحدة بافتراض البراءة". وجاءت تصريحات بول القوية رداً على تصريحات الجبير، الذي انتقده لاتهامه ولي العهد السعودي بأنه يقف وراء جريمة الاغتيال، قائلاً: "فوجئت أن شخصاً يجلس على بعد 6000 ميل متأكد مما حصل في حادث وقع على بعد 6000 ميل، دون أن يملك القدرة على الوصول إلى معلومات استخبارية". وفي مقابلة مع سي إن إن رد عليه بول: "من سخرية القدر أن تكون لدى السعودية الجرأة لإعطاء محاضرة لأي كان في الولايات المتحدة بناء على قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وذكّر السيناتور أن في السعودية أكثر من ثلاثة آلاف شخص "دون محاكمة ودون أي افتراض للبراءة، وهم سجناء سياسيون". ومن المنتظر أن يزور المدعي العام السعودي تركيا الأحد، بحسب ما أعلنه أردوغان، في وقت تقول أنقرة إن بحوزتها أدلة جديدة في قضية اغتيال خاشقجي، متسائلة باستمرار "أين جثة جمال"؟