بعد أن شنت عشرات الضربات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا، لمّحت إسرائيل في الثالث من سبتمبر إلى أنها قد تستهدف قطعاً عسكرية إيرانية في العراق كانت وكالة رويترز قد تحدثت عن وجودها، في تقرير نشرته في 31 أغسطس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن بلاده تراقب كل ما يحدث في سوريا، وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في القدس: "بالنسبة إلى التهديدات الإيرانية، فإننا لا نقصر أنفسنا على الأراضي السورية فحسب".
وبشكل أكثر وضوحاً، أجاب ليبرمان على سؤال عمّا إذا كان هذا يشمل العراق، بقوله: "سنتعامل مع أي تهديد إيراني ولا يهم مصدره... حرية إسرائيل كاملة. ونحتفظ بحرية التصرف".
ومن شأن تنفيذ هذا التهديد الإسرائيلي أن يغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط بشكل كامل، ويجعل خريطة مواجهة تل أبيب مع إيران تتوسع، وتنتقل من سوريا ولبنان إلى العراق.
وكانت "رويترز" قد نقلت عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية لم تسمها أن إيران قدّمت صواريخ باليستية لمجموعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق.
وبحسب التقرير، نقلت إيران تلك الصواريخ إلى العراق بهدف امتلاك الوسيلة التي تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.
وعلّقت وزارة الخارجية العراقية على الخبر بعد يومين كاملين، وبالتحديد في الثاني من سبتمبر، في بيان عبّرت فيه عن أنها "تستغرب" التقرير، مشيرة إلى أن رويترز "لا تمتلك دليلاً ملموساً".
وجاء في بيان الوزارة: "في الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أن العراق غير ملزم بالرد على تقارير صحافية لا تمتلك دليلاً ملموساً على ادعاءاتها ومزاعمها، فإنها تؤكد أن جميع مؤسسات الدولة العراقية ملزمة وملتزمة بالمادة السابعة من الدستور والتي تنص على عدم استخدام الأراضي العراقية مقراً أو ممراً لأية عمليات تستهدف أمن أية دولة أخرى".
أما إيران نفسها، فقد ردت في اليوم التالي لصدور التقرير، رافضة كل ما جاء فيه، ومعتبرة أنه يهدف إلى الإضرار بعلاقات إيران مع جيرانها.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله إن "مثل تلك الأنباء الزائفة والسخيفة لا هدف لها سوى التأثير على علاقات إيران الخارجية خاصة مع جيرانها"، مضيفاً أن هذه التقارير لا تستهدف سوى إثارة المخاوف في دول المنطقة.
وبعد نشر التقرير بيوم واحد، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تويتر إنه "قلق للغاية"، مضيفاً أن التقرير، في حالة صحته، "انتهاك صارخ للسيادة العراقية ولقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231".
إسرائيل تلمّح إلى ضرب صواريخ إيرانية منصوبة في العراق، في إطار تصديها لمحاولات إيران خلق ممر بري من طهران، مروراً ببغداد وصولاً إلى الأراضي السورية فلبنانوالقرار الذي يقصده بومبيو هو الذي صدق بموجبه مجلس الأمن على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية وانسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي، أن تعيد إدارته فرض عقوبات على طهران. وفي نفس يوم صدوره، اهتمت أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقرير "رويترز"، وهو ما أظهر بحسب بعض المراقبين حالة من التخوف في الدولة العبرية التي تتعامل مع إيران باعتبارها ألد أعدائها. ونشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بعض المعلومات التي جاءت في التقرير، منها أن هذه الصواريخ قادرة على ضرب تل أبيب. ونقلت عن مصدر غربي قوله "يبدو أن إيران تحوّل العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية". ونقلت الصحيفة تحذير قائد كبير في الحرس الثوري من أن بلاده لديها قواعد في أماكن كثيرة والعراق واحد منها و"إذا هاجمتنا الولايات المتحدة، فإن أصدقاءنا سيهاجمون المصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة". كما أبرزت القناة الثانية الإسرائيلية، في تقرير لها أنه بحال قررت إيران نصب تلك الصواريخ غرب العراق، يمكنها الوصول بسهولة إلى تل أبيب، وأيضاً إلى الرياض. واعتبر تقرير القناة أن الخطوة الإيرانية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة بين طهران وواشنطن وإحراج القوى الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي مع إيران وتسعى حالياً لإنقاذ ما تبقى منه. وبحسب تقرير القناة، فإن نقل صواريخ إلى العراق يُعَدّ خطة إيرانية احتياطية في حالة تعرضت طهران لهجوم، وإن هذه الصواريخ يمكن أن تهدد إسرائيل إذا تم نشرها في غرب العراق أو جنوبه، وهي المناطق التي توجد بها أذرع عسكرية كبيرة لإيران. كما اعتبر الموقع الإخباري الإسرائيلي "واللا"، أن عدد الصواريخ الإيرانية التي تم إرسالها إلى العراق ليس قليلاً، ويمثل تهديداً لأمن لإسرائيل، وأن الخطوة الإيرانية قد تغيّر العلاقة تماماً بين إيران والولايات المتحدة. ويبدو أن خطة استهداف إسرائيل لأهداف إيرانية في العراق ليست وليدة تقرير "رويترز"، إذ نقلت صحيفة الجريدة الكويتية المقربة من السلطات في 21 يوليو عن مصادر لم تسمّها أن إسرائيل حددت لائحة أهداف داخل الأراضي العراقية، تمهيداً لضربها، بزعم أنها مواقع عسكرية إيرانية تُستخدم لنقل الأسلحة والعتاد والعناصر إلى سوريا. ونشرت الصحيفة ما قالت إنه صور جوية حصلت عليها والتقطت في مايو ويونيو الماضيين لتلك الأهداف التي تنوي إسرائيل ضربها، وبينها معابر حدودية مع إيران، مثل معبري مهران وباشماق، إلى جانب معبر الشلامجة الحدودي مع البصرة، والقريب من الكويت. وقالت الصحيفة في تقريرها إن إسرائيل رصدت خلال السنوات الأخيرة، ما قالت إنه "محاولات إيرانية لخلق ممر بري من طهران، مروراً ببغداد وصولاً إلى الأراضي السورية". ويأتي تقرير "رويترز" الذي أثار جدلاً بعد فترة قصيرة من صدور كتاب في الولايات المتحدة يحمل عنوان "أسرع واقتله" من تأليف الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان، يشير فيه بأصابع الاتهمام إلى الموساد الإسرائيلي في قتل "حسن طهراني"، قائد وحدة التطوير الصاروخي في الحرس الثوري الإيراني، والمعروف بلقب "أبو المشروع الصاروخي الإيراني" في نوفمبر 2011. وقُتل طهراني مع 16 من معاونيه خلال انفجار في العاصمة طهران، بعد تولي تامير باردو رئاسة الموساد خلفاً لمائير داغان، الذي كان بدوره قد تبنى نهج عمليات الاستهداف المباشر للشخصيات التي "تشكل خطراً على إسرائيل".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع