أغلقت الناشطةُ السعودية منال الشريف، الخميس، حسابَها على تويتر احتجاجاً على اختراقه من قبل الأنظمة الاستبدادية، وتركه الحبلَ على الغارب لمناصري النظام السعودي لتعقب المعارضين والتنمّر عليهم والتحريض ضدهم، دون أن يقوم تويتر بشيءٍ لحماية المعارضين أو لكفّ أذية المناصرين. لقد تحوّل الموقعُ الأزرق من ملاذٍ لحرية التعبير إلى فضاءٍ "لإضعافنا"، بحسب تعبير منال. وبعد تساؤلات عدة فحواها "أين منال؟" في ساعاتِ الصباح الأولى من يوم الجمعة 26 أكتوبر، جاءت الإجابة سريعاً بصوت منال وصورتها حين بثّت على "يوتيوب" فيديو عنوانه: "لماذا حذفتُ حسابي على تويتر؟" أعلنت فيه أن الموقعَ الذي أنقذ حياتَها يوماً، بات يُهددها ويُشكل خطراً على كُل ناشطٍ ومُدافعٍ حقوقي، ذلك بعد أن أغلقت حسابها، الخميس، أمامَ الحاضرين في مؤتمر SingularityU Nordic، في ستوكهولم. وعبر الفيديو الذي بثته منال على يوتيوب، سلطت الضوء على الوسم الأكثرِ تداولاً في العالم منذ يومين: #أنا_عربي_ومحمد_بن_سلمان_يمثلني، مشيرةً إلى أن ذلك كفيلٌ بكشف من يتحكم بموقع تويتر، قائلة: "إنه جيشٌ من المستخدمين، تدفع لهم الحكومة السعودية لإسكات منتقديها، ومُهاجمة كُلِّ من يقول كلمة الحق". واتهمت منال تويتر بأنه مُستَغلٌ حالياً من الحكومات نفسِها التي "رفعنا صوتنا ضدّها"، مشيرةً إلى أن الموقعَ بدوره، سمح للسعودية بإطلاقَ البروباغندا الخاصة بها ولم يمنع تويتر حكومتَها من "نشر أخبارها الزائفة". وتعقيباً على ما ذكره تقريرُ نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، عن اختراق تويتر من قبل الموظف السعودي الذي انضم إلى شركة تويتر عام 2013، علي آل زبارة، والذي جنّدته السعودية للتجسس على الحسابات من داخل مكاتب الشركة، اعتبرت منال أن "الوضعَ لم يعد يُحتمل" خاصة بعد أن تمكنَ آل زبارة، من خلال منصبه كـ"قائدٍ تقني"، من الوصول إلى أرقام هواتف منتقدي الحكومةِ السعودية، وعناوينِ IP الخاصةِ بأجهزتهم، ما تسببَ في "سجن بعضهم، وإخفاء البعض الآخر"، بحسب قولها. وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد نشرت في 21 أكتوبر الحالي، تحقيقاً حول كيفية استغلال الحكومةِ السعودية تويترَ، من أجل الوصول إلى معارضيها وإسكاتهم، على خلفية قضيةِ اغتيال الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلادِه في إسطنبول التركية. اكتشفت إدارة تويتر تجسسَ آل زبارة عام 2015، حين قال لها مسؤولو تويتر إنه أصبح قريباً إلى عملاء المخابرات السعوديين، لكنهم وبعد استجوابه، طردوه دون اتخاذ أيّ إجراءٍ قانونيٍّ ضده، لأنهم لم يتمكنوا من العثور على دليلٍ يؤكد أنه سلَّم بياناتِ تويتر إلى الحكومة السعودية. وقالت الشريف في الفيديو الذي أطلقته عبر "يوتيوب" إن إضافة إلى آل زبارة، بدورها شركة "McKinsey" تُقلقها أيضاً، خاصةً بعدما كشف تحقيقُ صحيفة نيويورك تايمز أنها قدّمت تقريراً من 9 صفحاتٍ للحكومة السعودية التي وظّفتها عام 2015 لمتابعة تطبيق السياساتِ والتدابيرِ الاقتصادية التقشفية التي أطلقتها المملكة لمواجهة أزمة انخفاضِ أسعار النفط وسدّ العجز في الموازنة العامة للدولة. قدمت ماكنزي للحكومة السعودية أسماءَ الشباب الذين كانوا يقودون حملاتٍ رافضةً للقرارات التقشفية، وهم الكاتبُ خالد العلقمي والطالب عمر بن عبد العزيز المعارض السعودي المقيم في كندا، وشخصٌ مجهول يحمل اسم أحمد. وبمجرد إصدار الشركة تقريرَها، أُلقي القبض على الكاتب العلقمي بحسب منظمة القسط الحقوقية، واعتُقل اثنان من إخوة عمر بن عبد العزيز، بينما اخترق النظام السعودي هاتفَه وحساباً كان يديره وتدعمه شركة سيتيزن لاب، أما حسابُ المغرد أحمد فقد أُغلق نهائياً. لكن ماكنزي نفت الاتهاماتِ التي وُجهت لها لافتةً إلى أن السلطاتِ السعودية لم تطالبها بإعداد تقريرٍ عن معارضيها. أما الناشط عمر عبد العزيز، فيكشف عبر "تويتر" يوماً بعد يوم عن معلوماتٍ دقيقة بشأن اختراق تويتر وتجاوزات الشركات الكبيرة التي تسببت بأذى معارضين سعوديين. وآخر ما كشفه اختفاءُ المعارض تركي الجاسر، الذي اعتقلته السلطات منذ 7 أشهرٍ، ولا يعرف أحدٌ عنه شيئاً حتى اللحظة، ما دفع عبد العزيز ليتساءل "إذا كانت السعودية فعلت هذا بجمال خاشقجي وفي قنصلية خارج بلادها فما الذي فعلته لتركي". "احتجاجاً على كُل هذا أغلقتُ حسابي، ولن أعود إليه مجدداً، ومن هُنا أناشد كلَّ شخص يؤمن بحرية التعبير عن الرأي… علينا العملُ على موقع تواصلٍ اجتماعيٍّ جديد، لا يُشترى بالمال"، تقول الشريف، وتُضيف "عندما انضممتُ إلى تويتر عام 2011 من أجل المُطالبة بقيادة المرأة، كان هناك هدفٌ حقيقي استطعنا تحقيقه، لكن تويتر اليوم يُستخدم ضدنا".
https://youtu.be/8regaO3hl_g?t=1
لعبت الناشطةُ في مجال حقوق الإنسان منال الشريف دوراً بارزاً في الدفاع عن حقّ المرأة في القيادة داخل السعودية، واعتُقلت في مايو 2011، تسعةَ أشهرٍ بسبب نشرها فيديو أثناء قيادتها السيارة، وهي تقيم حالياً في أستراليا. تُطالب الشريف بالإفراج عن المُعتقلات الحقوقيات السعوديات منهن لجين الهذلول، عزيزة يوسف وإيمان النفجان، اللواتي عارضن منعَ المرأةِ من قيادة السيارة، قبل أن يُسمح لهن بذلك في يونيو الماضي. ذلك الطائرُ الأزرق الصغير الذي تعلّقنا بجناحيه قبل سنواتٍ وحلّقنا معه ووثقنا به لنعبِّر، هل ما عاد جديراً بالثقة؟
الناشطة السعودية منال الشريف: "احتجاجاً على كُل هذا أغلقتُ حسابي، ولن أعود إليه مجدداً، ومن هُنا أناشد كلَّ شخص يؤمن بحرية التعبير عن الرأي… علينا العملُ على موقع تواصلٍ اجتماعيٍّ جديد، لا يُشترى بالمال. تويتر اليوم يُستخدم ضدنا".
ذلك الطائرُ الأزرق الصغير (تويتر) الذي تعلّقنا بجناحيه قبل سنواتٍ وحلّقنا معه ووثقنا به لنعبِّر، هل ما عاد جديراً بالثقة؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع