لا تزال بريطانيا الوجهة المفضلة للمستثمرين في الشرق الأوسط الذين يسعون الى تطوير مشاريعهم وزيادة أرباحهم.
فبعدما أنفق كبار رجال الأعمال 1.28 مليار جنيه إسترليني (1.73 مليار دولار) في العام الماضي على العقارات التجارية في بريطانيا، تبقى لندن الوجهة الأولى للاستثمارات برغم المخاوف الكثيرة التي أيقظها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "Brexit".
ما هو حجم الاستثمارات الشرق أوسطية في بريطانيا؟ ولماذا هذا الإقبال الكثيف على سوق العقارات في لندن؟
استثمارات هائلة
يمتلك المستثمرون القادمون من الشرق الأوسط أكثر من 7.3 مليون متر مربع من العقارات البريطانية. فبحسب تقرير "إن أند أوت 2017" للشرق الأوسط الذي أعدته CBRE الرائدة عالمياً في مجال استشارات العقارات التجارية، تبيّن أن المستثمرين في الشرق الأوسط قاموا بانفاق 1.28 مليار جنيه إسترليني (1.7 مليار دولار) على العقارات التجارية في لندن بين أبريل 2016 و2017، في حين احتلت مدينة نيويورك المرتبة الثانية في جذب المستثمرين (أقل من 625 مليون جنيه إسترليني أو 846.4 مليون دولار) تليها واشنطن مع حجم استثمار بلغ 357 مليون جنيه إسترليني (483.4 مليون دولار). كما أشارت الصحيفة البريطانية الى أنه خلال هذا الأسبوع، قامت شركة "وولف لإدارة الأصول المحدودة" (Wolfe Asset Management Limited (WAML التي تمتلكها عائلة القرق في دبي، بدفع 266.5 مليون جنيه إسترليني (360.9 مليون دولار) مقابل مبنى "ساوث بانك" الشهير في لندن، والذي يتألف من 20 طابقاً. وعن هذه الصفقة، قال عبد الله القرق، مؤسس شركة WAML:" إنها تناسب تماماً إستراتيجيتنا التي تقوم على امتلاك المباني التجارية الأفضل في فئتها في لندن"، وأضاف:" تعتبر ساوث بانك من أكثر المناطق حيوية في لندن حيث تزدهر أسواقها الفرعية، مع تميزها بمزيج فريد من المؤسسات ذات الشهرة العالمية والمتعلقة بالفنون والمسرح، إضافة الى الفنادق والمنشآت السكنية الفخمة".قطر تمتلك حصة الأسد
تنامت أخيراً عملية ضخ الأموال في العقارات الأجنبية، إذ يتسابق رجال الأعمال الأثرياء من الشرق الأوسط الى الاستثمار في المملكة المتحدة، غير أن قطر تحظى بالحصة الكبيرة من خلال وضع يدها على عقارات مميزة، بما في ذلك مبنى The Shard ومتجر هارودز الفاخر. ففي العام 2012، افتتح رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع دوق يورك الأمير أندرو، مبنى "ذو شارد" الذي يعدّ أعلى برج في أوروبا إذ يبلغ ارتفاعه 310 أمتار، واللافت أن حصة قطر في هذا المبنى 95%. وقد تحدث الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي عن أهمية هذا المشروع في فترة صعبة عانى فيها الاقتصاد الدولي من التباطؤ. أما بالنسبة إلى متجر هارودز، فقد اشترت شركة قطر القابضة المتجر الشهير الذي يقع في "نايتسبريدج" من رجل الأعمال المصري محمد الفايد بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني (حوالي 2 مليار دولار). يستحوذ المستثمرون القطريون على مساحات من الأراضي في لندن تفوق المساحات الكبيرة التي تمتلكها الملكة إليزابيث الثانية، ففي الوقت الذي تمتلك فيه ملكة بريطانيا 2.2 مليون متر مربع في لندن، فإن الحكومة القطرية تمتلك 2.46 مليون متر مربع. ومن أبرز المشاريع القطرية "الضخمة" في بريطانيا: "كاناري وورف" الذي يضم أكبر المباني في الحي المالي في لندن، "تشيلسي باراكس" والقرية الأولمبية. صحيح أن قطر دولة صغيرة، إلا أن نفوذها الكبير يمكن أن يؤثر على حياة الملايين خاصة في بريطانيا، فقد تحدثت الكاتبة "إدنا فينرانديس" في مقال لها عن أهمية قطر كلاعب أساسي في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، إضافة الى اعتماد المواطنين البريطانيين على غازها لإعداد الشاي وتشغيل التلفزيون وتدفئة منازلهم. ورأت الكاتبة أن الدوحة تستعد لعقود طويلة من الازدهار، فهي "مدينة تتظر إلى المستقبل". وعلى عكس ما توقعه المحللون من أن يساهم الـBrexit في تقليص حجم الاستثمارات الأجنبية، أكدت صحيفة التايمز أن قطر تخطط لتوسيع حجم استثماراتها في المملكة المتحدة في السنوات الخمس المقبلة، واعدةً بإنفاق 5 مليارات جنيه إسترليني (6.7 مليار دولار) على استثمارات مهمة تركز بشكل خاص على الطاقة، والبنية التحتية، والرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات. وأكد وزير المال القطري علي شريف العمادي أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون ذا تأثير على إستراتيجية قطر في الاستثمار، معرباً عن ثقة الدوحة بالوضع في لندن:"لدينا ثقة كبيرة في الاقتصاد البريطاني".لماذا تعدّ لندن المكان الأنسب في عيون المستثمرين؟
يوضح كريس برات، من شركة CBRE للاستثمار أن العاصمة البريطانية تجذب كبار المستثمرين بسبب انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني وارتفاع الطلب وعقود الإيجار الطويلة والعائدات القوية. ويعتبر "برات" أن هذه الاستثمارات تدل على مكانة لندن كبوابة عالمية لجذب الأموال. وكانت شركة "نايت فرانك" للعقارات قد اختارت لندن أفضل مدينة في العالم بالنسبة الى الأثرياء العالميين بعد الأخذ في الاعتبار عدة عوامل مثل نوعية الحياة والأعمال والترفيه.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون