ما إن انتصف نهار الثلاثاء التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، حتى تعرّضت العاصمة القطرية الدوحة، لهجوم غير مسبوق حيث قصفت طائرات حربية إسرائيلية منطقة كتارا، مستهدفةً مقر إقامة وفد حركة حماس الفلسطينية المشارك في المفاوضات التي ترعاها مصر وقطر والولايات المتحدة، لغرض وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
فتح الهجوم المفاجئ باباً من التساؤلات حول مستقبل المفاوضات بشأن الحرب ومستقبل قطاع غزة، ومدى إمكانية بقاء الوفد المفاوض وقادة حماس عموماً في الدوحة، ولا سيّما أنّ الهجوم يأتي عقب سلسلة اغتيالات نفّذتها إسرائيل ضد قادة ما يُعرف بـ"محور المقاومة" في غزة ولبنان واليمن وإيران، وكان أبرزها اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية، خلال وجوده في طهران، نهاية شهر تموز/ يوليو 2024.
الوقائع سالفة الذكر تشير إلى أنّ إسرائيل ربما لا ترغب في مواصلة مفاوضات وقف الحرب حيث لا تراها مجديةً، وتنمّ عن رغبتها في تصفية حركة حماس أو على أقل تقدير قادة الصف الأول فيها، فضلاً عن تخويف الدول المتعاونة مع الحركة من استضافة قادتها حيث قد يتعرّضون لهجمات مشابهة تنتهك سيادة أراضيها، وهو ما يتوقعه الباحث ستيفن أ. كوك، مدير زمالة الشؤون الدولية لعلماء العلاقات الدولية الدائمين في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ويرجّح أن تستهدف إسرائيل قادة الحركة الناجين مرةً أخرى في الوقت والمكان المناسبين لها.
لا يستبعد المحلل السعودي أن تُنقَل المفاوضات إلى عواصم أخرى مثل القاهرة أو أنقرة أو مسقط، لاعتبارات أمنية وسياسية، مستدركاً بأنّ نجاح أيّ بديل مرهون بقبول جماعي وبقدرة الدولة المضيفة على توفير مظلّة حماية دبلوماسية
ويشير كوك، في مقال له، إلى أنه بعد الهجوم الأخير على الدوحة، من الصعب أن تستأنف قطر التفاوض مرةً أخرى، وقد تحلّ مصر محلها كمحاور رئيسي في السعي إلى وقف إطلاق النار، فيما يعدّ استمرار المفاوضات بوجه عام "غير مجزٍ"، إذ يبدو أنّ الحكومة الإسرائيلية وكذلك قيادة حماس غير مهتمتَين بالتوصل إلى اتفاق قريباً.
ساحة الوساطة تتحوّل إلى موقع حرب
من جهته، يقول الباحث السعودي فواز كاسب العنزي، المختص في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، إنّ العملية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في الدوحة شكّلت منعطفاً خطيراً، كونها لم تمسّ مسار التفاوض فحسب، بل وجّهت رسالةً واضحةً بأنّ ساحة الوساطة لم تعد بمنأى عن التصعيد، وأنه يمكن تكرار الهجمات على مواقع أخرى، وهو بالفعل ما قالته إسرائيل عقب الحادث بتهديدها بمهاجمة خصومها في أي موقع.
ويضيف العنزي، أنّ الحادث يمثّل انعكاساً خطيراً سيترتب عنه إبطاء الجهود الرامية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، متوقعاً أن تسير الأمور في سيناريوهين لا ثالث لهما: الأول يتلخّص في تجميد المفاوضات مؤقتاً واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، والثاني محاولة إعادة إطلاق المفاوضات برعاية أوسع تضمن حماية الوسطاء وضمانات دولية أكثر صرامةً.
وبحسب الباحث السعودي، فإنّ استهداف وفد تفاوضي على أرض دولة خليجية يُعدّ سابقةً تُثير قلقاً مشروعاً حول حرمة الأجواء والسيادة، ويستدعي مراجعة الترتيبات الأمنية والدبلوماسية في المنطقة، لافتاً إلى أنه من الوارد أن تُنقل المفاوضات إلى عواصم أخرى مثل القاهرة أو أنقرة أو مسقط، لاعتبارات أمنية وسياسية. ويستدرك، مع ذلك، بأنّ نجاح أي بديل مرهون بقبول جماعي وبقدرة الدولة المضيفة على توفير مظلّة حماية دبلوماسية.
في الأثناء، يصف العنزي الخيارات المتاحة لحركة حماس بأنها "محدودة" إذ تتمثّل إما في البقاء في قطر مع تعزيز الحماية، أو توزيع مقارها وقياداتها، أو الانتقال إلى دول أخرى تتيح هامشاً أوسع للحركة السياسية والأمنية، لافتاً إلى أنّ الاحتمال الأخير غير مستبعد خاصةً إذا رأت الدوحة أن استمرار الاستضافة يشكّل عبئاً أو خطراً إضافياً عليها.
ويوضح أنّ الهجوم على قطر يمثّل تهديداً للأمن الإقليمي لدول الخليج، وأنّ الإدانات العربية والدولية للهجوم تمثّل نقطة ارتكاز مهمةً، متوقعاً أن تتخذ القمة العربية الطارئة التي دعت إليها قطر مواقف أكثر صلابةً تجاه إسرائيل، باعتبار أنّ الاعتداء لم يستهدف قطر وحدها، بل استهدف المنظومة الأمنية الخليجية برمّتها.
ويضيف العنزي، أنّ القمة قد تبحث في التحرّك الدبلوماسي الموحّد في الأمم المتحدة، وتفعيل أدوات الضغط السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى بحث تطوير منظومات الأمن الدفاعي المشترك لحماية سيادة الدول الخليجية، مردفاً بأنّ مجلس التعاون الخليجي يتوقع أن يلعب دوراً محورياً في دعم قطر من خلال تبنّي موقف موحد يعكس مفهوم الأمن الجماعي، ويؤكد أنّ الاعتداء على دولة خليجية هو اعتداء على المنظومة الخليجية بأسرها، وهذا ما يعزّز فكرة أنّ الردّ لن يكون منفرداً من قطر، بل في إطار خليجي مشترك يمنح الموقف قوةً سياسيةً وأمنيةً مضاعفة.
لا مكان آمناً لحماس؟
وبالعودة إلى الباحث كوك، فهو يقول إنّ الضربة الإسرائيلية على الدوحة تُظهر مدى استعداد تل أبيب للذهاب إلى أي مكان للقضاء على حماس، معترفاً بأنّ تحرّكاتها أيضاً تهدّد علاقاتها مع العالم العربي وكذلك الجهود الرامية إلى تأمين وقف لإطلاق النار في غزة. ويتابع بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، ومستشاروه يرون بوضوح أن المفاوضات لا تُؤدي إلى أي نتيجة، وأن القضاء على حماس سيُعزز أهداف الحرب المتمثّلة في تدمير الحركة، وإعادة من بقي من الأسرى الإسرائيليين في غزة، وضمان عدم عودة حماس إلى حكم القطاع مرةً أخرى.
بحسب الخطيب، "لن تشعر حماس بالأمان في أي مكان تعمل فيه، حتى على أرض حليف رئيسي غير عضو في الناتو مثل قطر"، بعد استهداف قادتها في الدوحة، بما يمهّد لـ"بداية نهاية وجود حماس ككيان متماسك ذي أرض وقيادة خارجية قادرة على العمل بحرية دون عواقب"
ويلفت أيضاً إلى أنّ إسرائيل قتلت بالفعل العديد من قادة حماس في غزة وخارجها منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023،، إلا أنّ ذلك لم يُؤدِّ إلى انهيار الحركة. لكن الهجوم على من بقي من القيادات في هجوم مُستقبلي قد يتسبّب في انهيار الحركة وانهيار تماسكها. وبرغم أنّ ذلك قد يكون نصراً مهماً لإسرائيل، لكنه يُنذر أيضاً، والحديث لا يزال لكوك، بظهور جماعات عنيفة أصغر حجماً في غزة، بما يُسهم في خلق بيئة عامة من الفوضى وانعدام القانون.
إحراج واشنطن مع حليفها الخليجي
وفي تحليل للمجلس الأطلسي، شارك فيه مجموعة من الباحثين المعنيين بشؤون الشرق الأوسط، يقول مدير مشروع إعادة التنظيم من أجل فلسطين في المجلس، أحمد الخطيب، إن قرار استهداف القيادة السياسية لحماس يشير إلى أن إسرائيل لم تعد تعتقد أنه سيكون هناك وقف إطلاق نار فعّال واتفاق بشأن الأسرى في غزة، وأن الضربات التي وقعت على مقربة من قاعدة العديد الجوية، مقر القيادة المركزية الأمريكية، تضع الولايات المتحدة في "موقف حرج تجاه حليفها الخليجي القوي".
ويضيف الخطيب أنه بعد هذه الضربة، "لن تشعر حماس بالأمان في أي مكان تعمل فيه، حتى على أرض حليف رئيسي غير عضو في الناتو مثل قطر"، منبّهاً إلى أنّ الهجوم يتزامن مع غزو وشيك لمدينة غزة، وهو ما قد يُمثّل "بداية نهاية وجود حماس ككيان متماسك ذي أرض وقيادة خارجية قادرة على العمل بحرية دون عواقب".
يتطابق رأي الخطيب، مع ما يقوله نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لسياسة مكافحة الإرهاب سابقاً، توماس س. واريك، بشأن أنّ الضربة الإسرائيلية على الدولة "لن تُقرّب نهاية الحرب في غزة على الأرجح، لكنها لن تُبعدها أيضاً". كما يقول إنّ أيّ خطط لإعادة إعمار غزة بعد الحرب "لن تبدأ إلا بعد نزع سلاح حماس، وهذا يعتمد على قرارات قادة حماس العسكريين في غزة، وليس قادتها السياسيين في الدوحة".
ولا تقف التداعيات عند هذا الحد بل يشير تحليل نشره مركز سوفان للأبحاث، إلى أنّ الهجوم الإسرائيلي الفاشل على القيادة العليا لحماس في العاصمة القطرية، عرّض مفاوضات إنهاء الحرب في غزة للخطر، وأثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وستكون له تداعيات إستراتيجية عميقة يعدّدها بقوله إنّ ضرب دولة من دول مجلس التعاون الخليجي يُخاطر بتقويض اتفاقات أبراهام وتفكيك إطار التطبيع الهش مع الشركاء العرب.
كما يلفت إلى أنّ هجوم إسرائيل على قطر ليس مجرد عمل عسكري، بل يُمثّل أيضاً تحدياً لمعايير السيادة، وتهديداً للاستقرار الإقليمي، وضربةً للدبلوماسية نفسها في وقت تشتد فيه الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم.
إسطنبول والقاهرة وجهتان محتملتان؟
الاستعراض السابق يطرح تساؤلاً ملحّاً حول مستقبل الحركة ومدى إمكانية بقاء قادتها في الدوحة، إذ يقول المحلل السياسي المقيم في قطر، هاني البسوس، إنّ أكثر مدينة مرشّحة لاستضافة قادة حماس بعد الدوحة هي إسطنبول التركية، لافتاً إلى أنّ مثل هذا القرار لن يتم إلا بعد إجراء مزيد من التقييمات الأمنية من قبل الحركة، وكذلك الأجهزة الأمنية القطرية، وفقط في حال طلبت الدوحة من قادة حماس المغادرة، وهو ما يستبعده.
ويضيف البسوس، في تصريحات لرصيف22، أنّ إقامة وفد حماس في الدوحة لم تكن عمل سرّياً، بل كانت وفق تنسيق معلن مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أنه لا تزال هناك ضبابية في مسار استضافة قطر لقادة حماس بعد الآن، إلا أنّ المؤشّرات تقول إنهم ربما يبقون بين الدوحة وإسطنبول.
من جهته، يقول المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، منذر الحايك، إنّ قادة حماس قد ينتقلون إلى مصر في المرحلة المقبلة، متوقعاً أن تتسبّب الضربة الإسرائيلية -التي يعدّها تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء والأعراف الدولية- في انسحاب قطر من مسار التفاوض.
ويضيف الحايك، في تصريحات لرصيف22، أنّ المجتمع الفلسطيني يأمل أن تعمل "جميع الأطراف من أجل إلزام إسرائيل بوقف المقتلة والعدوان الهمجي على المدنيين في غزة والضفة الغربية المحتلة"، منبّهاً إلى أنه مع التصعيد الإسرائيلي باتت الخيارات الفلسطينية محدودةً بسبب الحصار، وفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين، ليبقى خيار التمسّك والثبات والبقاء في قطاع غزة لمواجهة مشروع التهجير هو الأكثر ترجيحاً على المستوى الفلسطيني، على حد وصفه.
ويطالب الحايك حركة حماس بـ"تسليم ملف المفاوضات لجامعة الدول العربية ومصر حيث أنه من الضروري أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية شريكاً رئيسياً في المفاوضات كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
ويتفق مع هذا التوجه المحلل السياسي الفلسطيني يحيى القاعود، الذي يؤكد أنّ الإقامة في قطر كانت بناءً على تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أنه ربما لا توجد خيارات متاحة أمام قادة حماس حالياً، لأنّ عملية النقل تتم من خلال تفاهمات سواء دولية أو حتى بين حماس والدولة المضيفة.
ويقول، لرصيف22، إنّ عمليات الاغتيال التي نفّذتها إسرائيل سواء في الدوحة مؤخراً أو من قبلها في لبنان واليمن وطهران، تحمل رسائل بأنّ إسرائيل تضرب بقرارات المجتمع الدولي وقوانينه عرض الحائط، وأنها ماضية في مسار تصفية القضية، مهما تعالت التنديدات الدولية والإقليمية.
ويشير القاعود أيضاً إلى أنّ الإدانات الدولية، وتحديداً الغربية التي صاحبت الهجوم على الدوحة، لم تستهجن الهجوم أو محاولة اغتيال وفد يشارك في مفاوضات وقف الحرب، بل كانت من أجل سيادة دولة قطر، أما قادة حماس، فللأسف العالم (الرسمي) لا ينظر إليهم كقادة "حركة مقاومة"، وإنما كأعضاء في "حركة إرهابية"، وهو ما يصنّفه ضمن ازدواجية المعايير الدولية، لافتاً إلى أنّ الدول العربية عليها العمل معاً وبسرعة لوقف الإبادة المستمرة من قبل إسرائيل.
اللامركزية... هل تكون خيار حماس؟
يختلف مع ما سبق المحلل الفلسطيني نضال خضرة، الذي يرى أنّ خيارات حماس لا تزال متعددةً، خصوصاً إذا قرّرت أن تتعامل بمنطق لامركزي، إذ يمكن أن توزع قادتها بين تركيا واليمن والجزائر وإيران ومصر، إلا أنه يستبعد أن تستقبلهم القاهرة بعد الصدامات الأخيرة بسبب تصريحات بعض قادة الحركة.
ويضيف، في تصريحات لرصيف22، أنّ مصر وتركيا مرشحتان لاستكمال مسار التفاوض في حال انسحبت قطر عقب الهجوم الأخير. يردّ على هذا البسوس، بقوله إنّ الدوحة لعبت دور الوساطة بنجاح في أكثر من أزمة دولية، خلال السنوات الأخيرة، مع ترجيح استكمال المسار نفسه إلى حين انتهاء الحرب على غزة.
بعكس ما هو شائع، يعتقد خضرة أنّ خيارات حماس لا تزال متعددةً، خصوصاً إذا قرّرت أن تعتمد منطق اللامركزية، عبر توزيع قادتها بين تركيا واليمن والجزائر وإيران ومصر
ويشدّد البسوس على أنّ الحادث يُظهر المساعي الإسرائيلية الحثيثة لإفشال أي عملية تفاوض، إذ كشفت العملية الأخيرة على الدوحة أنّ نتنياهو غير معني بوقف الحرب، وأنه يسير في اتجاه تدمير ما تبقّى من مدينة غزة وترحيل الفلسطينيين، ودفعهم إلى النزوح لتنفيذ مخططه التوسعي على حساب الأرض الفلسطينية.
الخوف على المصالح
وحول ردود الفعل الدولية التي صاحبت الضربة الإسرائيلية على الدوحة، يصف المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، الإدانات الأوروبية المتلاحقة بأنها تعكس تحوّلاً في المزاج الأوروبي تجاه إسرائيل، بعد سنوات من الدعم التقليدي غير المشروط، وهو ما يظهر في الموقف الألماني والفرنسي، والذي يبدو أنه ضاق ذرعاً بتصرفات إسرائيل، لافتاً إلى أنّ استهداف قطر مخاطرة إستراتيجية بالنسبة لأوروبا، التي تعتمد على الغاز القطري بشكل متزايد بعد تقليص الإمدادات الروسية.
كما يوضح أنه في حال تدهورت العلاقات بين الدوحة والعواصم الغربية بسبب ضعف الرد على الهجوم، فقد تستخدم قطر ورقة الطاقة كورقة ضغط، بما يهدّد استقرار السوق الأوروبي ويُدخل القارة في أزمة طاقة جديدة قد تؤدي إلى موجات تضخّم واضطرابات اقتصادية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.