شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أذكياء ولكنكم لستم أثرياء؟... هذا هو السبب

أذكياء ولكنكم لستم أثرياء؟... هذا هو السبب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 21 أغسطس 201704:04 م
"كنت أعرف هذا الشخص، إنه نموذج للغباء، كيف أصبح غنياً؟". هل طرحتم على أنفسكم هذا السؤال من قبل، وأنتم تشيرون إلى صورة شخص ما وتتعجبون من أنه تحول من شخص فقير إلى شخص غني؟ كثيراً ما يشعر أشخاص بأنهم أذكياء ومؤهلون للنجاح المادي في الحياة، لكنهم يتعجبون من أن غالبية المشاريع التي ينجزونها لا تصل بهم إلى بر الأموال. ويؤكد بحث مهم أعده الباحث الاقتصادي الأميركي تشارلز موراي أن درجة ذكاء الفرد ترتبط إلى حد ما بمدى نجاحه الاقتصادي وتحوله من شخص فقير وبسيط إلى شخص غني. ويرى البحث الذي اطلع عليه رصيف22، أن حصولكم على درجة معقولة في الـIQ (نتيجة يحصل عليها بعد مجموعة اختبارات لقياس درجة الذكاء) من الممكن أن يكون جزءاً من قصة نجاحكم المادي. لكن، هل هذا يعني أن الذكاء شرط أساسي يجب أن يتوافر لديكم حتى تصبحوا أغنياء؟

عن الحظ والشخصية

"الذكاء قد يكون مجرد عامل من ضمن عوامل النجاح، لكن هناك عوامل أخرى تتفوق عليه"، هذا ما توصل إليه الاقتصادي الأميركي جيمس هيكمان الحائز جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، في بحث مهم عمل عليه مع مجموعة من زملائه. البحث توصل إلى أن هناك ما يتفوق على الذكاء، وهو الشخصية، فليست الشخصيات كلها مؤهلة لأن تصبح غنية، وأنه كلما كانت شخصية أحدكم مثابرة ومجتهدة، وقبل كل شيء لديها ضمير، كان هذا سبباً مهماً لتحولكم من فقراء إلى أغنياء. وتم العمل على هذا البحث من خلال فحص بيانات عدة لآلاف الأشخاص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وهولندا، من ضمن هذه البيانات نسبة ذكائهم، والسمات الشخصية، وحتى السجلات الجنائية لهم. وقد يفسر هذا الأمر سبب نجاح أشخاص مهمين في العالم، كانوا فاشلين في الدراسة واتهمهم أساتذتهم بالغباء وأصبحوا بعد ذلك من أغنى أغنياء العالم. البحث توصل أيضاً إلى أن "الحظ" أمر مهم، وقد يسبق الشخصية والذكاء في نجاح الأفراد! وتوصلت دراسة أخرى، اطلع عليها رصيف22، إلى أن كونكم أذكياء لا يعني بالضرورة أن تكونوا أغنياء. الدراسة التي نتحدث عنها أعدّها الباحث جاي زاجورسكي من جامعة أوهايو الأميركية، وأظهرت أنه مهما كانت النتيجة التي ستحصلون عليها في اختبارات الذكاء مرتفعة، فإن هذا لا علاقة له بمستقبلكم المادي بالضرورة. وحتى كونكم أذكياء لن يحميكم من الوقوع في أزمات مادية لو استطعتم تحقيق ثروات. المدهش أن الدراسة توصلت إلى أن الأذكياء ليسوا أفضل من يستطيع أن يدير الأموال. وأن من لديهم معدل ذكاء متوسطاً أو حتى أقل من المتوسط تتوافر لهم فرص النجاح نفسها في الحياة وتحقيق ثروات. وبحسب البحث، فإن كثراً من الأشخاص الذين اتهموا دائماً بالغباء استطاعوا جني أموال طائلة في ما بعد. وترى المعالجة النفسية وفاء شلبي أن الأمر معقد ويحتاج إلى مزيد من الدراسات حتى يتم التوصل إلى الأسباب الحقيقية للنجاح المادي في الحياة. تقول شلبي لرصيف22، ليس بالضرورة أن يكون الأذكياء أغنياء، لكن بعض الأغنياء قد يكونون أذكياء، والعكس صحيح في ما يتعلق بغير الأذكياء. "الحظ أيضاً يلعب دوراً مهماً في هذا الأمر"، تقول شلبي.
الذكاء قد يكون مجرد عامل من ضمن عوامل النجاح، لكن هناك عوامل أخرى تتفوق عليه... ما هي؟
هناك ما يتفوق على الذكاء، وهو الشخصية، فليست كل الشخصيات مؤهلة لأن تصبح غنية...
كلما كانت شخصيتكم مثابرة ومجتهدة ولديها ضمير كلما ازدادت فرص تحولكم من فقراء إلى أغنياء..

في عالمنا العربي الوساطة أهم من الذكاء؟

"تركت مصر وسافرت إلى بلد خليجي لتوفير بعض الأموال، وقرأت كثيراً في علم الإدارة وكيفية تأسيس مشاريع ناجحة"، يحكي محمد لرصيف22. "حين عدت إلى مصر محاولاً استثمار أموالي في مشروع يحقق لي النجاح، اكتشفت أن الأمر ليس له علاقة بالذكاء أو بمهارات الإدارة على الإطلاق"، يقول محمد. وبحسب الشاب المصري، فإن امتلاكك وساطة (علاقات تسهل لك تنفيذ مشاريعك) أهم من كل شيء. شاب آخر، اسمه حاتم سعيد، أسّس لمشروع تجاري لم ينجح. وهو يعتبر أن الذكاء قد يكون مهماً للنجاح في الحياة لكن الأهم هو الموهبة، "إن لم تكن موهوباً في ما ستقوم به فلن تنجح أبداً مهما كنت ذكياً"، يقول سعيد.

لكننا جميعاً يمكننا أن ننجح

على رغم أن الحظ يلعب دوراً في نجاح الأفراد بحسب آراء مختصّين، إلا أن هذا لا يعني أن ننتظر ضربة الحظ ولا نتحرك! بالتأكيد لا... ومن أجل مساعدتكم في النجاح، ظهرت مواقع مختصّة منها بيزنس إنسايدر. يمتلئ هذا الموقع بمقالات مهمة فيها نصائح لجعلكم أشخاصاً ناجحين، من ضمنها مقال كتبه جيمس كان، الرئيس التنفيذي لمجموعة هاملتون برادشو ومؤلف كتاب "كيفية الحصول على الوظيفة التي تتمناها". يقول جيمس: "إن أفضل الناس أولئك الذين يتحدّون أنفسهم باستمرار ويضعون لأنفسهم أهدافاً جديدة تساعدهم على النجاح". ولكي تنجحوا في حياتكم، يطالبكم جيمس بتحفيز أنفسكم باستمرار ولا تنتظروا من الآخرين أن يقوموا بذلك، وإذا أردتم أن تكونوا أشخاصاً ناجحين فعليكم تحديد أولوياتكم والتركيز في كل المهمات. "حين تركزون في ما تفعلونه فإن هذا سيحسن من جودة ما تقدمونه". وللنجاح في حياتكم، عليكم دائماً أن تكونوا مرنين وأن تأخذوا خطوة إلى الوراء في بعض الأحيان ومراجعة أعمالكم بهدف التطوير المستمر. و "حين تنتقدون أنفسكم وتتعلمون من أخطائكم، فإن هذا بالتأكيد سيجعلكم على الطريق الصحيح"، يقول جيمس.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image